/ خلود شحادة /
بينما تتعمق الأزمة أكثر، ودولار السوق السوداء يلامس الأربعين ألفاً، فيما رواتب معظم العاملين ما زال يقف الزمن بها عند حدود 1500 ليرة لبنانية، يدخل تلامذة لبنان العام الدراسي الجديد.
حتى الأهالي أدركوا أن هذا الزمن، هو أصعب من أيام “الدراسة على الشمعة”، في وقت أصبحت الشمعة للأغنياء فقط.
وعلموا، أن ظروف البلد الحالية، “تقصر العمر” أكثر من قذائف الحرب، وباتوا يرددون “بالحرب ما مرق علينا هيك” بدلاً من “ما شفتوا يلي شفناه”.
وما تجمع عليه الآراء، أنه لولا التكافل الاجتماعي لكانت تداعيات الأزمة أسوء بكثير مما هي عليه الآن.
تكثر الحملات التي تقوم بها مجموعات تضم أشخاصاً يسعون لخدمة الآخرين بمبادرات فردية. ليتوسع مفهوم المساعدة العينية، من مواد غذائية الى حاجات يومية ولوازم مدرسية وغيرها.
ومن هذه المبادرات، مبادرة “عطاء الخير”، وهي التي دأبت منذ بداية الأزمة الاقتصادية على تقديم ما يمكنه تخفيف الأعباء عن كاهل العائلات.
ولفت احد المتطوعين في المبادرة، الى أن “عطاء الخير” تضمنت توزيع “حصص غذائية” و”وجبات طعام” خلال شهر رمضان المبارك، بالإضافة الى توزيع الملابس خلال الأعياد، لرسم البسمة الى وجوه الأطفال التي منعتهم الظروف الاقتصادية الخانقة من الاحتفال بالعيد كما اعتاد الجميع، بملابس جديدة.
ومع بدء العام الدراسي الجديد، وفي ظل عجز الأهالي عن تامين مستلزمات المدارس من حقائب الى قرطاسية وكتب وغيرها، عمل المتطوعون في المبادرة على جمع التبرعات، ومن ثم شراء 1000 حصة قرطاسية، وتوزيعها على ألف طفل من العائلات المتعففة في بيروت وضواحيها.
وبحسب القيمين على هذه المبادرة، فان التوزيع شمل طلاب الروضات والأساسي والمتوسط والثانوي.
ما يجب ذكره، أن نتائج هذه المبادرات الإنسانية التربوية، لا ينحصر دورها في تخفيف العبء عن كاهل أهالي الطلاب، بل انها تقف سداً منيعاً أمام التسرب المدرسي، والحرمان من التعلّم، مما ينعكس سلباً على مستقبل هؤلاء الأطفال.
لذا، فان أي مبادرة من هذا النوع ستكون بمثابة عملية انقاذ لمستقبل آلاف التلامذة الذين تقف أحلامهم على حافة الانهيار، كما هو حال بلدهم!