مرحلة رمادية بين مبادرتين.. هل يفعلها فرنجية؟

بإنتظار لودريان. وإنجلاء غبار المشهد بعد التضخيم الذي جرى للحراك الخارجي تتواصل عملية تلقي رئيس مجلس النواب نبيه بري اجوبة رسمية حول المشاركة في طاولة الحوار من بعض الكتل النيابية والتغييريين الذين أبدى معظمهم رغبة في المشاركة في طاولة حوار يرأسها رئيس المجلس في ساحة النجمة ويحضرها رؤساء الكتل النيابية وليس رؤساء الأحزاب أما بندها الوحيد فهو رئيس الجمهورية. وهذه التفاصيل تبلغ بها كل من يعنيه الأمر.

وكان الرئيس بري ارسل دعوات رسمية لكتلتي «الجمهورية القوية و«تكتل لبنان القوي» فكان جواب «القوات» بموقف مبدئي رافض فيما اجاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بسلة ثقيلة من البنود التي قاربها بيان اللجنة السياسية في التيار…فهل الكنيسة القريبة ما بتشفي؟.

الى الصين اتجهت الأنظار نحو القمة الصينية – السورية التي تعقد لأول مرة منذ 12 عاما في الشكل فيما كان مضمونها مثمرا بتوقيع إتفاق إستراتيجي يفتح آفاقا واسعة للتعاون بين البلدين ويدفع العلاقات بين دمشق وبكين إلى مستوى جديد مقابل حصار غربي أداته قانون قيصر ومحاولات خنق اي انفتاح اقتصادي او مالي تجاه سوريا وتوقف لمسار العملية السياسية في آستانة.

ومن يدري ربما تكون هذه القمة مقدمة لدعوة سوريا للانضمام إلى دول البريكس ومنظمة شنغهاي…ومن يعش ير.

 

انها مرحلة رمادية بين مبادرتين. فالمبادرة الفرنسية سقطت أو تكاد، فيما المبادرة القطرية تبدأ خطواتها الاولى على طريق الالف ميل. في لبنان موفد قطري هو جاسم بن فهد آل ثاني، وقد بدأ جولاته على القيادات السياسية، وذلك لجس نبضها ولتحضير زيارة موفد قطري ثان هو وزير الدولة للشوؤن الخارجية محمد الخليفي.

سقوط المبادرة الفرنسية تلازم مع حديث بدأ يتصاعد عن عزم الوزير السابق سليمان فرنجية الانسحاب من المعركة الرئاسية لمصلحة قائد الجيش العماد جوزف عون. وهو امر، اذا حصل، يصب في مصلحة المبادرة القطرية الهادفة الى ايصال عون الى سدة الرئاسة الاولى. فهل يفعلها فرنجية، فينهي الشغور بقرار شجاع ويوجه ضربة قوية الى جبران باسيل الذي استعمل كل الاسلحة الممكنة لقطع الطريق امام  رئيس تيار المردة  للوصول الى بعبدا؟ وفي هذه الحال، ماذا سيكون موقف حزب الله وحركة امل؟ هل يسيران بطرح فرنجية، ام يفضلان ترك الاستحقاق معلقا بانتظار ما قد  يطرأ على الصعيدين الاقليمي والدولي؟

بمعزل عن موقف الثنائي، الاكيد ان الملف الرئاسي سيتحرك بقوة في المرحلة المقبلة، وتحديدا في الشهرين المقبلين. فقطر ، بدعم مطلق من الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية وبتأييد من فرنسا ومصر،  ستحاول تمرير اسم قائد الجيش. فاذا نجح الامر معها، تنتهي مرحلة الشغور ويمكن لبنان ان يبدأ مرحلة الصعود من جديد.

اما اذا فشل المسعى القطري فان لبنان سيكون امام مرحلة صعبة، وخصوصا ان الشغور قد يطول حينها الى امد غير محدد. توازيا، قضية النازحين السوريين تزداد تعقيداتها يوما بعد يوم. وآخر التجليات احتلال عدد من السوريين مبنى في الاشرفيه تعود ملكيته الى  بلدية بيروت.

واللافت ان النازحين  يرفضون اخلاءه رغم القرارت القضائية الواضحة الصادرة بذلك  . فهل بدأ النازحون السوريون يشعرون هم ايضا بفائض القوة، بحيث انتقلوا من مرحلة النزوح الى مرحلة ” السلبطة” على  الاراضي والمباني، حتى لو كانت تابعة للبلدية؟

 

عن الشرق الاوسط الجديد عاد الكلام الحلم، ومن منبر الامم المتحدة تحدث قائد الصهيونية بنيامين نتنياهو عن التطبيع مع السعوديين لاحياء المصطلح هذا الذي كسرته المقاومة من لبنان الى فلسطين وسوريا والعراق وكل ساحات النضال.

