/ مرسال الترس /
من يتابع المشهد الاقليمي والدولي إزاء الاستحقاقات اللبنانية، يراه في غاية التعقيد، ويلزمه “أعجوبة” تمكّن هذا البلد من لملمة جروحه والتقاط أنفاسه.
الفرنسيون الذين يتحركون بضوء أصفر أميركي، كما يسوّقون، يعملون بكل ما يملكون من إصرار على التشبث بموقع مؤثر لهم على الأرض اللبنانية التي منحوها الاستقلال قبل ثمانية عقود. ولهذا يرفعون من وتيرة تواصلهم مع المملكة العربية السعودية، وفي الوقت نفسه لا يقطعون الصلات مع الجمهورية الاسلامية في إيران، من أجل بلورة مشهد في بلاد الأرز يكون لهم فيه أكثر من “قطعة بازل” لإكمال الصورة. ولذلك لا يستطيع أحد أن يُنكر مستوى تواصلهم مع مختلف الأفرقاء اللبنانيين، وتحديداً حارة حريك ومعراب وبنشعي والبياضة.
في ظل ذاك المشهد “السوريالي” بامتياز، توقف العديد من المراقبين عند الصنارة التي ألقاها رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهّاب في إحدى إطلالاته التلفزيونية، حيث توقّع أن لا يُعطّل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع النصاب، إذا تأمّن 65 صوتاً لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، و”يتصرّف كرجل دولة”.
وإذ صحّت رؤية وهاب، فإن فرنجية هو رئيس الجمهورية الرابع عشر للجمهورية اللبنانية.. مع وقف التنفيذ!
استنتاج وهاب لم يأت بالصدفة، إنما يتكئ إلى سلسلة من الوقائع المتداخلة، والتنافر الحاد بين جعجع ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، التي تتيح للمراقب المتابع أن يخرج بحيثيته على أنها مبدأ يصح الركون إليه.
مع ذلك، هناك أصوات في حزب “القوات”، ومنها مؤخراً النائبة غادة أيوب التي تقول أن “لا إمكانية لاستعادة تجربة الـ2016، وفي حال كانت هناك لعبة لإيصال مرشح من 8 آذار، نتجه في الجلسة الأولى إلى التعطيل”!
والظاهر أن “القوات اللبنانية”، التي اكتوت بنار “اتفاق معراب”، ومعرفتها الجيدة بسليمان فرنجية، تدفعها لتمرير معطيات تقول: “إذا وجدنا أنّه بعد إقدامنا على التعطيل عدّة جلسات، وليس بإمكاننا خرق كتلة الفريق الآخر، ولا إمكانية لتوحيد المعارضة، عندها لا حول ولا قوّة”.
وعلى خط موازٍ، ها هو وزير الاعلام زياد المكاري يشير إلى “معطيات من خارج النص”، ويؤكد “نعمل على أن يضع خصومنا اسم سليمان فرنجية، ونجري اتصالات في هذا الصدد، وليست كل الاتصالات تظهر إعلاميا، لكن لا يجب حرق المراحل”!