أحد اسود في اسرائيل. ففي غزة انتشال جثث ست رهائن وقعوا في الاسر في السابع من تشرين الاول الفائت. وفي الضفة الغربية مقتل ثلاثة من الشرطة الاسرائيلية باطلاق نار عليهم على حاجز. ومع الحدثين تصاعدت حدة المعارك، وذلك في محاولة من رئيس الحكومة الاسرائيلية للتعويض عن الخسائر، وليثبت للشارع الاسرائيلي انه ما زال يمسك بزمام الامور. اذا، الامور، مبدئيا، متجهة الى التصعيد، وبالتالي فان التوصل الى وقف لاطلاق النار اضحى اكثر صعوبة حتى لا نقول شبه مستحيل في هذه المرحلة على الاقل، وهو ما عبّر عنه نتانياهو، معلنا ان من يقتل الرهائن لا يريد الاتفاق، في حين اكدت حماس ان المسؤول عن موت الاسرى هو الاحتلال المصر على حرب الابادة. في الجنوب، الوضع على حاله ميدانيا او كلاميا. فوزير الدفاع الاسرائيلي واصل تهديداتِه، مؤكدا ان اسرائيل ستواصل ضرب حزب الله حتى تعيد سكان الشمال الى بيوتهم.
والوضع في الجنوب تطرق اليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الكلمة المسهبة التي القاها بعد قداس الشهداء في معراب. جعجع جدد رفضه تفرد حزب الله بقرار الحرب والسلم داعيا الى وقف الحرب قبل ان تتحول حربا كبيرة. وفي الملف الرئاسي رفض جعجع المبادرة الجديدة- القديمة لبري، مطالبا بفتح ابواب مجلس النواب للانتخاب معتبرا ان الطريق الى قصر بعبدا لا تمر لا في حارة حريك ولا في عين التينة. لكن اكثر ما يلفت في الكلمة دعوة جعجع الى طاولة حوار فعلية في بعبدا بعد انتخاب رئيس تُبحث فيها كل الامور حتى تعديل الدستور.
هل هناك من يسمع هذه المرة فيقنع بأن باب الخلاص الوطني لإنجاز الإستحقاقات التي تنتظر اللبنانيين…وما أكثرها…هو الحوار…ثم الحوار…ثم الحوار. بين آبين ودعوتين للحوار …هل هناك من هو أواب؟…هل هناك من سيتوب عن رفض ما هو أضعف الايمان على المستوى الوطني من لقاء وتشاور وحوار…هل سيتقوا الله في الوطن؟.
كلمة الرئيس نبيه بري من على منبر ذكرى تغييب الإمام الصدر ورفيقيه تستقطب اهتمامـًا واسعـًا وأصداء مضامينها ترددت لليوم الثاني نظرًا إلى أهمية المحاور التي تضمنتها من لبنان إلى الاقليم وفي صلبه فلسطين في ضوء العدوان الإسرائيلي “المكتمل الأركان” على حد وصف الرئيس بري.
في الشق السياسي الداخلي بكلمة رئيس المجلس برزت دعوته المتجددة المفتوحة إلى الحوار والتشاور تحت سقف البرلمان وصولاً إلى رئيس وطني جامع. وفيما أصرّ البعض على موقفه من الحوار والتشاور سارع آخرون إلى تأييد دعوة الرئيس نبيه بري كالنائب جبران باسيل.
من جانبه شدد النائب غسان سكاف على أن الرئيس بري أراد ان يفتح الباب مجددًا لانه بدأ يشعر بأن هناك فرصة غير مرتبطة بحرب غزة قد تسمح بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وإذا كان الشق الإقليمي للكلمة قد حذر من أن سقوط غزة يعني سقوط الأمة في أمنها وحدودها الجغرافية وثقافتها ومستقبلها فإن شقها الجنوبي اكد ان الحل لا يكون إلا بإلزام إسرائيل على تطبيق القرار 1701.
جنوبـًا سُجل اليوم اعتداء إسرائيلي على بلدة رميش أصيب خلاله اربعة أشخاص وردت عليه المقاومة الإسلامية باستهداف دورية للجيش قرب حاجز كفريوفال.
في الضفة واصل جيش الاحتلال عدوانـَه لليوم الخامس على التوالي ويتركز حاليـًا على منطقة جنين حيث يـَعيث قتلاً وتخريبـًا وتدميرًا للممتلكات والبنى التحتية. اما عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة هذا العدوان فقد ارتفع إلى اثنين وعشرين.
لكن المقاومين الفلسطينيين لا يستسلمون للمعتدي وقد وجهوا إليه ضربة عندما هاجموا حاجزًا عسكريـًا غرب الخليل ما ادى الى مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وحرس الحدود.
