نتنياهو

مشروع نتنياهو أكبر من الحرب.. والعرب أداوته!

| غاصب المختار |

قطع رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتياهو الشك باليقين، بأنه مُصرّ بشكل كبيرعلى استدراج المنطقة إلى حرب كبرى تتورط فيها دول كثيرة ليحمي نفسه من السقوط، بحجّة أنه يحمي “دولته وشعبه” ولوزالت دول أو شعوب من على خريطة الشرق الاوسط، التي أعلن قبل أيام أنه يريد تغييرها “لبناء تحالف شرق أوسطي جديد يشبه حلف شمال الأطلسي”.

أحلام نتنياهو بإحياء مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، ولو على أنقاض الدول عبر الحروب و”الفوضى الخلاقة”، باتت أكبر وأوسع من الحرب، لكنها ستصطدم بلا شك بكثيرمن المعوقات الإقليمية والدولية، ولو أنه يطمح إلى ضم بعض الدول التي سماها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى هذا التحالف، ومنها مصر والسعودية. فلا مصر مستعدة لأي خطوة من هذا النوع تحت الحديد والنار قد تهدد أمنها القومي والاستراتيجي، نظراً لترابطها مع قطاع غزة الذي يخطط نتنياهو للسيطرة عليه أمنياً وسياسياً وإدارياً، ولا السعودية مستعجلة على “التطبيع” ولورغبت به لاحقاً، فهي لا تستطيع أيضا القبول بما يريده الكيان الاسرائيلي ولها شروطها ومطالبها.

تدرك الدول العربية أن أحلام نتنياهو ومشاريعه ستكون على حسابها لو نجح مشروعه، فسيكون الكيان الاسرائيلي هو حجرالرحى في إدارة المنطقة، والدول العربية ستكون أحجاراً صغيرة في العملية، لا كلمة فعلية لها ولا قرار، بل بعضها سيكون أداة تنفيذية صغيرة يمكن استبدالها بأداة أخرى. كما أن دولاً وجهات عربية أخرى تدور مع إيران في فلك “محورالمقاومة” ستواجه هذا المشروع، لأنها ترفض أن تكون مُلحقة أو أداة تنفيذ للقضاء على القضية الفلسطينية، وهو هدف نتنياهو الأول.

قد تبدو هذه الصورة متفائلة أو مبالغ فيها، إذ يعتقد البعض أن مصالح الدول الإقليمية الكبرى، ومنها إيران، أهم وأبدى من مصالح دولة أو مجموعة، وأن هذه الدول قد تقبل بتسوية كبيرة في المنطقة تؤمن لها مصالحها الاقتصادية والسياسية، ولبنان سيكون في قلب هذه اللعبة الاقليمية الجديدة ضعيفاً مترهلاً، لاحول له ولاقوة ولا قرار سوى الموافقة في حال تمت تصفية قوى المقاومة أو إضعافها، وهو ما يقوم عليه مشروع نتنياهو أيضاً.

لكن بعض الشواهد من تاريخ الصراع مع الكيان الاسرائيلي تفيد أن هناك قوى حية في الأمة ما زالت ترفض أصلاً وجود الكيان الصهيوني، فكيف بالتصالح معه على حساب فلسطين وشعبها، ولو استكان العرب فترة، كما حصل في مراحل سياسية معينة بعد اتفاقات كامب ديفيد، فلا بد من صحوة جديدة. وإذا فشل مشروع نتنياهو فلا شك بأن الأمور ستتجه نحو مشكلات أكبر في المنطقة ما لم يتم التخلص منه ومن أحلامه، وما لم يطرح العرب مشروعاً مضاداً يؤمن مصالحهم ويعطي الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية في أرضه.