علاقة غريبة بين التلوين والصحة النفسية

شاعت في الآونة الأخيرة، دفاتر تلوين كبيرة تشبه دفاتر تلوين الصغار التي اعتدنا عليها، لكنها مخصّصة هذه المرة لاستخدام الكبار، الذين وجدوا فيها مساحة للتعبير والهواية، وأيضاً للتنفيس عن التوتر والضغوط النفسية التي تواجههم، ولإراحة العقل من التفكير.

هذه الهواية التي انتشرت في دول أوروبا وأميركا، وجدت طريقها الى الدول العربية أيضا، منذ عدة سنوات. وهي تلاقي رواجا كبيرا بين عامة الناس، على مختلف وظائفهم وثقافتهم وميولهم. وتساعد دفاتر التلوين هذه، في صرف النظر عن مشاكل الحياة اليومية والضغوط التي يرزح تحتها الانسان، في العمل او العائلة او العلاقات العاطفية والزوجية وغيرها.

كما يرى البعض في ممارسة هذه الهواية، مساحة إبداع وراحة تامة من الضغوط وإرهاق العمل، وحتى الغضب والحزن.

ووفق علم النفس، إنّ الألوان لها تأثير كبير على خلايا الجسم، ولكلّ لون موجة معيّنة تحدث تأثيراً خاصاً في حياة وفكر الانسان، وتؤثّر على جهازه العصبي والحالة النفسية.

كذلك يساهم التلوين في تحسين القدرة على التركيز، الذي بات أضعف في الفترة الأخيرة، نتيجة المشاكل والضغوط اليوميّة.ويساعد على إطلاق العنان للمخيلة وتخصيبها بشكل مميز لجهة الإبداع في تلوين اللوحات بألوان مميّزة تحمل معنى خاص للشخص الذي يمارس التلوين.

ويعمل التلوين على تذليل الكثير من العقبات والمشاكل التي قد تواجهنا أحياناً، ولا نجد لها حلاً، حيث أن الهدوء الذي يعكسه التلوين على أدمغتنا يجعلها أكثر قدرة على التفكير والتحليل والخروج بحلول منطقية لكافة المشاكل العالقة في رؤوسنا.

التأمل هو فرصة مثالية للدماغ للراحة والعمل بكفاءة لاحقاً، والتلوين من المحفزات الطبيعية التي تجعل الدماغ يدخل في حالة من التأمل الهادئ، وغني بالأفكار الملوّنة كالألوان المستخدمة في التلوين. ويساعد التلوين على تهدئة الأعصاب وتخفيف الإرهاق والتوتر.

يُعدّ التلوين فرصة مثالية لتحسين الكفاءة، وزيادة الترابط بين النظر وحركة اليدين، وبالتالي يُحسّن كثيراً من القدرات الحركية. فالتلوين مفيد جداً في التخلّص من الأفكار السلبية والتحرّر منها، وبالتالي الخروج من مرحلة التلوين إلى مراحل أكثر رحابة وتفاؤل في الحياة.