اما في قطاع غزة فاُعلـِن عن هدنٍ انسانية في الوسط لفتح المجال امام التلقيح ضد شلل الأطفال لكنها هدنٌ ملتبسة وملامحها غير واضحة بدليل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ولاسيما في المناطق الجنوبية.
وخلال الهدن المزعومة اعلن جيش الاحتلال انه عثر على جثث ستة اسرى في رفح الأمر الذي رفع منسوب الغضب على بنيامين نتنياهو لدى عائلات الأسرى التى قالت إن هؤلاء كانوا على قيد الحياة وان رئيس الوزراء الإسرائيلي غدر المختطفين ولعل هذا الغضب سيتفاقم بعدما اوردت CNN ان ثلاثة من الستة كان سيفرج عنهم ضمن صفقة لكن نتنياهو عرقلها وفات الأوان.
وعلى المسار التفاوضي عـُلـّقت محادثات القاهرة على محور فيلادلفيا الذي بات احدى العقبات الكبرى امام التوصل إلى اتفاق لوقف النار.
وفيما ترددت معلومات عن احتمال استئناف المفاوضات الاسبوع المقبل نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين ان المحادثات على وشك الانهيار لأن حكومة نتنياهو تتصرف بناءً على اعتبارات سياسية لكن الرئيس الأميركي جو بايدن ما زال متفائلاً بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار بحسب ما اعلن في آخر تصريحاته.
الاول من ايلول ليس يوما عاديا في تاريخ لبنان. ففي مثل هذا اليوم قبل مئة واربعة اعوام، في 1 ايلول 1920، وبعد حرب عالمية وحصارٍ ومجاعة وجراد، ولد كياننا اللبناني بحدوده الحاضرة، امتدادا طبيعيا لنزعةٍ استقلالية عرفتها تلك الارض على مدى سنين، وتعبيرا عن ارادةٍ بالعيش معاً بلا اقصاءٍ او تهميشٍ لأي مكوّن.
تلك فكرة لبنان ورسالتُه في العالم: لا ان يكون مجرد ارضٍ يعيش عليها مسيحيون ومسلمون جنبا الى جنب، فهذا قائم في دول كثيرة حول العالم، بل ان تكون الحياة المشتركة فيه قائمة على اساس الشراكة السياسية المتساوية، التي يشعر بفعلها الجميع انهم منتمون ومعنيون؟ وانّ لهم دورا، لا يقتصر على مجرد الحضور.
وانطلاقا من هذه الفكرة بالتحديد، ينبغي النظر الى ازمة لبنان اليوم:
فهي عمليا ازمةُ شراكةٍ سيادية، بفعل اختلاف النظرة الى المشاركة العسكرية في حرب الاقليم.
وهي ايضا ازمة شراكةٍ رئاسية وحكومية، بسبب محاولة الفرضِ الرئاسية، وتكريس شرعية حكومة تنقُض الميثاق، عدا الدستور.
وهي كذلك ازمةُ شراكةٍ في بناء الدولة، بين من يريد ومن يرفض ومن لا يتخذ موقفا واضحا من المسألة.
في ذكرى لبنان الكبير، لا يكفي ان يكون الاول من ايلول يوما غير عادي في التاريخ، بل تقع على اللبنانيين مسؤولية تحويله مشروعا غير عادي في الحاضر من اجل المستقبل.
في 1 ايلول 1920، حوّل اللبنانيون، مستفيدين من علاقاتهم الخارجية، مأساة الحرب العالمية والحصار والمجاعة والجراد الى فرصة. وفي 1 ايلول 2024، الحرب العالمية شبه قائمة والحصار واضح المعالم والمجاعة مستمرة منذ 17 تشرين الاول 2019، اما الجراد السياسي فيأكل الاخضر واليابس. فهل يحوّل اللبنانيون مجددا، مستفيدين من ارادتهم واصدقائهم حول العالم، المأساة الى فرصة؟ هذا هو الجوهر. اما القشور، فكثير منها قيل اليوم من على منابر استثمار الدم وتحريف التاريخ.
بعد اكثر من عشرة اشهر على حرب طوفان الاقصى,ستدخل اسرائيل على الاقل ليوم واحد في شلل اقتصادي ,وذلك نتيجة العثور على ستة اسرى لدى حماس قتلى في احد انفاق رفح. فعند السادسة من صباح غد,يعم الشلل الاقتصاد بأكمله, وعند الثامنة يغلق مطار بن غوريون, بعدما دخل اتحاد عمال اسرائيل, وهو اكبر الاتحادات العمالية، خط مواجهة رئيس الحكومة مباشرة، معلنا دعمه انجاح صفقة الاسرى.
الاضراب وحده لن يغير مواقف بنيامين نتنياهو, واهالي الاسرى يطالبون الاسرائيليين بالنزول الى الشارع في تظاهرة مليونية دعما للقضية، فيما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد الكنيست للتصويت في جلسة طارئة غدا على مشروع اقرار الصفقة، علما ان حق الدعوة يعطى دستوريا للمعارضة في حين ان عقد الجلسة من عدمه لم يتضح بعد.
