بدأت الإمارات، تطبيق الدوام الحكومي الجديد، بحيث يكون الجمعة دواماً رسمياً للموظفين الحكوميين، باستثناء إمارة الشارقة.
وتوجّه الموظفون والطلاب إلى أماكن العمل والدراسة اليوم للمرة الأولى، كما توجه موظفو القطاع الحكومي الاتحادي والحكومات المحلية، باستثناء الشارقة، لمباشرة عملهم لمدة 4 ساعات ونصف، من الساعة 7:30 صباحاً إلى 12:00 ظهراً، تطبيقاً للنظام الجديد للعمل الأسبوعي الذي أعلنته الحكومة الشهر الماضي.
ودخل النظام الجديد حيز التنفيذ بداية العام 2022، ليكون 4 أيام عمل، من الإثنين إلى الخميس، ونصف يوم عمل في الجمعة، والعطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، يضاف لها الجمعة في الشارقة.
ويواجه البعض في الإمارات صعوبات في التغيير، بينما انقسمت بعض شركات القطاع الخاص، حيث انتقل عدد منها إلى إجازة أسبوعية يومي السبت والأحد، بينما فضلت أخرى الإبقاء على الجمعة والسبت كعطلة نهاية الأسبوع.
وبدأت المساجد، توحيد موعد إقامة خطبة وصلاة الجمعة لتكون بعد الدوام عند الساعة 13:15 بالتوقيت المحلي، طوال العام.
وفي الشارقة يبقى موعد خطبة الجمعة والصلاة والإقامة على مواعيدها، حسب التقويم الهجري.
وكانت الإمارات تعتمد عطلة نهاية الأسبوع من الخميس إلى الجمعة، حتى عام 2006، عندما انتقلت إلى يومي الجمعة والسبت في قطاعيها العام والخاص على حد سواء.
وفي حديث مع وكالة “فرانس برس”، تقول البريطانية ريتشل كينغ (22 عاما) التي تعمل في قطاع الضيافة وتقيم في دبي منذ 6 أشهر، إنها “تفضل أخذ الجمعة كيوم عطلة، وهذا ما نعرفه ونحبه”، لافتة إلى أنه “بدل العطلة يوم الجمعة والذهاب إلى أماكن معينة والقيام بأنشطة مختلفة، سنقوم بذلك يوم السبت”.
ووصف”أحمد البلبيسي” (34 عاما) الذي يعمل في القطاع المصرفي، ان العمل في أول يوم جمعة شعور غريب”، ولكنه يوضح “بالنسبة إلي فإن الأمر منطقي على الأقل في القطاع المصرفي، نحن نعمل الآن في نفس اليوم كغيرنا في العالم”.
من جانبها، أجرت شركة “ميرسر” للاستشارات استطلاعا شمل 195 مؤسسة عمل، وقالت 23% منها فقط إنها ستقوم بتقليص أيام العمل إلى أربعة أيام ونصف، بينما قال أكثر من النصف إنهم سيعتمدون نظام نهاية الأسبوع الجديد.
ويرى خبراء اقتصاد أن هذا التحول استراتيجي لأنه يجعل الأعمال في الإمارات العربية المتحدة متناسقة مع الممارسات العالمية، ويؤكّد موقعها كمقر مهم للشركات الأجنبية.
وجاء القرار في وقت تحتدم المنافسة الإقليمية خصوصا مع محاولة السعودية دفع عاصمتها، الرياض، للتحوّل إلى مركز دولي على غرار دبي، بينما تسعى المملكة لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط.
بدورها، قررت إمارة الشارقة تقليص أسبوع العمل الرسمي ليصبح أربعة أيام فقط وإعلان ثلاثة أيام عطلة نهاية الأسبوع.
ووجد استطلاع “ميرسر” أن قرابة ثلث الشركات تشعر بالقلق من تباين أيام العطلة الأسبوعية مع دول أخرى في المنطقة.
وفي وقت تشهد الإمارات تزايد في إصابات كورونا، بدا مركز دبي المالي العالمي، هادئا صباح الجمعة، حيث يعمل كثيرون عن بعد، كما اختارت بعض المدارس التعليم الافتراضي.
من جانبها، وجهت “الهيئة الاتحادية للموارد البشرية” تعميماً بشأن منح المرونة للعمل عن بعد لموظفي الحكومة الاتحادية، الجمعة.
وأتاحت الهيئة نظام العمل عن بُعد في هذا اليوم، شريطة وجود عدد من الموظفين في مقرات العمل، والحصول على موافقة مسبقة من جهة العمل.
وتقول الحكومة الإماراتية إن النظام الجديد سيسهم في تعزيز الترابط الأسري والتلاحم المجتمعي، وتعزيز جودة حياة الموظفين.
يشار إلى أن دولاً عدة اعتمدت نظاماً مشابهاً، كفنزويلا وفنلندا وإسبانيا وأستراليا، ينص على 4 أيام عمل في الأسبوع مقابل 3 أيام عطلة.