يبرز صراع شديد ومتنامي على الساحة المسيحية بين الطرفين الاساسيين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. ويسعى الطرف الاول الى اعادة وترتيب حساباته للاحتفاظ باكبر كتلة نيابية مسيحية، بينما يسعى الطرف الثاني الى انتزاع هذا الموقع وزيادة عدد كتلته النيابية والفوز بمقاعد اضافية في غير دائرة.
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ “الديار” فان ثمة اشكالات وعقبات تواجه كل طرف من الطرفين. وتسعى “القوات” الى الافادة من الاجواء والمتغيرات التي طرأت بعد ثورة 17 تشرين لاستقطاب المزيد من اصوات المسيحيين الناقمين على العهد والتيار، لكنها تواجه تعقيدات ومعوقات ابرزها ما خلفه انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من حلبة الانتخابات خصوصا في ضوء الخلاف القوي والخصومة التي طبعت العلاقة بين الطرفين منذ ازمة اجبار القيادة السعودية الحريري على اعلان استقالته ووضعه قيد الاحتجاز قبل تدخل الرئيس الفرنسي لاطلاق سراحه.
وتضيف المعلومات ان “القوات اللبنانية” سعت وتسعى لاستقطاب جزء من الجمهور السنّي في الدوائر المختلطة لزيادة الحاصل الانتخابي للوائحها عبر طرق مختلفة منها الاعتماد على التحالف مع الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل لوائح رديفة تسدّ فراغ المستقبل في الدوائر ذات الغالبية السنية، او من خلال التعاون مع بعض المرشحين المحسوبين على المستقبل الذين يعتزمون الترشح بصفة فردية وشخصية.
وحسب آخر المعلومات فان الرئيس السنيورة لم يتمكن حتى الآن من توفير غطاء سني لا على الصعيد السياسي والشعبي ولا على صعيد الحصول على الضوء الأخضر من دار الفتوى، وفي حال اقدم على المغامرة بقيادة وتشكيل لوائح في بعض المناطق والدوائر فانه لن يضمن تحقيق نتيجة ملحوظة، ولن يحدث خرقاً مهماً كتكوين كتلة نيابية متحالفة مع كتلة القوات في المرحلة المقبلة.
وعلمت “الديار” في هذا الصدد ان بعض الذين راجعوا الرئيس الحريري مجدداً حول حركة السنيورة تلقوا منه جواباً حاسماً كان اكده خلال وجوده في بيروت في ذكرى استشهاد والده. وقد كرر القول «ما خصني بالسنيورة وما إلي علاقة بما يقدم به».