هذه التحركات، اضف اليها ضغوط الوسطاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة، تبقى كلها من دون ترجمة، الا اذا غير نتنياهو موقفه لا سيما ما يتعلق بابقاء الجيش في محور فيلادلفي، ما قد يعيد الامل بالتوصل الى صفقة.
وبما انه يصح اعطاء نتنياهو لقب الحاكم الاوحد في مصير حرب غزة، وربطا الجبهات الاخرى ومن بينها لبنان، وحتى تظهر نياته، يعود ملف رئاسة الجمهورية في لبنان الى الضوء، في حركة لا يمكن حسم جديتها، الا ربما بعد المباحثات التي يجريها جان ايف لودريان مع نزار العلولا في السعودية هذا الخميس, بحسب معلومات الـLBCI.
ملف الرئاسة دخله رئيس حزب القوات اللبنانية مجددا,من دون اي تغيير في موقفه: انتخاب الرئيس اولا , ثم الحوار في قصر بعبدا. ضبابية الصورة ,تجعلنا نبدأ من حيث الامل. ابطال لبنانيون يتحدون باسم قارة آسيا في بطولة العالم في كرة السلة، وينافسون حبيا فريق الزمالك المصري في الدوحة غدا.
عثرت اسرائيل على ست جثث لرهائنها في انفاق غزة، ولم تعثر على الجثة السياسية لبنيامين نتنياهو الذي يواجه اليوم أعنف هجوم من الداخل وغدا إسرائيل على موعد مع اوسع الإضرابات النقابية التي ستقفل مطار بن غوريون بحركتي الوصول والاقلاع اذ يضغط اتحاد النقابات العمالية للمطالبة بإنجاز صفقة الرهائن ووقف اطلاق النار وسادت حالة من الغضب عقب إعلان جيش الاحتلال استعادة جثث ستة محتجزين في غزة، والذين قالت إنهم قتلوا بالرصاص من مسافة قريبة قبل اثنتين وسبعين ساعة ومن بين هؤلاء جثة الإسرائيلي الأميركي هيرتش غولدبيرغ بولين، حيث أعرب الرئيس جو بايدن عن حزنه وغضبه لوفاته لكن حركة حماس أكدت أن الأسرى قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وحملت حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية المسؤولية عن مقتلهم ومقتل من سبقهم وعلى الرغم من عواصف الانتقادات وغضب اهالي الاسرى والتظاهرات التي أغلقت طرقا ومدنا.. فإن نتنياهو آثر حماية ائتلافه الحكومي على حماية الرهائن يواف غالانت وبني غانتس وصحف اسرائيلية وشارع غاضب ونقابات عمالية.. كلهم اصطفوا للمطالبة بإنجاز الصفقة الآن غير ان صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق حتى لا تنهار الحكومة ومع سد ابواب الصفقة يفتح نتنياهو ابواب جهنم على جنوده في معارك الضفة.. اذ تمكن مقاومون فلسطينيون من تنفيذ عملية مسلحة ضد سيارة لشرطة الاحتلال عند حاجز ترقوميا غربي الخليل وباعتراف العدو، فقد تمكن الشجعان الذين لم يعرف عددهم من الإنسحاب من المكان بعدما أطلقوا إحدى عشرة رصاصة من مسافة كيلومتر واحد، ما أدى الى مقتل ثلاثة ضباط من الشرطة في غزة والضفة يتعثر اليوم التالي.. لكنه يوجد بكثرة في معراب اذ ورد بقوة في كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قائلا: إن اليوم التالي هو لنا لانا اولياء الغد أما محور الممانعة فهو لا يصلح لليوم التالي ولا يتوقعن احد ان يكونوا هم عنوان المرحلة المقبلة واضاف: اليوم التالي ما فينا نوصلوا بالمسيرات البلهاء.. بكرا النا وبكرا ما بدو جماعة مبارح وفي قداس عالي التنظيم للقوات اللبنانية، نبع بين صخر وشجر طرح جعجع طاولة حوار لكن في قصر بعبدا وبعد انتخاب الرئيس لمناقشة اي لبنان نريد وقال الا مانع لدينا من تعديل الدستور وسأل جعجع: من اجاز لحزب الله ان يحتكر قرار الحرب والسلم وكأن لا شركاء له في الوطن علما ان طرح رئيس القوات وعنوانه “الغد لنا” جاء لالغاء كل شركاء له في الوطن عندما حصر اليوم التالي بفريق واحد واتهم جعجع خصومه بانه يمثلون قمة العمالة وطلب من الحكومة اللبنانية ان تدعو حزب الله لوقف هذه الحرب العبثية.