مجلس النواب كان اليوم قبلة الإهتمام من زاوية الجلسة المزدوجة بشقيها التشريعي والإنتخابي على مستوى ترتيب مطبخه الداخلي.
في الشق التشريعي حضرت خمسة بنود إلاّ أن نجمها هو قانون السرّية المصرفية الذي أخذ الحيز الأكبر من النقاش حيث كان موقف حازم للرئيس نبيه بري قال خلاله :انا ما بمشي بأمر حدا انا بشوف مصلحة بلدي اولاً و صندوق النقد الدولي لا يتحكم بالبلد لا هو ولا غيره معتبراً ان رفع السرية المصرفية واجب حتى لا يكون هناك فاسدين.
أما على مستوى المطبخ النيابي فلم تطرأ أي تغييرات جوهرية أقله بالنسبة لأميني السر والمفوضين الثلاثة إذ بقي القديم على قدمه في هيئة المكتب رغم بعض المحاولات النيابية لتسجيل أهداف من خلال عرقلة التزكية بعيداً من التوافق الذي لطالما سعى اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ اليوم الأول لإنتخابه وخلال كل الإستحقاقات المجلسية ولو على حساب كتلته النيابية لكن نتائج هذه المحاولات جاءت عكسية.
وإذا كان البعض إعتبر نتائج الإنتخابات مثل لعبة الليخة فإن هذا البعض وبسبب كسر التوافق أكل بنفسه الليخة…
ولكي يكون الرأي العام على معرفة بالتفاصيل كان ردٌّ من الرئيس بري على نواب التغيير و النائب سامي الجميل الذي طلب فيها أن تكون كل الكتل ممثلة داخل اللجان توافقياً جاء فيه :عرضنا عليكم التوافق ولم تقبلوا وأصررتم على الانتخابات وكانت هذه النتيجة واضاف: لسنا هنا لنزايد على بعضنا وقولوا لنا من هي الأكثرية في المجلس!!.
خارج قاعة الجلسة كانت للرئيس نجيب ميقاتي “دردشة حكومية” قصيرة مع الصحافيين خلال الإستراحة : “ما في عنا شي نحكيه وإذا واحد بدو يعمل شي يعملو بصمت أفضل”.
في شأن متصل ورداً على سؤال للNBN حول امكانية تشكيل حكومة لفت المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل الى ان الانطباعات الحالية ان هناك حراكاً جدياً ولكن “ما نقول فول ليصير بالمكيول” مشدداً على السير بكل ما يتفق عليه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف
في المقابل كان جواب النائب جبران باسيل على السؤال نفسه : بعد في اسبوعين.
تتسارع الأحداث وتتراكم التطورات في الأسبوعين الأخيرين من ولاية الرئيس العماد ميشال عون، من دون أن يبرز في الأفق ما يؤشر إلى احتمال الخرق على خط الاستحقاق الرئاسي قبل انتهاء المهلة الدستورية. أما حكومياً، فتعويل على ولادة قيصرية في ربع الساعة الأخيرة، لأن عدم تشكيل حكومة جديدة من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال، قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية، سيكون ضرباً من الجنون وسيؤدّي إلى فوضى دستورية، كما أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اليوم.
أما في المجلس النيابي، وفي مقابل البلبلة التي سادت معسكر نواب التغيير الذين انسحب من بين صفوفهم النائب ميشال دويهي، وفي موازاة التناقضات التي اعترت مواقف بعض الاحزاب، ومنها الكتائب، حيث طالب النائب سامي الجميل بالتوافق على عضوية اللجان بعدما رفضه في السابق، فتمكن التيار الوطني الحر من استعادة رئاسة لجنة الاقتصاد للنائب فريد البستاني، بعد معركة بالأصوات قادها باسيل شخصياً، وبدعم من الطاشناق وحزب الله والنائب وليام طوق، ما ادى الى خسارة النائب ميشال ضاهر، الذي سبق وتخلى عن تكتل لبنان القوي في عزِّ استهدافه سياسياً في السنوات الثلاث الاخيرة.
لكن، في مقابل كل ما تقدم، يبقى الخبر الاهم اليوم نفطياً بامتياز، حيث استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم وفدا من شركة توتال. وقد اطلع أعضاء الوفد الرئيس عون على الاستعدادات التي تجريها الشركة في لبنان، تمهيدا لبدء التنقيب في البلوك رقم 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجنوب، بعد إنجاز المعاملات والإجراءات الإدارية اللازمة. وأعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم للعمل مجددا في التنقيب في النفط والغاز في لبنان، إستكمالا للعمل الذي قامت به توتال في البلوك رقم 4. وأشار الوفد الى أن منصة الحفر ستستقدم ابتداء من العام 2023 لبدء الاستكشاف والتنقيب، وفق النصوص الواردة في الاتفاق مع هيئة قطاع البترول في لبنان، والتي تتلقى تباعا المعطيات التي تتوافر خلال عمليات التنقيب. وأعرب الرئيس عون عن أمله في ان يبدأ التنقيب في البلوك رقم 9 سريعا للتعويض عن الوقت الذي انقضى بفعل المفاوضات غير المباشرة، التي كانت تدور من اجل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، متمنيا التوفيق لفريق توتال للوصول الى نتائج إيجابية. غير ان بداية النشرة تبقى مع وثائقي “الجنرال” في جزئه السابع.
