تنتقد المعارضة الجمهورية يومياً سجل بايدن وحزبه، على خلفية التضخم الذي يعد الشاغل الأول للناخبين الأميركيين وفق استطلاعات الرأي.
والأميركيون مدعوون خلال انتخابات منتصف الولاية هذه إلى تجديد جميع المقاعد الـ435 في مجلس النواب الأميركي وثلث مجلس الشيوخ. وسلسلة كبيرة من مناصب المحافظين والمسؤولين المحليين المنتخبين هي أيضًا على المحك.
وتعدّ الانتخابات النصفية (Midterms) التي تجري بعد عامين على الانتخابات الرئاسية، أقرب إلى استفتاء على شاغل البيت الأبيض. فخلال أكثر من 160 عاماً، لم يتمكّن حزب الرئيس إلّا نادراً من الإفلات من هذا التصويت “العقابي”.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن المعارضة الجمهورية لديها فرص كبيرة لتولي مجلس النواب، فيما المستطلعون أكثر حيرة بشأن مصير مجلس الشيوخ.
وقال الرئيس الأميركي بايدن الاثنين أن “الاستطلاعات قالت كل شيء ونقيضه”، مضيفاً “الجمهوريون في الصدارة ثم الديموقراطيون في الصدارة ثم الجمهوريون في الصدارة (…) لكنني أعتقد أن الأمر سينتهي مع الديموقراطيين في الصدارة”.
وفي مواجهة الاستياء المتزايد من التضخم وخطر الركود الذي يقلل من فرص مثل هذا النجاح الانتخابي، يعتمد الزعيم الديموقراطي على السخط الناجم عن تغيير موقف المحكمة العليا بشأن الإجهاض لجمع الأصوات من اليمين ومن اليسار.
كما صوت نحو 8 ملايين شخص في الانتخابات النصفية حتى الآن بشكل مبكر، وفق “مشروع انتخابات الولايات المتحدة” The United States Elections Project، خصوصاً في أكثر الولايات المتنازع عليها.
والتركيز سيكون على ولاية بنسلفانيا، حيث ينافس الطبيب الجرّاح التلفزيوني محمد أوز المدعوم من الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، الديموقراطي جون فيتيرمان، من أجل مقعد في مجلس الشيوخ الأميركي.
وكما في العام 2020، فإن ولاية جورجيا أيضاً في صلب المنافسات في هذه الانتخابات. يحاول الديموقراطي رافاييل وارنوك، أول سناتور أسود ينتخب في هذه الولاية التي عرفت في الماضي تمييزًا عنصريًا شديدًا، إعادة انتخابه ضد هيرشل ووكر وهو رياضي أميركي سابق من أصل افريقي ومدعوم من ترامب.
وتشهد أيضاً ولايات أريزونا وأوهايو ونيفادا وويسكونسين ونورث كارولينا منافسات شديدة، حيث ينافس المرشحون الديمقراطيون جميعهم مساعدين لدونالد ترامب.
وألقى ترامب، المستهدف بتحقيقات برلمانية وقضائية، بنفسه في الحملة الانتخابية، مضاعفاً التجمعات الانتخابية في جميع أنحاء البلاد. هذه الانتخابات بمثابة اختبار على أرض الواقع للمستقبل السياسي للملياردير الجمهوري الذي يتحدث علانية عن ترشحه للرئاسة في العام 2024.
ويكرر بايدن من جهته، أيضاً أنه “ينوي” الترشح لانتخابات 2024، ما ينذر بإعادة تشكيل محتملة لمبارزة 2020.