فرنجية
تصوير عباس سلمان

بين “98%” و”90%”.. مع وضد!

/ مرسال الترس /

“90 % من المسيحيين هم ضد حزب الله.. وضد سليمان فرنجية”. هذا ما روّجته قوى تصنّف نفسها أنها “معارضة”، وفي مقدمها حزب “القوات اللبنانية”. واستندت هذه القوى إلى ما قالت إن هذه الخلاصة هي “نتيجة إحصاءات أجراها “حزب الله” في المنطقة الشرقية من بيروت”!

قبل سبع سنوات أوحى كل من “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” أن 98% من اللبنانيين يؤيدون “اتفاق معراب” الذي وافق بموجبه سمير جعجع على دعم ترشيح العماد ميشال عون للوصول إلى قصر بعبدا، على الرغم من أن “حزب الله” كان أعلن دعم ذاك الترشيح “على سن ورمح” وساهم بإرجاء الانتخابات الرئاسية لنحو سنتين ونصف السنة.

وتزامنت تلك “البشارة” مع إطلاق عبارة “أوعا خيّك” التي كادت أن تنسي المجموعات المنتسبة إليهما “حرب الالغاء” التي أجبرت المسيحيين، والموارنة تحديداً، على دفع الدماء والدموع والتهجير كما لم تفعله أي حرب. ولكن لم تمض سنة على تلك “الهبّة المارونية” حتى عاد “الشقيقان اللدودان” إلى صراعاتهما التي فرّقت العائلات والأخوة داخل البيت الواحد، واضطرهما الأمر إلى الاستعانة بمجموعات من طوائف أخرى في انتخابات العام 2022، تحت شعارات “التحالفات الوطنية”، من أجل رفع تعداد ممثليهم في مجلس النواب، والقول إنهما يحتكران التمثيل الماروني والمسيحي، معتبرين كل العائلات العريقة في هذا المكون وعلى مساحة الوطن، والتي لا تمت إليهما بصلة، وكأنها فرق عملة بالنسبة لهما.

وإذا كان رقم 98% صحيحاً ومضموناً لمن أطلقه، متجاهلاً كل الأحزاب والقوى والعائلات المسيحية والمارونية، من أقصى الشمال إلى أقاصي الجنوب والبقاع، التي خالفتهما وتخالفهما في التوجهات المشكوك بأمرها، فهذا يعني أن شعبيتهما قد تراجعت بنسبة ثمانية بالمئة خلال سنوات قليلة ما يؤشر إلى إنهما يتراجعان، لا بل ينحدران في تمثيلهما لهذه الفئة من المواطنين، و”الخير لقدام” إذا ما استمرا في هذا الأداء الإلغائي والتهجيري بحق بعضهما البعض، فيما بعض المواطنين يصدقونهما انهما في “شهر عسل” عندما “يتقاطعان” صدفة على هذا المرشح أو ذاك تمهيداً لإلغاء الجميع من أجل شهوتهما لسلطات زائلة ووهمية، على حساب فئة قد تصبح منقرضة في هذا الشرق بفضل صراعهما على أوهام وطواحين هواء.

 (*) الآراء الواردة في المقالات لا تعبّر بالضرورة عن سياسة موقع “الجريدة