محفوظ: المخرج الوحيد المتبقي هو تشكيل حكومة جديدة

اعتبر رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ أن “ولاية فخامة الرئيس ميشال عون كانت صعبة، ومن مظاهرها أنه اضطر إلى التعاون مع حكومات تصريف أعمال في نصف فترة هذه الولاية”، مشيرا إلى أن “الأزمة الفعلية هي وتيرة الخلافات السياسية اشتدت خلال فترة حكمه”.

وقال: “شهد عهده بداية الحراك الشعبي، الذي عطل إمكانية انصراف فخامة رئيس الجمهورية الى معالجة الأزمات المتتالية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والمالية مع شركائه والحكم، بحيث أصبح الانقسام هو الطاغي على الوضع”.

أضاف: “غادر رئيس الجمهورية قصر بعبدا، ونحن ندخل حقبة صعبة، لكن من إيجابيات نهاية عهده هي الوصول عبر التوافق إلى ترسيم الحدود البحرية، الذي يعتبر إنجازا للبنان، وهو أحد إنجازات هذا التلاقي، الذي حصل في الفترة السابقة بين مختلف الأطراف حول استعادة لبنان للغاز والنفط من مياهه الإقليمية”.

وتابع: “لا أحد يستطيع تجاوز مشهد الجمهور، الذي ودع الرئيس عون، وهذا يعني أنه سيستمر في مسيرته السياسية على قاعدة المعارضة من الخارج، وبالتالي هذا الجمهور هدفه كان تأكيد تماسك التيار العوني الذي سيلقى أيضا اعتراضات واسعة من قبل الأطراف المتضررة سواء أكان في الساحتين الإسلامية والمسيحية”.

واشار الى ان “لدى ميقاتي مهلة حتى منتصف هذه الليلة لتقديم أسماء الوزراء في الحكومة الجديدة، وأعتقد أن هناك سعيا فعليا وجديا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للدفع بهذا الاتجاه من أجل تجنيب لبنان أزمات كبيرة حاليا، لا سيما أن الرئيس عون قبل استقالة الحكومة على قاعدة أنه لا يمكنها أن تقوم بمهام رئاسة الجمهورية، وفقا لتصوره”.

ولفت الى ان “المخرج الوحيد المتبقي هو عبر تشكيل حكومة جديدة يعمل عليها حزب الله حاليا”، وقال: “كل جهة من الجهات السياسية تحاول أن تحمل الطرف الآخر مسؤولية ما وصلنا إليه، وأعتقد أن المسؤولية جماعية لكل فريق الحكم، فهذه حقيقة يجب أخذها في الاعتبار”.

وتابع: “مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع تقع على فريق الحكم مجتمعا”، وقال: “هذا الأمر مكن الخارج الدولي، وتحديدا الأميركي من التحكم بالوضع اللبناني سواء أكان عبر الحراك الشعبي سابقا أم عبر أطراف السلطة السياسية التي تحتاج إلى بقائها ونفوذها السياسي”.

أضاف: “أمامنا فترة طويلة من الفراغ الرئاسي، والخروج منه يحتاج إلى أوضاع تشابه الوصول الى ترسيم الحدود البحرية بتلاق بين الداخل اللبناني والخارج الدولي، وتحديدا الأميركي”.

وأشار إلى أن “القوى السياسية اللبنانية لا يمكن أن تتوصل الى انتخاب رئيس جديد”، وقال: “إن تشكيل الحكومة برئاسة ميقاتي تشكل نافدة من أجل تسريع وتيرة انتخاب رئيس للجمهورية”.

واعتبر أن “دعوة الرئيس نبيه بري إلى مناقشة خطاب عون من قبل الكتل النيابية على اختلافها هو باتجاه تصويب الوضع بمعنى الوصول إلى كيفية معالجة الفراغ الرئاسي والحكومي، ومعنى هذا أن الوضع يحتاج إلى حوار داخلي مع تنازلات متبادلة”، وقال: “هناك استحالة للتوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا سيما أن كل فريق يطرح مواصفات للرئيس الجديد”.

ورأى أن “طاولة الحوار يمكن أن تقرب المسافات وتؤسس لإمكان أن يكون للداخل اللبناني مجتمعا تأثير في مثل هذه الانتخابات”، وقال: “إن انتخاب رئيس الجمهورية لن يتم، إلا عبر التلاقي بين فاعلين: الخارجي الاستراتيجي وهو الاميركي، والداخلي الأساسي هو حزب الله، وبدور ما للفاتيكان عبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي”.

أضاف: “لدينا 6 أشهر لتنجلي الأمور، فالانقسام الداخلي سيد الموقف، والأطراف السياسية تتمسك بمصالحها”.