هو الوهم المتجدد الذي لم يقدروا على تحقيقه بالسلاح فجاؤوا به على عربة التطبيع، مع تأكيد بنيامين نتنياهو كما محمد بن سلمان ان الوقت للوصول اليه لم يعد بعيدا.

بعيدا عن كل هذه الاوهام يبقى خالص الكلام لفلسطين واهلها وسلاح مجاهديها وسكاكين شبانها وحجارة فتيانها التي ستبني الشرق الاوسط الجديد بحجارة القدس المحررة، بعيدا عن هوى كل مطبع او خائن عربيا او اسلاميا كان.

في لبنان لا يزال الحل بعيدا ما دام التعنت والمكابرة هما الاقرب الى عقول بعض الساسة اللبنانيين، ويبحثون عن الدواء لداء الفراغ بعيدا، فيما كنيسة الحي لا تشفي عند هؤلاء بحسب الرئيس نبيه بري الذي اسف للشروط التي وضعت لتعطيل الحوار.

وعن الدور القطري أكد الرئيس نبيه بري وجود مبادرة قطرية، وان موفدا من الدوحة في بيروت، لكن لم يحصل أي تواصل معه بعد.

في ملف النازحين وبعد الصراخ الالماني عن عدم قدرتهم على تحمل المزيد من النازحين، هل تحمل الحكومة اللبنانية كل اوراقها لاعادة النازحين، وهل تذيق الاوروبيين بعضا من معاناة اللبنانيين مع الاعداد الهائلة من النازحين التي تقارب نصف عدد السكان اللبنانيين؟ في الاداء المنبري كلام كثير اما على ارض الواقع فلا جديد.

في جديد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى الصين تأكيد على استراتيجية العلاقة بين البلدين واتفاق مع الرئيس الصيني على تعزيز العلاقات على كافة المستويات بما يؤمن العدالة والسلم الدوليين.

 

بعبارة “يبدو الكنيسة القريبة ما بتشفي”، اقر نبيه بري اليوم بالفشل، بعد رفض الكتل المسيحية الرئيسية المشاركة في الحوار الذي دعا اليه، على ان تليه جلسات رئاسية بصيغة مبهمة، تحدث عنها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر.
فإلى موقف القوات والكتائب وعدد كبير من المستقلين والتغييريين، ربط التيار الوطني الحر الموافقة على المشاركة بشروط صارمة، ابرزها حصر الحوار بمدة محددة وموضوع واحد هو الرئاسة، ومن دون رئيس ومرؤوس، على ان يفتح المجلس بعدها لجلسة بمحضر واحد ودورات متتالية حتى يخرج الدخان الرئاسي الابيض، وهو ما علق عليه بري بالقول: “شفنا الحمولة اللي حطها باسيل في خطابه الأخير، واللي ما بدو يجوز بنته بيغلي مهرها”.
وفي مقابل كلام بري، جملة اسئلة من جبران باسيل: لم أفهم كيف يكون الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار، قال رئيس التيار الوطني الحر. فإذا قلنا بوجوب الاتفاق في الحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة حتى ننتخب رئيسا على اساسه لينجح في عهده، هل نكون رافضين للحوار ام حريصين على إنجاح العهد؟
وإذا قلنا بمشاركة رؤساء الأحزاب في الحوار للتوصل الى قرار وعدم الاكتفاء بالكلام، هل نكون رافضين للحوار؟
وإذا قلنا بإدارة محايدة، بدل ترؤس طرف اساسي في النزاع، ليكون هناك توازن ونتيجة توافقية، هل نكون رافضين للحوار؟
واذا قلنا ان الحوار لا ينبغي ان يتخذ شكلا تقليديا وطاولة مستديرة فقط، وطالبنا بخلق ظروف للبحث الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف والجماعي كي تكون هناك فرصة حقيقية للانقاذ وليس كلاما نمطيا على طاولة واحدة لن تقرر اسم الرئيس، هل نكون رافضين للحوار؟
واضاف باسيل: قلنا ونكرر إننا مع حوار جدي ينجح، ومن لا يريد الحوار هو من يرفض تأمين ظروف نجاحه.
وفي موازاة فشل بري، فشل للخماسية الاقليمية والدولية في التفاهم حول لبنان، وسط كلام عن تراجع فرنسي لمصلحة تقدم قطري على الجبهة الرئاسية، اكده بري اليوم، ويترقبه اللبنانيون في الايام القليلة المقبلة.

 

لا جديد رئاسيا في لبنان ، بعد عدم نجاح اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك. الرئيس ميقاتي عاد إلى بيروت، وابرز لقاءاته السفيرة الأميركية التي أكدت “أننا في السفارة الاميركية لا نشعر بالخوف اثر هذا الحادث، فإجراءاتنا الأمنية متينة جدا وعلاقتنا صلبة ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد”..

