باسيل: الرهان على وقف قريب للنار خاطئ.. والسيناريو يشبه غزة

ذكر رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أنه لا يتمنى انتصار العدو الإسرائيلي على لبنان، معتبرًا أن ذلك سيشكل كارثة، لكنه يرى أن أي تطور ميداني لن يعيد قوة الردع لصالح لبنان.

وفي حديث لقناة “الغد”، إعتبر أن “حزب الله” لم يتمكن من منع العدو الإسرائيلي من إلحاق الضرر بلبنان وتهجير شعبه، مشيرًا إلى أن قدرة التحمل تختلف بين لبنان والعدو، التي لا تتحمل الأضرار ذاتها، معتبرًا أن حديثه هذا ينبع من “واقعية”.

ورأى باسيل أن “الأهم هو هل سيكون هناك قبول لبناني لإعادة الدخول في حرب جديدة؟”، قائلاً إن “حزب الله” فقد جزءًا من مشروعيته الشعبية فيما يتعلق بحماية لبنان، رغم أن الحزب يدافع باقتدار، وفق تعبيره.

وأوضح أن “إيران لديها اعتبارات أمنية قومية تسبق أي اعتبارات أخرى، وهي تدافع عن نفسها حين تتعرض لهجوم، ولكن لم تضع معادلة ضرب العدو الإسرائيلي رداً على كل اعتداء، إنما قام حزب الله بذلك”.

وأشار باسيل إلى أن الدعم الإيراني لـ “حزب الله” واضح، لكنه يعتقد أن “إيران لن تدعم الحزب على حساب مصالحها، ومعادلة الردع التي كان الحزب يعتمد عليها أصبحت محل تساؤل بعد تجرؤ إسرائيل على الهجوم”.

وأضاف: “أنا مع وقف فوري لإطلاق النار، ليس كاستسلام، بل كحل يمنع فرض وصاية أمنية إسرائيلية على لبنان، وقرار مجلس الأمن 1701 كافٍ لوقف الأعمال القتالية”.

وفيما يخص المفاوضات، أشار باسيل إلى أن “الرهان على وقف قريب للنار خاطئ، وأن ما يحدث يشبه السيناريو الذي حصل في غزة”.

واستنكر قرار الدخول في حرب “معروفة النتائج”، قائلاً إن “لبنان خسر جزءًا من الشرعية الدولية والمشروعية الداخلية بسبب هذه الحرب”.

وقال إنه يؤمن بأن “النصر على إسرائيل لا يمكن تحقيقه دون دولة قوية”، مضيفاً أن “مصلحة لبنان يجب أن تكون فوق كل الحسابات، وقد عبّر للموفد الإيراني عن رؤيته لمصلحة لبنان، ورفض فكرة ربط انتخاب رئيس الجمهورية بوقف النار”.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار باسيل إلى أن “التعاطف العربي مع الفلسطينيين ظهر جليًا في حرب غزة الأخيرة، وأنا مع القضية الفلسطينية وسلام يعيد الحقوق ويحقق دولة فلسطينية”، مؤكدًا أن “حرب غزة أظهرت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُركع”.

وتطرق باسيل إلى الشأن الأميركي، معتبرًا أن الرئيس السابق دونالد ترامب “لم يكن مؤيدًا لدعم أميركا لحروب جديدة، وأراد حلاً لوقف دمار لبنان”.

وأوضح باسيل أنه تواصل مع ترامب قبل انتخابه، لأنه اعتقد أن الإدارة الديمقراطية السابقة فشلت في وضع حد لنتنياهو، مضيفاً: “لا أراهن على عهد ترامب، لكنه قد يكون خيارًا أفضل من إدارة بايدن التي لم تمنع ذبح الفلسطينيين”.

وحول قمة الرياض، رحب باسيل بمشاركة إيران والسعودية، معتبرًا أن هذه المشاركة تدعم حل الدولتين وتضع السعودية في الصدارة العربية.

وفيما يخص الشأن الداخلي اللبناني، قال باسيل إن ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة كان ينبغي أن يأتي منه شخصيًا وليس بترشيح آخرين، مشيداً بدور الجيش اللبناني ومؤكداً رفضه تمديد ولاية قائده لحرصه على “حماية الجيش من السياسة”.

وأبدى استعداده للتفاهم مع جميع الأطراف، بمن فيهم سمير جعجع، حول مصلحة لبنان وبناء الدولة، رغم الخلافات السياسية.

وفي رده على مواقف جعجع، شدد باسيل على أنه “لا يمكن بناء لبنان بدون الشيعة، ولا يؤيد عزل أي طائفة، فهذه المشاريع تقود للحروب”.

وكشف باسيل عن وثيقة تفاهم مع “حزب الله” لم تتطرق لتحرير القدس وفلسطين، قائلاً: “رغم خلافاتنا حول بناء الدولة، إلا أنني مع المقاومة في وجه إسرائيل وأفتخر بتحالفي مع أي لبناني يحارب ضد إسرائيل”.