وعن ترسيم الحدود البحرية، قال: “إنه انجاز مهم للبنانيين كونه المدخل لمعالجة الوضع الاقتصادي والسياسي والمالي والاجتماعي والصحي”.

وأشار إلى أن “ترسيم الحدود البحرية يعني إمكانية استثمار الثروات الغازية والنفطية في لبنان، الذي يحتاج الى امكانية توظيف هذه الثروة لاستعادة عافيته وتحسين وضعه المالي، وبالتالي تحسين وضع الليرة”.

وعن الصعوبات التي تحول دون عودة النازحين السوريين الى سوريا، قال محفوظ: “سببها الفعلي الغرب الاميركي والأوروبي بشكل خاص الذي يتخوف من ان يذهب هؤلاء الى أوروبا بطرق خفية كما يحصل حاليا من جانب الاسيويين والأفارقة. ان الغرب الأوروبي يطمح الى ممارسة الضغوط السياسية على النظام السوري لشل قدرته على القيام بمهامه القومية. ولكن هناك تغيير في الموقف الأميركي في هذه المسألة نجم عن الضغوطات الداخلية اللبنانية، ويجب النظر بإيجابية الى موقف الرئيس عون في هذا الاتجاه، وقد صارح الجهات الدولية بهذا الأمر. ولعل احد إنجازات ترسيم الحدود البحرية قبول الاميركي بهذا الموضوع”.

وفي موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، قال محفوظ: “انهما دولتان شقيقتان وترسيم الحدود بينهما لن يلقى صعوبة في المستقبل، بل بالعكس هناك مصلحة مشتركة بين الجانبين ومصالح مشتركة للثروة البحرية بينهما. واعتقد ان الاتصال الذي تم بين الرئيسين السوري واللبناني في موضوع ترسيم الحدود يكشف عن ان ذلك يمكن تحقيقه في اي لحظة. واعتقد ان الجانب اللبناني تسرع في طرح المسألة خارج المفاوضات المشتركة بين الجانبين”.

وعن التخبط في أسعار الدولار، قال: “لا شك هناك تلاعب بالسوق، وعلينا الا ننسى انه ما من دورة اقتصادية في لبنان حاليا، ولكن ترسيم الحدود البحرية يشكل مدخلا لاستعادة لبنان عافيته الاقتصادية والمالية والسياسية”.

أضاف: “الاميركي اصبح معنيا بتحسين الوضع في لبنان عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وخصوصا اذا لاقت حكومة تصريف الأعمال عقبات في القيام بدور ينوب عن رئيس الجمهورية. اعتقد ان الحسابات الاميركية الفعلية من خلال الاتصالات التي تجريها واشنطن تحاول ان تسوق رئيسا للجمهورية وتطرح أسماء بهذا المعنى، إضافة الى زيارات يقوم بها المرشحون المعنيون الى السعودية وفرنسا وسوريا وتركيا وقطر والامارات”.

وتابع: “العمل الفعلي في موضوع انتخاب الرئيس يرتبط بتشكيل حكومة، ففي حال شكلت حكومة الليلة ترتفع أسهم النائب السابق سليمان فرنجية والا فالمسألة سوف تؤدي الى حذف الكثير من الأسماء المطروحة للرئاسة. ومن الأسماء المطروحة قائد الجيش العماد جوزاف عون، ومن الأسماء التي تروج لها واشنطن جهاد ازعور الذي تفضله على أي شخص آخر، وايضا هناك زياد بارود والوزير السابق عبد الله فرحات والبستاني. هذه الأسماء تحتاج جميعها الى موافقة حزب الله الذي يحتاج بدوره الى ضمانات في موضوع الرئاسة، وكثير من الامور التي يريدها من الحكومات”.

ولفت محفوظ الى أن “السياسة الأميركية براغماتية وتتعامل مع الاقوى، والاقوى في المعادلة اللبنانية هو حزب الله، وبالتالي الرئيس الذي تريده واشنطن مفتاحه السيد حسن نصر الله”.

وأعلن أنه يحترم “السياسي الذي يدعو الى الحوار والى من يستحيب الى دعوة الحوار”، آملا من “القوى السياسية ان تستجيب لدعوة الرئيس بري للجلوس الى طاولة الحوار”.

وقال: “الاعلام هو الذي يصنع الرأي العام ويوجهه ودوره اقوى من الرصاص، لذلك ما نحتاحه هو اعلام يهدىء الرؤوس الحامية ويشجع على المشترك”.

وأكد أن “لا ملجأ للبنانيين الا الدولة”، وقال: “علينا الإبتعاد عن طروحات لا تصب في مصلحة الدولة اللبنانية، ولا بد من الوصول الى المشترك بين اللبنانيين”.