لبنانْ يحقِّقُ المركزَ الثانيَ عالمياً بحسَبِ البنكِ الدولي بعدَ زيمبابوي، لكنْ من حيثُ التضخمُ باسعارِ الموادِّ الغذائيةِ الذي بَلَغَ مئةً وثمانيةً وتسعينَ بالمئةِ في الاشهرِ الثمانيةِ الاولى من العامِ الحالي.. وإنْ استمرت السياساتُ الاقتصاديةُ على حالِها فإنَّهُ ذاهبٌ الى المركزِ الاولِ بلا منافِس.. فهل يتنفَّسُ اللبنانيون الصعداءَ ويُحسنونَ استخدامَ ثروتِهم المحرَّرةِ من أعماقِ البحار؟.. فيُخفِّفوا من التضخُّمِ الاقتصادي الذي تعانيهِ البلاد.؟
وللاسراعِ في تخفيفِ المعاناة، دعوةٌ من رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون لشركةْ “توتال” للإسراعِ بالتنقيبْ في البلوك رقمْ تسعة، للتعويضِ عن الوقتِ الذي انقضى بمفاوضاتِ الترسيم..
أمَّا استمرارُ البعضِ بالتضليلِ، والتنقيبِ في التاريخِ الأسودِ، لاستخراجِ شعاراتِ التطبيعِ، ورسمِ خطٍّ لعلاقةٍ مستجدةٍ معَ العدوِ الصهيوني، فهي اوهامٌ من مخلَّفاتِ “السابع عشر من ايار”، استجدت نتيجةَ الاصابةِ بتضخمٍ سياسيٍّ والادمانِ على تقديسِ التعليماتِ الخارجية، ويمكنُ علاجُها عبرَ الحَجْر ..
في مجلسِ النوابِ محاولاتٌ علاجيةٌ على نيةِ تشريعاتٍ ضرورية، لا تزالُ قيدَ البحثِ لا سيما قانونُ السريةِ المصرفيةِ وتعديلاتُه المُلِحَّة، امّا ما سرَت عليه جلسةُ انتخابِ اللجانِ فكانت قاسيةً على البعض، فانفخت الدفُّ وتفرقَ التغييريون، وكانَ النائبُ ميشال دويهي اجرأَ هؤلاء، فاعلنَ انه خارجَ تكتلِ التغييرِ بصيغتِه الحاليةِ نهائياً، داعياً لتحويلِه الى لقاءٍ تشاوريٍ عندَ الضرورة. فتجربةُ التكتلِ تحديداً يجبُ ان تَنتهيَ احتراماً للبنانيينَ وللناسِ التي انتخبتهم واحتراماً للسياسةِ كما قال..
في الاقوالِ الحكوميةِ إنَ المساعيَ على هِمَّتِها واِنَ المهلَ على ضيقِها، فيما يكابدُ الحريصونَ للانقاذِ قبلَ فواتِ الاوان. امّا رئيسُ التيارِ الوطني الحر النائبُ جبران باسيل فقد اعتبرَ انَ عدمَ تشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ قبلَ نهايةِ ولايةِ الرئيسِ ميشال عون سيكونُ عملاً جنونيا..
في الجنونِ الغربي كلامٌ استعلائيٌ للممثلِ الأعلى للسياسةِ الخارجيةِ في الاتحادِ الأوروبي جوزيب بوريل وَصَفَ أوروبا بالحديقةِ وبقيةَ العالمِ بالغابة. كلامٌ اثارَ ردودَ فعلٍ عالمية، بينَها موقفٌ روسيٌ نبَّهَ بوريل الى أنَ أوروبا أَنشأت تلك الحديقةَ من خلالِ النهبِ البربري للغابةِ وللمستعمراتِ التي اضطهَدَها الاوروبيونَ بلا رحمة..