رد السفيرة الأميركية بمثابة رد على رسالة الرصاصات التي تتابع الأجهزة المعنية التحقيق في شأنها، وخصوصا في الخرق الذي أتاح أو سهل إطلاق النار.

عربيا كانت لافتة التحية التي وجهها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد لولي العهد السعودي، حيث كتب: “لقاء أخي محمد بن سلمان التلفزيوني عبر عن رؤية واثقة لحاضر المملكة ومستقبلها، ونظرة متزنة إلى قضايا المنطقة والعالم. الإمارات والسعودية شركاء في الهدف والطموح، وتعملان من أجل مستقبل أفضل للمنطقة.”

تأتي هذه التحية بعد فترة طويلة من البرودة بين بن سلمان وبن زايد، وقد تكون هذه التحية طيا لصفحة وبداية لصفحة جديدة بين البلدين.
عربيا أيضا ،  وفيما الرئيس الاسد يواصل زيارته للصين، زار قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، سوريا، حيث أشرف على مناورة عسكرية مشتركة بين البلدين الحليفين، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية.

بالعودة إلى لبنان، من الهرمل، رد قائد الجيش العماد جوزيف عون على منتقديه، وأبرزهم أخيرا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فقال: نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقا من مواقف سياسية معروفة. لم نر هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات من حوله، ولم نر لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم أننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تميتون الوطن من أجل مصالحكم”.

البداية من الكوارث اللبنانية المتنقلة. هل تعرفون مدى الضرر الذي تحدثه ملوثات المولدات؟

 

ردت اسرائيل العسكرية على بنيامين نتنياهو السياسي فما ان رفع خريطة الشرق الاوسط الجديد في نيويورك مفخخة بسلام قادم, حتى أعلن جيشه انه بدأ قصف قطاع غزة. السلام والنار تحت قبة اسرائيل الحديدية الواحدة فمع اعلان نتنياهو ان كيانه يقترب من تحول تاريخي في الشرق الاوسط عبر إقامة علاقات سلام مع السعودية ودول عربية اخرى, قصفت طائراته هذا التصريح وصبت نيرانها على الفلسطينيين ومعادلة النار والسلام تأتي في اعقاب الزلزال الذي احدثه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قلب اسرائيل نفسها عندما دفع بالقضية الفلسطينية الى الامام ووضعها كأولوية تسبق التطبيع مقدما لنتنياهو فرصة العصر, لكن رئيس الحكومة الاسرائيلية سيعود الى متطرفيه في الداخل والذين قد يسقطون حكومته من اعلى  قبة سلامها ويبددون الفرص المعروضة منذ مبادرة السلام العربية في بيروت قبل عقدين من الزمن وبيروت اليوم تنتظر مبادرة السلام الرئاسية في خماسية تواضعت لصالح  الفرصة شبه الاخيرة للدور الفرنسي. وفي حديث للجديد من نيويورك قال وزير الخارجية عبد الله بوحبيب ألا خلاف بين فرنسا واميركا خلال الاجتماع الخماسي, لكنه لم يحصل توافق, ما ادى الى عدم اصدار بيان ,واضاف ان قطر سألت فرنسا عن المدة الزمنية لمبادرتها ولم تلق جوابا, وقال بوحبيب ان المجتمع الدولي تعب من الفراغ في لبنان وانه سيتم الضغط على الجانب اللبناني لكن من غير المعلوم ما إذا كانت آلية الضغط ستشمل العقوبات, وكشف ان اجتماع نيويورك الخماسي لم يبحث باي من الاسماء الرئاسية والاسماء يبدو ان أول غيثها امطر من قطر عبر موفدها الى بيروت والذي يحضر لأرضية الزيارة الرسمية في تشرين المقبل. وما بين تشرين والايام الاخيرة من ايلول فإن حركة  مراسيل رئاسية طارت من عين التينة الى معراب وميرنا الشالوحي لكنها اصطدمت بكتل هوائية باردة لاسيما من فالق جبران باسيل, ما دفع بري الى القول” يبدو الكنيسة القريبة ما بتشفي”. ورئاسيا ممتزجا بالنزوح,  لكن بطلقات عسكرية في الصميم, وجه قائد الجيش العماد جوزيف عون اول  انتقاد من نوعه للتيار الوطني الحر دون ان يسميه قائلا  “أننا نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقا من مواقف سياسية معروفة و لم نر هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نر لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري “وما بعتوا وزراءهن ع جلسة مجلس الوزرا”. ..نقول لهم أننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تميتون الوطن من أجل مصالحكم”.