أثار مقتل المراهق “نائل م.” البالغ من العمر 17 عاماً في ضاحية نانتير بالقرب من باريس سلسلة من أعمال الشغب والمظاهرات ضد عنف الشرطة العنصري المحتمل. ليست كل حالات القتل على أيدي الشرطة التي أسفرت عن وفيات قد أثارت هذا الغضب في فرنسا، إلا أن هناك العديد من عمليات القتل العنصرية المزعومة لا تزال في ذاكرة الفرنسيين حتى يومنا هذا.
27 تشرين الأول/ أكتوبر 2005: زيد بينا وبونا تراوري في كليشي سو بوا
عشرة شبان في طريقهم إلى منازلهم عائدين من مباراة كرة قدم، من بينهم بونا تراوري البالغ من العمر 15 عاماً، وزيد بينا البالغ من العمر 17 عاماً. في نفس الوقت تقريباً، تتلقى الشرطة طلباً للنجدة حول اقتحام موقع بناء في الضاحية الباريسية. وأثناء البحث عن الجناة، تقترب الشرطة لاستجواب الشبان، فيهرب تراوري وبينا وصديقهما محيتين ألتون، لأن وثائقهم الشخصية لم تكن بحوزتهم في تلك اللحظة.
تم استدعاء تعزيزات من الشرطة وتبع ذلك مطاردة. يجري المراهقون الثلاثة في منطقة مسيجة، ويختبئون في محطة كهرباء فرعية (EDF)، حيث مات تراوري وبينا بسبب الصعق بالكهرباء، فيما نجا صديقهم ولكن ليس دون أن يصاب بحروق شديدة.
وقد أثارت رسالة مسجلة للشرطة جدلاً: “إذا ذهبوا إلى موقع محطة الكهرباء، فأنا لا أبالي كثيرا بحياتهم”. هذا ما قاله أحد الضباط المتعقبين عندما رأى الشبان يتسلقون السياج باتجاه موقع محطة كهربائية فرعية (EDF).
وقد تمت محاكمة الضابط وزميلة له بتهمة عدم تقديم المساعدة. وبعد عشر سنوات، برأتهما محكمة جنائية في رين في القضية بحكم نهائي غير قابل للطعن. وجدت المحكمة أنه لم يكن هناك خطر مباشر على المراهقين وأن ضباط الشرطة قد تصرفوا بشكل متناسب.
17 حزيران/ يونيو 2007: لامين دينغ في بيلفيل
بعد مجادلة بين لامين دينغ وصديقته، أمسكت الشرطة الشاب البالغ من العمر 25 عاماً ووضعته في سيارة شرطة. وبحسب منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، فإن خمسة من الضباط أمسكوا به بقوة وضغطوا جسده ووجهه على الأرض مقيداً لمدة نصف ساعة إلى أن فقد ديينغ وعيه واختنق.
بعد ثلاثة عشر عاماً، أمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ فرنسا بدفع 145 ألف يورو (158 ألف دولار) لأسرة دينغ لإنهاء الإجراءات وتجنب إدانة جديدة.
9 حزيران/يونيو 2009: علي زيري في أرجنتوي
كان الجزائري البالغ من العمر 69 عاماً يزور فرنسا لشراء هدايا الزفاف لابنه. وتناول بعض الكحول مع صديق بعد التسوق. عندما تم تفتيشهما وفحص نسبة الكحول من قبل دورية للشرطة، قاوم علي زيري بحسب ما ورد في تقرير الشرطة. فقبض رجال شرطة على الرجل المخمور ووضعوه في سيارة للشرطة مقيداً ورأسه بين ركبتيه في طريقهم إلى المخفر.
تقيأ زيري عدة مرات، ووقع في غيبوبة ثم مات في وقت لاحق في المستشفى. وكان سبب الوفاة: الاختناق. مرة أخرى، تدين المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فرنسا بـ “الإهمال”. وتتلقى ابنة زيري 30 ألف يورو كتعويض معنوي و7500 يورو كتكاليف ونفقات.
19 تموز/ يوليو 2016: أداما تراوري في بومونت سور وايز
هرب الشاب البالغ من العمر 24 عاماً والمنحدر من أب وأم من مالي، من الشرطة أثناء مطاردة إلى أن ألقى ضباط الشرطة القبض عليه في نهاية المطاف وثبتوه بركبهم. وحسب محضر الاعتقال، قال حينها أداما تراوري إنه لا يستطيع التنفس. ومات تراوري عند وصول سيارة الإسعاف التي استدعتها الشرطة.
في قضية أداما تراوري، لا وجود لشهود أو تسجيلات فيديو. وبقي السبب الدقيق للوفاة متنازع عليه، حيث تعتقد المحكمة بوجود مرض سابق، بينما خلص تقرير تشريح الجثة بتكليف من عائلة تراوري إلى أنه اختنق بسبب تعرضه لقوة خارجية مفرطة.
5 كانون الثاني/ يناير 2020: سيدريك شوفيات في باريس
كان سائق توصيل الطعام البالغ من العمر 42 عاماً على دراجته الصغيرة بالقرب من برج إيفل عندما أوقفته الشرطة لأنه كان يسخدم الهاتف المحمول أثناء القيادة. تحول الفحص الروتيني إلى مشاجرة ثبت فيها الضباط الأربعة سيدريك شوفيات على الأرض.
وصرخ سيدريك شوفيات، وهو أب لخمسة أطفال مستغيثاً: “أنا أختنق” سبع مرات حيث احتجزه الضباط وهو يرتدي خوذة سكوتر. لكن الضباط لم يبالوا، وفقد شوفيات وعيه ومات بعد 48 ساعة في المستشفى. وجاء سبب الوفاة: الاختناق بمضاعفات كسر في الحنجرة.
ريم ضوا ـ أوليفر بيبر / موقع “دويتشه فيله” الألماني