مقدمات نشرات الاخبار اليوم 22-9-2022


بإنتظار أن يحزم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حقائب عودته من نيويورك الى بيروت لإستكمال عملية التشكيل الحكومي فإنه أفرغ ما في جعبة لبنان من هموم واستحقاقات أمام الأمم المتحدة حيث كشف عن إحراز تقدم ملموس فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية آملاً الوصول إلى الخواتيم المرجوة في وقت قريب.
وشكا ميقاتي امام العالم ازمة النزوح السوري التي باتت اكبر من طاقة لبنان على التحمل مشدداً على أن الحل المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة الى سوريا بتعاون الأطراف كافة وتوفير مساعدات اضافية نوعية للدولة اللبنانية ومختلف اداراتها وبناها التحتية التي تنوء تحت عبء تدفق كبير للنازحين منذ اكثر من عشر سنوات.
وفي سياق الجمعية العامة للأمم المتحدة شددت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية في بيان مشترك على أهمية إجراء انتخابات رئاسية في لبنان في الوقت المناسب بما يتوافق مع الدستور داعية إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة وتحديداً الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
مصرفياً/ بقي الإقفال مستمراً في وقت طالب فيه المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف بـتوفير الأمن قبل العودة إلى مزاولة العمل.


الصهاينةُ غارقونَ في حقولِ النفطِ المملوءةِ اوراقاً انتخابية، والنحيبُ من كلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ لصعوبةِ المرحلةِ التي وَصلوا اليها، فكلُّ العنترياتِ والوقوفِ على اعلى المنصاتِ قد اَطفأتها مياهُ البحرِ المالحةُ وباتت دعواتُ كبارِ القادةِ الامنيينَ والسياسيينَ الصهاينةِ تَنْحُو الى التعقلِ والانتباه، والسيرِ بواقعيةٍ في طريقِ مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ معَ لبنان..
طريقٌ يقولُ الصهاينةُ اِنها لم تَعُد طويلة، ويقولُ اللبنانيون اِنه لا صدقيةَ لقولِهم حتى يصبحَ الاتفاقُ نافذاً والحقُّ اللبنانيُّ بائناً، والنفطُ بالنفطِ يُستخرج ..
في اليمنِ ما خرجَ به الجيشُ في ساحاتِ صنعاءَ والرسائلُ البالستيةُ والمشعَّبةُ الاضلاع، جعلت القلوبَ السياسيةَ والعسكريةَ لاهلِ العدوانِ تَخفِقُ باضطراب، مترجمةً المشهدَ الى معادلةٍ يَصعُبُ عليهم وعلى اسيادِهم الاميركيين تخطِّيَها..
فالجيشُ المنتظمُ في عروضٍ مُبهرة، المدججُ بكلِّ انواعِ السلاحِ العابرِ لمعادلاتِ الميدانِ اليمني، اغرقَ هؤلاءِ المعتدينَ في حساباتِ الخيبةِ من جديد، ولا بدَّ انه خلطَ حساباتِهم، واعادَهم الى طبخِ الهدنةِ على نارٍ حامية، حمايةً لما تبقَّى من ماءِ وجهٍ لهؤلاءِ المعتدين، بعدَ ان شَرِبَ ترابُ اليمنِ جُلَّه.. وباتَ اصحابُ السموِّ والجلالةِ امامَ مفترقٍ صعب، ولا بدَّ ان الانصياعَ للحقِ اليمني اهونُ عليهم من التمادي بالمكابرة.
في الملفاتِ اللبنانيةِ الكبيرةِ بشائرُ ايجابيةٌ بكلِّ اتجاه، وكلُها تنتظرُ التسييلَ على ارضِ الواقعِ المرير.. واِن كانَ الفيول الايرانيُ المرتقبُ اضاءَ املاً بكسرِ العتمة، فانَ الآمالَ بانجازِ حكومةٍ كاملةِ المواصفاتِ معلقةٌ على عودةِ الرئيسِ المكلفِ نجيب ميقاتي من نيويورك مُحمَّلاً بمحاضرِ لقاءاتٍ ابرزُها مع الرئيسينِ الايراني والفرنسي، ووزراءِ خارجيةِ عدةِ دولٍ ابرزُهم الاميركي، خَلَصَت جميعُها على ما قيلَ من اخبارٍ الى دعمِ لبنانَ للخروجِ من ازمتِه وضرورةِ اتمامِ استحقاقاتِه الدستوريةِ لا سيما الحكومةِ والرئاسة.

 


في مثل هذه الليلة قبل اربعة وثلاثين عاماً، أي ليل 22-23 أيلول 1988، ألقيت كرة النار بين يدي العماد ميشال عون. ومنذ تلك الليلة، لا تزال تتدحرج وتكبُر. وإذا كان أوصياء الخارج تبدلوا، فالقوى المحلية الخانعة أمام الوصايات لم تتبدل، ولا تزال تنقل البندقية تلو البندقية من كتف إلى كتف، على وقع التحولات في الظروف الاقليمية والدولية. فبعض هؤلاء كانوا عملاء لدى العدو، وأذلاء عند الوصي، قبل أن يتحولوا في غفلة من الزمن الى سياديين جدد عام 2005، ثم الى اصلاحيين مستحدثين منذ أحداث 17 تشرين الاول 2019. أما الفساد والخراب فنتيجتان حتميتان لممارساتهم، مهما بدلوا الأقنعة.
قبل أربعة وثلاثين عاماً، تلقى العماد عون كرة النار، التي خال كثيرون أنها ستحرق يديه، لكنها لم تفعل. أما اليوم، فها هم يكررون التجربة نفسها منذ ثلاث سنوات على الأقل.
كانوا جميعاً يعلمون أن الوضع الاقتصادي والمالي خطير، لكنهم تهربوا من مسؤولية الإصلاح قبل الانهيار، ثم هربوا من مسؤولية مواجهة الانهيار، بالاستقالة حيناً، وبالامتناع عن المشاركة حيناً آخر، وبإلقاء اللوم على رئيس الجمهورية من دون سواه في أكثر الأحيان.
لكن في المقابل، قوبل كل ذلك بالمزيد من الاصرار على تحقيق الاهداف، بدءاً بالتمسك بالميثاق والشراكة، ومروراً بالتدقيق الجنائي، وليس انتهاء بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
وبعد اسابيع قليلة، ستدق ساعة الحقيقة. وسيدرك الجميع ان كرة النار التي فشلت في احراق يدي الجنرال عام 1990، لن تنجح في حرق يدي الرئيس سنة 2022.
وفي الموازاة، ومع تناقص أيام المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، ترتفع الحماوة السياسية يوماً بعد يوم. والأبرز في الساعات الاخيرة، البيان الثلاثي الاميركي والفرنسي والسعودي، الى جانب الاعلان الصريح من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعدم التصويت لسليمان فرنجية في الاستحقاق المقبل.

