لم يكن مستشار الرئيس الدكتور سليم الحص، الأستاذ رفعت البدوي، يوماً، إلا أميناً على مبادئ الرجل الذي بقي إلى جانبه، وما زال، من دون مصلحة، ومن دون حسابات شخصية، ومن دون أي مكتسبات. كانت المبادئ فقط هي التي تشدّ أواصر الرجل إلى عائشة بكّار، حيث استمر رفعت البدوي إلى جانب الرئيس الحص، شبه وحيد، بعد أن تفرّق عنه الانتهازيون وأصحاب المصالح والمغرمين بالسلطة وأضوائها ورجالاتها. أما رفعت البدوي، فلم يكن يربطه بالرئيس الحص إلا المبادئ والقيم، الأخلاقية والسياسية والشفافية، يددافع عنها، وينفعل كأنه في عزّ ثورة الرئيس الحص على الفساد والمفسدين.
لم يتلوّن رفعت البدوي، ولم تتلوّث أفكاره بموجات العصبيات والمذهبيات والانتماءات.. بقي الرجل قابضاً على مبادئه، حتى عندما أصبحت هذه المبادئ نسيم عطر من الأحلام الوردية وسط موجات الجنون التي أطاحت بالقيم والمبادئ والأفكار والإيديولوجيات.
على الأرجح أن اختيار رفعت البدوي لرئاسة “ندوة سليم الحص”، أو “ندوة العمل الوطني”، هو إنصاف للندوة قبل أن يكون التزاماً من أعضائها بالمبادئ التي بقي رفعت البدوي متمسكاً بها، وهي اليوم تكاد تكون عملة نادرة.
ربحت “الندوة” رفعت البدوي، على أمل أن تساهم في إعادة ضخ الحياة في مبادئ الرئيس الحص التي ستبقى شعلة لا تنطفئ، مهما طغت الديماغوجية السياسية ومهما استشرى الفساد.
فقد عقدت اللجنة التنفيذية لـ”ندوة العمل الوطني” اجتماعاً استثنائياً بحضور كامل الاعضاء، بغرض ملء الشغور الحاصل في سدة رئاسة الندوة بعد وفاة رئيسها الراحل الدكتور وجيه فانوس.
وبعد تلاوة بنود النظام الداخلي المتعلقة بالموجبات والشروط اللازمة لانتخاب رئيس للندوة، تم التوافق بالاجماع بين اعضاء اللجنة على انتخاب مستشار الرئيس الدكتور سليم الحص الاستاذ رفعت ابراهيم البدوي رئيساً جديداً لـ”ندوة العمل الوطني” خلفاً للراحل الدكتور وجيه فانوس.
وتوجه البدوي الى اعضاء اللجنة التنفيذية بالشكر الجزيل على منحه ثقتهم الغالية، واعداً بالارتقاء بالندوة الى مستوى المسؤولية الوطنية، داعياً ادى الحفاظ على مبادئ الرئيس المؤسس للندوة الدكتور سليم الحص، وعلى الارث الوطني للاستاذ عبد الحميد فاخوري، وعلى الثروة الادبية والفكرية المتميزة للراحل الدكتور وجيه فانوس.
وتلقى البدوي سيلاً من التهاني بالمنصب الجديد والتمنيات بالتوفيق لما فيه خير الوطن والندوة.
