انقطعت أخبار الرئيس سعد الحريري لفترة طويلة وغاب مستشاروه والمقربون منه عن السمع حتى هاتفياً، كشفت مصادر مطلعة لـ”الجريدة” أن “تيار المستقبل لن يخوض الاستحقاق الانتخابي حتى الساعة، بسبب قرار خارجي تتقدمه السعودية بإقصاء “الشيخ” سعد عن المشهد الانتخابي والسياسي لأسباب عدة”، مضيفة أن “الحريري أبلغ مراجع سياسية رفيعة في لبنان بأنه لن يشارك في الانتخابات، بعد أن كررت هذه المراجع رسائلها للحريري لسؤاله عن موقفه من الانتخابات والتحالفات”.
ولفتت المصادر الى “وجود قرار سعودي بمنع المستقبل من المشاركة في الانتخابات وذلك لتشريع الساحة السنية على الفراغ، ما يتيح للمملكة وللأميركيين إفساح المجال أمام قوى سنية أخرى موزّعة بين الحركات المتطرفة وقوى المجتمع المدني، لا سيما وأن الأميركيين والسعودية فقدوا الأمل من قدرة الحريري على تشكيل حالة سنية بمواجهة “حزب الله” والشيعة وفق مشروع الفتنة المذهبية والطائفية التي يريده الخارج الغربي”.
وفيما تنفي مصادر المستقبل عبر “الجريدة” وجود قرار نهائي وحاسم بعزوف المستقبل عن خوض الانتخابات النيابية، تقرّ بأن التيار سجّل تراجعاً واسعاً في مختلف المناطق اللبنانية، ما يجعله يعيد قراءته ويعدّ للانتخابات بشكل جيّد للفوز بحدنه الأدنى”.
وبحسب ما تشير أوساط سياسية لـ”الجريدة”، فإن “منع المستقبل من المشاركة في الانتخابات يأتي في سياق مشروع أميركي – سعودي لتوحيد قوى ما يسمى بـ14 آذار مع قوى المجتمع المدني، بالاضافة الى التيار الأزرق لتشكيل جبهة سياسية واحدة تحصد الأكثرية النيابية، للتحكم بالاستحقاقات المقبلة كتأليف الحكومة ورئيس الحكومة المقبلة ورئيس الجمهورية الجديد، وبالتالي تركيب نظام سياسي جديد يكون أداة تنفيذية للمشروع الأميركي بالسيطرة على لبنان وتشديد الحصار على “حزب الله” والإتيان بحكومة تطبّق شروط صندوق النقد الدولي والقرارات الدولية، إضافة الى تنازل لبنان في الملفات السيادية كترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة”، مذكّرة بالبيان الفرنسي – السعودي الذي ربط الانفتاح الاقتصادي على لبنان بسلاح “حزب الله”.
ولا تستبعد الأوساط أن تنتزع القوى الحليفة للأميركيين في لبنان أكثرية البرلمان كما حصل في العراق، وذلك عبر الجهود التي تبذلها السفارة الأميركية في عوكر بجمع أطراف متناقضة في اجتماعات بعيدة عن الاعلام، بموازاة سعي السعودية عبر استدعاء عدد من ممثلي رؤساء الأحزاب اللبنانية كالوزير السابق ملحم رياشي والنائب وائل ابو فاعور اللذين أجريا محادثات مع مسؤولين سعوديين حول مستقبل التحالفات الانتخابية، بالإضافة الى ضخ مبالغ ضخمة قيل إن بعض قادة الأحزاب حصلوا عليها من دول خليجية مقابل الانضواء في إطار تحالف انتخابي عريض، لا سيما وأن التيار الوطني الحر فقد الكثير من حالته التمثيلية معطوفة على علاقته المتوترة مع الرئيس نبيه بري، ما يضعف تحالف 8 آذار – و”العونيون” الذي لن يستطيع الحصول على الاغلبية”. إلا أن الأوساط تحذّر من أن انقلاب الأغلبية النيابية لن يمكن الفريق الأميركي في لبنان من الحكم بمفرده من دون قوى 8 آذار، كما أن الأخيرة لم تستطع الحكم بمفردها في العهد الحالي.