الجريدة ـ لبنان
جسر القرم لم يكن هدفا سهلا للأوكرانيين، والنجاح في تنفيذ تفجير عليه ينذر روسيا بالشؤم، ويبرز أنه لا يوجد مكان بأوكرانيا تكون فيه روسيا في مأمن من الهجمات، كما مثّل دفعة قوية للروح المعنوية للأوكرانيين، وخفض الروح المعنوية للروس.
ورد ذلك في تقرير كتبه أليكس غاتوبولوس -محلل شؤون الدفاع في موقع الجزيرة الإنجليزية- قال فيه “رغم الإجراءات الأمنية المشددة والدفاعات المبتكرة والتحذيرات الرهيبة من الانتقام إذا تم استهدافه، نجح الأوكرانيون في الوصول إليه والإضرار به”.
فخر الهندسة الروسية
وأوضح غاتوبولوس أن الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا، وهو الأطول في أوروبا، يعد فخر الهندسة الروسية، وهو شريان إمداد إستراتيجي ليس لشبه جزيرة القرم فحسب، ولكن للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا كذلك؛ وبالتالي كان هدفا واضحا للمخططين العسكريين الأوكرانيين.
وأضاف أن أوكرانيا لم تكن لديها إلا طرق قليلة للنجاح في ضرب الجسر، إما لأن أسلحتها لم يكن لديها المدى الكافي أو لم تكن قوية بما يكفي لإلحاق ضرر دائم بالجسر الفولاذي والخرساني الذي تبلغ قيمته 3.6 مليارات دولار.
وكان بإمكان القوات الجوية الأوكرانية مهاجمته من الناحية النظرية، لكن كان عليها التعامل مع صواريخ الدفاع الجوي “إس-300” (S-300)، والبطاريات الأحدث من طراز “إس-400” (S-400) التي تحرس المدى. ولم يكن أداء المسيرات الأوكرانية “تي بي تو” (TB2) أفضل من ذلك، إذ يُعد تسليحها الخفيف ملائما لإخراج المركبات وضرب مواقع القيادة أكثر من تدمير أقسام من الخرسانة المسلحة.
دفاعات قوية ومعقدة
وقال غاتوبولس إن الدفاعات الروسية حول الجسر تم تعزيزها لزيادة بطاريات الدفاع الجوي الموجودة بالفعل. وخوفا من الضربات الصاروخية من البر أو البحر، نُشرت بارجات بحرية مزودة بعاكسات الرادار أمامها في مواجهة الخارج.
كما تم اختبار الدخان الكثيف أيضا كطريقة لإخفاء شكل الجسر والمساعدة في إخفاء ملامح الرادار والأشعة تحت الحمراء للجسر الذي تستخدمه أنواع معينة من الذخائر الموجهة بدقة وصواريخ كروز المتقدمة.
وأضاف أن هذه الابتكارات، إلى جانب الدوريات المكثفة من قبل قوات النخبة، والدوريات الجوية القتالية، ووجود الطائرات المروحية الهجومية في مكان قريب، بالإضافة إلى احتمال وجود وحدات حرب إلكترونية في المنطقة المجاورة، كل ذلك أضاف إلى الدفاع الهائل لواحد من أعلى أهداف النزاع قيمة.
مشكلة خطيرة لروسيا
وعلق الكاتب بأن اختراق كل هذه الدفاعات بأي شيء بما يكفي لإتلاف الهيكل الضخم للجسر يمثل مشكلة خطيرة لروسيا.
وقد كان التفجير كبيرا بالفعل، وأدى إلى تدمير جزء من طريق الشاحنات على الجسر وألحق أضرارا بالغة بخط السكة الحديد.
وتطرق غاتوبولوس إلى نتائج التفجير ليقول إن تأثيره كبير على المجهود الحربي الروسي وعلى الروح المعنوية للروس، وسيكون تأثيره على القوات الروسية المحاصرة جنوبي أوكرانيا مؤثرا للغاية.
وأضاف أن نجاحه كان دفعة هائلة للمعنويات الأوكرانية وصدمة للمدنيين الروس، الذين يعانون بالفعل من تأثير تعبئة القوات، التي تم الإعلان عنها مؤخرا. “الجزيرة”
