برأ الغرب روسيا من اتهامات إسقاط صاروخ بأراضي بولندا، كما رجح الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، أن يكون أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني، وليس هجوما روسيا متعمدا.
لكن وسط سيل من ردود الفعل الدولية حيال الحادث، شكك مسؤولين أوكرانيين، في تلك الروايات، حيث قال أليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني: “ننتظر من حلفائنا إمدادنا بالأسس التي استندوا عليها للتوصل إلى أن الصاروخ الذي سقط في بولندا أطلقته قواتنا”.
كما تصر كييف على وجود بصمات روسية في الحادثة، في وقت كشفت فيه مصادر غربية متطابقة عن معطيات جديدة تقاطعت جميعها عند تبرئة موسكو من الصاروخ.
ووفق خبراء عسكريون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإنه من المرجح أن يكون السبب هو الاعتراض الفاشل من الدفاعات الأوكرانية المتهالكة ما جعل الصاروخ ينطلق في اتجاه معاكس تجاه الأراضي البولندية.
واطلقت روسيا غارات بنحو 100 صاروخ، الثلاثاء، طالت مختلف مناطق أوكرانيا، في المقابل أطلقت أوكرانيا رشقات صاروخية مضادة لاعتراض الضربة الروسية.
خطأ روسي أم أوكراني.. ماذا يقول الخبراء؟
يقول ضابط الدفاع الجوي السابق وعضو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جوستاف جريسيل، إن “منظومات الدفاع الجوي الأوروبية، ومنها ما تسلمته أوكرانيا، تم تطوريها لأسباب تسويقية للتصدير وليس لغرض استخدامها من أجل الجيوش الخاصة بها، ما أثر بالسلب على دعم أوكرانيا بمنظومات حديثة”.
وأشار إلى أن “الدفاعات الأوكرانية تعاني من سوء كبير ومن الوارد أن يكون فشل التصدي للصاروخ أعاد مساره إلى الأراضي البولندية”.
وقال إنه “على الرغم أن المنظومات الغربية أكثر تطورا من الشرقية، إلا أن مساحة أوكرانيا الكبيرة تؤثر سلبا على تغطية هذه المنظومات الدفاعية، فهناك الكثير من المواقع المراد حمايتها في ظل تواجد عدد غير كاف من المنظومات التي تدعم بعضها البعض”.
وأضاف: “بطارية الدفاع الجوي الواحدة تستطيع حماية موقع واحد، وهي ليست كافية في حالة مهاجمه الروس لرادارات البطاريات”.
وقال: “يتعين دعم أوكرانيا بمنظومات “سامب تي أو ميكا ” الفرنسية كاختيار ممتاز لهذه المعركة مع دعمها بمنظومات “أسبيد” الإسبانية وتجديد منظومة القيادة والسيطرة للأوكران ودعمها بالمزيد من وسائل الرصد الجوي”.
أما الخبير العسكري البريطاني جاستن برونك، فيقول إنه: “بعد ظهور حطام الصاورخ، فإن شظيته تتسق مع قذيفة أرض -جو من فئة “5V55″.”
وأكد أن “الدفاعات الأوكرانية” إس 300 بي” والروسية ” إس-300 بي إم يو ١/٢ ” تقومان بانتظام بعمليات اعتراض للصواريخ المتبادلة”.
واشار إلى أن “روسيا تستخدم تلك الصواريخ الباليستية بطريقة مرتجلة لضربات أرضية لكن مداها هو 85 كلم فقط”.
ولفت إلى أنه “من المحتمل أكثر أن تكون أوكرانيا أطلقت هذا الصاروخ لاعتراض أحد صواريخ الكروز أو الباليستية الروسية خلال الهجوم الأخير”.
وأضاف: “لا يمكن دائماً التنبؤ بمسار الصاروخ بعد فشل الاعتراض”.
ومن كندا، يقول الخبير العسكري مايك ميهالوفيتش، إنه بالنظر لبقايا حطام الصاروخ يتضح أنه من نوع “5 في 55 “، مضيفا: “وحدهم الأوكرانيون من يمتلكون تلك الصواريخ”.
وأشار إلى أنه “من الممكن أن يكون الصاروخ أخطأ هدفه بسبب قدم المنظومات الأوكرانية”.
لكن شاشانك جوشي، محرر شؤون الدفاع في مجلة إيكونومست، قال إن “الصاروخ الضال أمر سيئ للغاية”، مضيفاُ أنه “بشكل قاطع لا يعني سقوطه أنه هجوم مسلح متعمد”.
أما الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور فيقول إن القوات الأوكرانية متورطة في الانفجار للاستفادة من الاستفزازات لاستدراج الناتو لمواجهة روسيا.
وقال: “روسيا تمتلك أسلحة فائقة الدقة ويتم استبعاد أي استهداف لأراضي بولندا”.
وأضاف: “الحادث هو استفزاز تخطط له القوات الأوكرانية بهدف جر دول الناتو رسميا إلى النزاع في أوكرانيا”.
وأشار إلى أن “الدفاعات الجوية الأوكرانية متهالكة وقد يكون التصدي الفاشل للصاروخ غير مساره إلى بولندا”.