أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أن “لبنان سيتلقى 600 ألف جرعة من لقاح الكوليرا، بعد إنجاز الوزارة المرحلة الأولى التي حصنت 600 ألفا في المناطق اللبنانية، خاصة في محافظة بعلبك الهرمل وطرابلس والضنية والشمال، والتي تنتهي بعد حوالى أسبوعين”.
وأفاد وزير الصحة بأن “إصابات الكوليرا في بعلبك الهرمل ما زالت قليلة وهذا أمر جيد، ولكن الكوليرا يجب أن ننظر إليها ليس فقط كأزمة، ولكن كفرصة للإضاءة على الواقع والسعي لتحسينه وتأمين الخدمات اللازمة لمواجهة أي وباء، والإجراءات التي طالبنا بها لم تقتصر على المؤسسات الصحية والاستشفائية ومراكز الرعاية الأولية، بل تطال وضع الحلول لكل ما من شأنه المساهمة في انتشار الوباء.
وذكر أنه “في أول لقاء وزاري لموضوع الكوليرا عندما سألنا الرئيس ميقاتي عن مطالبنا، كان لدينا مطلبان، دعم العاملين في القطاع الصحي، ودفع مستحقات البلديات لتتمكن من مساعدتنا في السيطرة على وباء شديد الإنتشار مثل الكوليرا”.
واعتبر أن “الموضوع الأول في مواجهة الكوليرا تأمين المياه السليمة للمواطنين، ويجب أن تتحمل المنظمات الدولية مسؤولياتها وعدم تقليص خدماتها، لأن تداعيات النزوح السوري من أسباب التلوث لمصادر المياه”.وأشار الى أن “المنظمات الدولية رصدت مبلغ 30 مليون يورو لتشغيل محطات تكرير المياه المبتذلة وضخ المياه ابتداء من مطلع الشهر القادم، ومنها مشروع المياه النظيفة في بلدة عرسال، وفي موضوع الصهاريج تم تأمين كلور مجاني، وتم تجهيز مختبرات في مستشفى بعلبك الحكومي و7 مستشفيات أخرى لفحص مياه المدارس والبلديات مجانا”.
وأضاف “من ضمن إجراءات الجهوزية كانت مستشفى دار الأمل الجامعي أولى المستشفيات التي جهزت قسما لمرضى الكوليرا وهي مجهزة بمحطة تكرير، واعتمدت كمستشفى مرجع لمرضى الكوليرا ولديهم الآن فقط مريضان، والمستشفى الميداني في عرسال لا يوجد فيه مرضى، ومستشفى الهرمل الحكومي جاهز لاستقبال حالات الكوليرا، ونعمل لرفع جهوزية مستشفى بعلبك الحكومي الذي كان في طليعة المستشفيات الحكومية في استقبال ومعالجة مرضى الكورونا”.وتابع، “حربتا وعرسال بأمس الحاجة لمشروعي إقامة المستشفيين فيهما، لأن أقرب مستشفى إليهما تبعد حوالي 30 كيلومترا، وهناك صعوبة نقل المرضى في فصل الشتاء والثلج، لذلك كانت الزيارة الميدانية للأرض المخصصة لبناء مستشفى حربتا بهدف تسليط الضوء على هذا المشروع الحيو”.
وقال: “كما أننا نعول على دور مراكز الرعاية الأولية التي بذلت جهودا ممتازة وتمكنت من القيام بدور جيد في حماية المجتمعات من جائحة كورونا، بالتعاون مع البلديات والجمعيات المحلية والهيئات الصحية، لذا يجب ان يتأمن لها كل الدعم، وبخاصة من المنظمات الدولية.
واستكمل “نقلنا في الوزارة قسما من أموال الإستشفاء إلى قطاع الرعاية الصحية، لأن تأمين الوقاية امر أساسي، وبالإضافة إلى تعزيز مراكز الرعاية وفتح مراكز جديدة، من المهم ربطها مع بعض بالمجالس الصحية في المناطق لتأمين المعلومات الدقيقة، وتحديد المسؤوليات والمتابعة”.
وأعرب عن أسفه “لعدم قيام الجولة بواجباتها، وجزء من هذا التقصير يعود إلى ضعف الإمكانيات، أما الجزء الآخر فهو لغياب الإرادة. نحن لدينا الإرادة ولنضع أيدينا مع بعضنا لتضافر الجهود في مواجهة الوباء”.
وأضاف: “أول موضوع سنطرحه على طاولة البحث مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، تداعيات وجود النازحين على المجتمعات المضيفة، ووجوب دعم المجتمعات الحاضنة للنازحين