في سنويتها الثالثة احتفت ثورة تشرين بتفكك نوابها وتفرقهم وإعلان بعضهم الانشقاق عن حلقات التغيير هي مراسم وداعية لتكتل من ثلاثة عشر نائبا شكل قلقا للسلطات وأدى منذ أيار الماضي دورا متماسكا، إلى أن تسلل إلى ربوعه داء الصرع السياسي وفي أقل من نصف عام تحول تكتل ال13 إلى ثنائيات متباعدة حول الرئاسة والنفط والطائف ومائدة العشاء السري.. لكن نتائج هذا الصراع ظهرت في انتخابات اللجان اليوم والتي سادها تدافع تغييري بحجة توسيع التمثيل.. فسقط كل من ترشح أول المنسحبين رسميا من عضوية التغيير كان النائب ميشال الدويهي، مقترحا تحويل هذا المكون إلى لقاء تشاوري شهري أو حسب الضرورة، مع هامش حرية كامل لجميع النواب في كل المواضيع أما النائب وضاح الصادق فشكل عود كبريت أهل للشرارة الأولى عندما هبت عليه رياح حب الطائف، وهو قال للجديد اليوم إنه منقطع عن اجتماعات التغيير منذ ثلاثة أسابيع لأنه طلب آلية عمل من أربعة بنود ولم تنفذ وكما نجحت المنظومة السياسية في تفكيك ثورة تشرين بدس أحزابها وأزلامها في الشوارع الغاضبة.. فإنها تقف اليوم وتصفق للشرخ الواقع على قوى التغيير، وتعقد في المقابل التحالفات مع مكوناتها وأحزابها وبعض مريديها من المستقلين لتفوز في اللجان وترفع راية النصر وعلى هامش اللجان وتحالفاتها لفت النائب هادي أبو الحسن إلى أن النائب ميشال معوض حصل في هذه الخلطة النيابية على أكثر من ستة وثمانين صوتا”، ليرد عليه النائب حسن فضل الله: “هي بس باللجان”، وبعد.. فإن التحالفات قد تستمر على الحكومة، لكن شروط إنضاجها تترك إلى الأيام الأخيرة من عمر العهد.. وإلى ذلك الحين فإن كل الطروحات وصفها مرجع حكومي بأنها كلام بكلام فيما رد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على سؤال الجديد عن تشكيل الحكومة، قائلا إنه يعمل بصمت وعلى جبهة التعطيل قال النائب جبران باسيل بطريقة تهديدية: إذا لم يشكل ميقاتي حكومة جديدة قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، فسيكون عملا مجنونا.. وأضاف إن عدم تشكيل الحكومة سيؤدي إلى “فوضى دستورية”، وإنه لن يقبل بأن تدير مثل هذه الحكومة البلاد وإلى أن يبدأ باسيل ثورة الفوضى الدستورية.. فإن العهد يرسم مرحلة التنقيب قبل أن يشمع خيطه ويرحل.. واليوم زار وفد من شركة “توتال إينرجي” قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون وأبلغه أن منصة الحفر ستستقدم ابتداء من عام ألفين وثلاثة وعشرين لبدء الاستكشاف والتنقيب، وقد أمل عون أن يبدأ التنقيب في “البلوك رقم9” سريعا للتعويض عن الوقت الذي انقضى بفعل المفاوضات غير المباشرة، التي كانت تدور من اجل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية وفيما يستمر باسيل بتوسيع عضلات التيار في إنجاز اتفاق الترسيم وابراز دوره كقائد ميداني يدير السيد حسن نصرالله .. كشف تقرير موسع لوكالة رويترز اليوم أن “قيادة حزب الله دققت في التفاهم سطرا سطرا قبل إعطاء الموافقة عليه”، وأشار نائبان من حزب الله لرويترز إلى أن الحزب منفتح على فكرة الصفقة كمسار لتخفيف بعض المشكلات الاقتصادية في لبنان حزب الله انفتح.. الجزائر انغلقت.. والسبب ملف فساد الفيول المغشوش وقضية سونوطراك التي لاتزال عالقة في المحاكم اللبنانية ولأن لبنان خلط زيت الفساد بأوراق جزائرية فقد ألغت الجزائر زيارة وزير الطاقة وليد فياض التي كانت مقررة اليوم.
ثلاثاء أسود لكتلة “قوى التغيير” بدأ بخسارة النائبتين بولا يعقوبيان وحليمة قعقور في إنتخابات اللجان، والنائب مارك ضو في هيئة مكتب المجلس وانتهى بإعلان النائب ميشال الدويهي إنشقاقه عن الكتلة.
إنشقاق النائب الدويهي لعله الأقسى على الكتلة، لكنه لم يحجب التباينات التي تشهدها بين أعضائها بحيث بدا التصدع أقوى من التماسك، ومن شأن هذا الواقع أن يخلط الأوراق في توقعِ الإحتساب عند أي تصويت.
اللافت في هذا التطور أنه جاء بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة لثورة 17 تشرين، فهل الثورة في مأزق؟ أم ممثلو الثورة في مجلسِ النواب في مأزق.
حكوميًا، هبة باردة وهبة… تشكيل. أمس كانت “الحديدة حامية”، بردت اليوم ولا معطيات جديدة. ولا مؤشر إلى نضوج أي من الإقتراحات التي تم تقديمها، ومن المؤشرات إلى تراجع إحتمالات التأليف ما أعلنه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من أنه “سيكون عملًا مجنونًا” إذا لم يشكل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حكومة جديدة قبل نهاية ولاية الرئيس عون.
باسيل من مجلس النواب إعتبر أن إتفاق الترسيم ليس إتفاقًا مع العدو الإسرائيلي، كل ما في الأمر تبادل رسائل مع الأمم المتحدة، بحسب تعبيره.
لوحظ في الجلسة أن الرئيس بري رفع من وتيرة موقفه حيال إستقلاليته فكرر أكثر من مرة قوله “أنا ما بمشي بأمر من حدا”.
قضائيًا، دخل إضراب القضاة شهره الثالث من دون أن يلوح في الأفق ما يؤشر إلى قرب إنتهائه.