على كوكب الحرب.. كلّنا مقاومة

| رندلى جبور |

على كوكب الحرب، ليس هناك من خيار.
خيارنا ليس بين “حب الحياة” و”الكرامة”، كما درج خطأ في أيام السلم الملغوم أو المزعوم.
وليس بين فريق سياسي وآخر. وليس بين طائفة وطائفة.

على كوكب الحرب، كلّنا لبنانيون، نقف على مقلبِ وطنٍ واحد في مواجهة عدوّ واحد.
هو عدوّ لا يميّز بين مدني وعسكري، وبين ثكنة وبيت، وبين مسلم ومسيحي، ولا يقف عند حدود القانون الدولي الإنساني، ولا تردعه أمم غير متحدة ولا مجلس اللا أمن.

هو عدوّ جهّز نفسه منذ زمن بعيد للإجهاز علينا، وخطط منذ أكثر من عقد لمجزرة “البيجر”، وتحجّج بأسيرين ليشنّ حرباً فيما سجونه تعجّ بالأسرى، ومقابرنا بالشهداء. واستغلّ كل ظرف ليحتل ويدمّر ويسرق ويقتل وينفّذ مجازره.

عناقيد الغضب لا تزال غاضبة.
والملعب الاسرائيلي في بلدتنا شاهد على كم لعبوا بنا منذ بلفور.
والتوطين الفلسطيني يؤكد أننا دفعنا الأثمان من دون أن يكون لنا أي يد.
وما داعش إلا صنيعة أرباب الكيان.
وبيروت تحمل ذكرياتها المؤلمة.
والشريط المحتل لم يتحرر إلا باستفاقة سلاح.

كم من الاسرائيليين سقطوا بسلاح لبناني؟ وكم من اللبنانيين قضوا بسلاح إسرائيلي؟
احسبوها جيداً فتعرفون من هو المعتدي والمجرم والسفّاح والبادئ الظالم.

على كوكب الحرب، الحياد خطيئة، والتصويب على لبناني خطيئة أكبر.

هل من شيء يجمعنا بالاسرائيلي غير آثار الدم التي نحملها على أجسادنا أو ذاكرتنا؟
هل من شيء يجمعنا به غير صور الاحتلال والتدمير؟

أما ما يجمعنا بالمقاومة فلغة وهوية وجنسية وانتماء ووطنية وإنسانية وقيم وتاريخ وغد.. كل شيء يجمعنا بها، أما ما يفرّقنا فوهم تمّ طبخه وتسويقه في غرف سود.

لا تصدّقوا أن أحداً مسؤولاً عمّا حصل ويحصل في لبنان غير “إسرائيل”. لا أحد…
فكّروا بالتاريخ لينصفنا.
كونوا مقاومة على كوكب الحرب لننجو وننتصر.
فالمعركة بين أرض نملكها وبين رواية اخترعها الأعداء. بين شعب هو نحن جميعاً وبين جمهور مستورد ومستوطن. بين المواجهة وبين التسليم لقوة عدوّة، والتسليم لن يؤدي إلا إلى تأجيل الحرب… إلى حين!