تمت الموافقة على أول موانع حمل هرمونية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1960. وأصبحت موانع الحمل الهرمونية منذ ذلك الحين واحدة من أكثر الأدوية الموصوفة في العالم، وتستخدم يوميا من قبل أكثر من 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
تمنع هذه الأدوية الحمل عن طريق إيصال الهرمونات الاصطناعية إلى مجرى الدم. وتمنع هرمونات الجسم من تحفيز الإباضة، لذلك لا يتم إطلاق البويضات، ولا يمكن حدوث إخصاب، ويمنع الحمل.
وأظهرت الأبحاث أن الهرمونات التي تحدث بشكل طبيعي لها تأثير قوي على السلوك لدى البشر والحيوانات الأخرى. ولكن لا يُعرف الكثير عن التأثيرات السلوكية للهرمونات الاصطناعية مثل تلك الموجودة في حبوب منع الحمل.
تؤثر موانع الحمل الهرمونية بشكل مباشر على ثلاثة هرمونات تم ربطها بالسلوك التنافسي: التستوستيرون، والبروجسترون، ونوع من هرمون الاستروجين يسمى استراديول.
ولفهم دور موانع الحمل الهرمونية في المنافسة، قام الباحثون بمراجعة 46 دراسة، بإجمالي 16290 مشاركة. وكان هذا كل الأبحاث المنشورة المتاحة والتي تضمنت مقياسا للمنافسة.
وكانت إحدى النتائج أن موانع الحمل الهرمونية قد يكون لها تأثير على دافع المرأة وقدرتها على تحقيق مكانة أعلى، حيث تظهر إحدى الدراسات تأثير انخفاض دافع الإنجاز، وأظهرت دراسة أخرى انخفاض الأداء في المهام التي تتطلب المثابرة، وهذا مقلق لأن الناس غالبا ما يحققون مكانة أعلى من خلال إظهار المهارة أو الإتقان.
ومن المثير للاهتمام، أن تأثير موانع الحمل الهرمونية على التزاوج والقدرة التنافسية القائمة على الحالة يعتمد على حالة علاقة المشاركين. وعلى سبيل المثال، كشفت إحدى الدراسات أن استخدام موانع الحمل الهرمونية قلل من القدرة التنافسية المبلغ عنها ذاتيا للنساء في العلاقات ولكن ليس النساء العازبات.
وقد يعني هذا تأثير الهرمونات الاصطناعية على النساء غير المتزوجات والشريكات بشكل مختلف، ومن ناحية أخرى، قد يعني ذلك أيضا أن النساء العازبات والشريكات لديهن اختلافات أخرى تؤثر على هذه السلوكيات.
ولم تذكر العديد من الدراسات أيضا أنواع موانع الحمل الهرمونية التي يستخدمها الناس، ما يجعل من المستحيل تحديد إذا كانت جميع أنواع موانع الحمل مرتبطة بنتائج مماثلة. وبسبب هذه القيود، فإن النتائج في المراجعة هي أولية فقط.
وعلى الرغم من 60 عاما من الاستخدام الواسع، لا تزال آثار موانع الحمل الهرمونية غير مفهومة جيدا. كما أنها تستخدم أيضا لأغراض عديدة بخلاف تحديد النسل، مثل تقليل أعراض ما قبل الحيض، أو حل الاختلالات الهرمونية، أو تقليل أعراض حب الشباب وانتباذ بطانة الرحم.
ولضمان قدرة النساء على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أجسادهن، نحتاج إلى أدلة موثوقة وقوية حول التأثيرات الكاملة لوسائل منع الحمل الهرمونية.