 


شريعة في نيويورك على النازحين والمهاجرين والذين يمتطون البحر هربا من الوطن الغارق.. وضحايا في عرض البحر لم يكونوا على استعداد لسماع كذب الأمم مراكب جديدة ابتلعها المتوسط ومشاهد دامية لعائمين طافوا على سطح البحر بعد أن خاضوا معركة البقاء وآخر الضحايا مركب في طرطوس السورية كان على متنه مهاجرون لبنانيون في طريقهم الى قبرص فيما أعلنت وسائل إعلام سورية أن الزورق انطلق من المنية في شمال لبنان منذ أيام عدة بقصد الهجرة ويحمل جنسيات مختلفة وأصوات الغرقى في طرطوس التقت وصرخات شمالية أيضا بحثا عن مركب انطلق الخميس الماضي من منطقة العبدة نحو إيطاليا وكان على متنه خمسة وخمسون مهاجرا ورحلة انتشال الضحايا جثثا ومصابين تجري على ايقاع الملاحة الدولية العائمة في نيويورك، بحيث يخوض وزير خارجية لبنان عبدالله بوحبيب حربا غير حبية مع الأمم لبحث طوفان النازحين في لبنان والذين بثقلهم السكاني يساهمون في غرق السفينة اللبنانية، ويتم ذلك بدعم أوروبي أميركي وبسمسرات جانبية لبنانية فالمهاجرون عبر المراكب من لبنانيين وسوريين إنما هم من نتاج أزمة رفضت الأمم حلها من دون إغفال العوامل الاقتصادية لاولاد البلد والذين يبحثون عن وسيلة للهرب ولو عبر ركوب الخطر وتحت سقف الامم أيضا يغرق مسؤولون لبنانيون بالمواقف التي تصطدم ببعضها.. وفيما يستعجل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب للقاء آموس هوكستين مستبقا رئيس الحكومة ويضع تواريخ لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود.. يطل الرئيس نجيب ميقاتي من المكان نفسه ليعلن أن الوساطة الاميركية لم تصل بعد الى اتفاق، نافيا التقارير عن توافق لبناني اسرائيلي على هذا الملف قائلا: إن الموضوع ليس بهذا الوضوح وباللهجة العامية سميت تصريحات الياس بوصعب “بالقوطبة” حيث أن وجوده في نيويورك كان زائدا واحدا لاسيما أنه وضعه في إطار الصدفة ولمحاسن الصدف فأنه التقى الموفد الاميركي على توقيت لقاءات هوكستين مع كل من ميقاتي وعبدالله بوحبيب والوفد اللبناني وبذلك يصبح “الياس بوهكستين” الوكيل البحري لملف ترسيم الحدود والعامل على الخطوط برمائيا من البحر الى البر، وإن جاءت هذه المبادرة على حساب قضية هي مفتاح الحل للبلد المنكوب. وحركات التيار التخريبي تمتد من نيويورك الى بلونة التي شهدت هذا المساء على تدخل سياسي حزبي نيابي مفضوح في ملف قضائي على مستوى جريمة انفجار المرفأ وفي بلونة فإن نواب التيار لم يستحوا وفعلوا ما شاؤوا.. حيث اعتصم كل من النائبين شربل مارون وندى البستاني ترافقهما جمهرة عونية هتفت امام منزل رئيس مجلس القضاء الاعلى ورددت: “سهيل عبود فاسد” وحملت التظاهرة شعار “الحرية لبدري ضاهر” وسأل المتظاهرون: ماذا ينتظر عبود لتعيين قاض رديف؟ واعتبروا أن الموقوفين هم رهائن منذ سنتين “ولم يسجل التاريخ أن رئيسا للجمهورية يقود تيارا وأن هذا التيار القوي يضم نوابا.. وهؤلاء النواب ينقلبون على القضاء الاعلى ليس لاظهار الحقيقة في جريمة المرفأ بل لاخراج موقوف هو بدري ضاهر واستثمار فرصة أخر ايام العهد لتحريره بوصفه رهينة ولم يصدف لهذا التيار ان تظاهر في وضعية شبية لدعم المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وفك اسره من القيد السياسي باعتباره اول رهينة عند زمرة الحكم بكل أركانه. فالنائب الغفلة شربل مارون الذي لمع للتو في جلسة الموازنة بعد تصريحات للتنمر على النساء .. ونائبة الطاقة البديلة ندى بستاني .. استخدما اليوم كل طاقتهما من اجل موقوف محسوب على التيار.. اما ضحايا المرفأ وذووهم .. فلهم الصبر والسلوان على عهد دنت اخرته.