كشف مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى لصحيفة “نداء الوطن” أنّ المعطيات الأخيرة تفيد بأنّ “الوصول إلى اتفاق الترسيم البحري بين لبنان والعدو الإسرائيلي أصبح قريباً جداً بعدما تقلصت الفجوات بين الطرفين”، مرجحاً أن يتم تحديد موعد لانعقاد اجتماع في الناقورة لا يتجاوز 20 ت1 بغية إعداد المحاضر النهائية للاتفاقية وخرائطها والتوقيع عليها قبل إرسالها إلى الأمم المتحدة”.
وأوضح المصدر أنّ “الوسيط الاميركي أقفل باب النقاش وانطلق باتجاه صوغ العرض النهائي المعدّل شكلياً والمنقّح قانونياً ولغوياً بما يرضي الجانبين الإسرائيلي واللبناني”، مشيراً إلى أنّ “الإدارة الأميركية مارست ضغوطات مباشرة ومتوازنة خلال الأيام الأخيرة على الجانبين ونجحت من خلالها في إعادة رفع حظوظ إنجاز اتفاق الترسيم بعدما شهدت نهاية الأسبوع الماضي تراجعاً وتشنجاً في المواقف”.
وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن اتفاقية الترسيم البحري “سيكون لها نتائج مباشرة على مسار الاستحقاقات اللبنانية، بدءاً من تأليف حكومة جديدة تعمل على تسلمّ صلاحيات رئاسة الجمهورية في فترة الشغور”، لافتاً الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ “المجتمع الدولي سيمارس بموازاة ذلك أقصى الضغوط في سبيل ضمان عدم إطالة الفراغ الرئاسي ومنع الطبقة الحاكمة من استغلال هذه الفترة لإعادة تثبيت قواعد حكمها والاستمرار في ممارسة السلوكيات نفسها التي لا تتماشى مع شروط الإصلاح المطلوبة لإنقاذ الشعب اللبناني”.
وأضاف المصدر: “الإرادة الدولية مصمّمة على الاستثمار في توقيع اتفاق الترسيم البحري لإعادة تحريك عملية التنقيب في البحر في سبيل الدفع باتجاه تحسّن الواقع الاقتصادي المنهار في لبنان، ولذلك فإنّ شركة توتال الفرنسية ستباشر فور توقيع الاتفاق عمليات الحفر في البلوك رقم 9 وحقل قانا، والنتيجة المرتقبة ستظهر في خلال عام بحسب التقديرات”.