/ طوني كرم /
يحمل النائب غسان سكاف إلى بكركي اليوم، اسمي المرشحيْن الرئاسيين الأكثر تقاطعاً بين نواب المعارضة والتغييريين والوسطيين، عقب انتهاء الجولة الأولى من مبادرته الرئاسيّة، والتي تخلّلها حثّ الكتل النيابيّة على اختيار اسمين من بين 11 اسماً تضمنتها اللائحة التي خَلُص إليها المطران أنطوان بو نجم.
وإلى جانب محاولة المبادرة لبننة الإستحقاق الرئاسي بعيداً عن الإملاءات التي تروّج في الخارج، يهدف سكاف إلى قطع طريق التهويل بعدم تأمين نصاب الجلسات الرئاسيّة وحثّ جميع النواب على المشاركة في العملية الديمقراطية والاختيار ما بين مرشح المعارضة الذي ستخلص إليه مبادرته ومرشح “الثنائي الشيعي” لرئاسة الجمهورية.
ويرفض النائب غسان سكاف في حديث لـ”نداء الوطن” توصيف مبادرته بـ”مبادرة الوقت الضائع” بانتظار نضوج الإتصالات الإقليمية والدولية المتسارعة، وسط تأكيده وجوب الإستفادة من الإنفتاح السعودي على إيران وسوريا، وترجمة هذا التقارب بما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين تحديداً في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان والتي تتطلّب تكاتفاً عربياً وخليجياً ودولياً من أجل النهوض من المستنقع الذي وصل إليه البلد.
وإذ لا تغيب عن باله إمكانية إسقاط اسم الرئيس بالمظلّة من الخارج، يشدّد من موقعه النيابي على أنّ تقاعس القوى الداخلية عن القيام بدورها ورهن قرارها بمآل الإتصالات في الخارج، يعدّان إهانة لا يمكن القبول بها. وأشار سكاف العائد من واشنطن إلى أنّ الموقف الأميركي- الفرنسي يهدف إلى “إنهاء الشغور الرئاسي أكثر من البحث في هوية الرئيس”، بعيداً عن الإندفاعة الفرنسيّة تجاه إيصال سليمان فرنجيّة إلى بعبدا والتي وصفها الأميركيون وفق سكاف بـ”الذهاب بعيداً في اختيار رئيس الجمهورية والحكومة”.
ويشدد على أنّ تنامي رهان البعض على تشتّت المعارضة دفعه إلى إطلاق مبادرته بهدف التوصّل إلى مرشحٍ قادرٍ على استقطاب تأييد الداخل والخارج، موضحاً أنّ لقاءاته شملت غالبية القوى السياسيّة من “القوات اللبنانية” إلى “التيار الوطني الحر” و”الكتائب” و”تجدّد” و”الإعتدال” و”اللقاء الديمقراطي” والسنة المستقلين والتغييريين بكافة تشعّباتهم.
أما عن آفاق هذا التحرّك وإمكانية تناغمه مع المبادرة التي يقوم بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، عقب فرملة مبادرة بكركي باتجاه جمع القوى المسيحية، إستبعد سكاف تعارض مبادرته مع ما يقوم به نائب رئيس المجلس، قبل أنّ يؤكّد أنّ مسعاه يهدف إلى اختيار مرشحٍ رئاسي لقوى المعارضة إنطلاقاً من الأسماء التي استقاها المطران أنطوان بو نجم بعد جولاته على القوى المسيحيّة.
وفي تفاصيل المبادرة، يشير سكاف إلى اختيار 11 اسماً من بين الأسماء الـ16 التي تضمّنتها لائحة بكركي الرئاسية، وتم عرض هذه اللائحة المصغّرة على الكتل النيابية لاختيار اسمين من بين الأسماء كمرحلة أولى، على أن تتمّ غربلة النتائج واختيار الاسمين الأكثر تقاطعاً بين الكتل النيابية، قبل العودة في المرحلة الثانية إلى الكتل النيابية واستئذانها قبل إعلان النتائج (الاسمين).
وإذ يرفض الدخول في هوية الأسماء قبل الإنتهاء من جولته، يشير إلى إمكانية اللجوء إلى البطريرك بشارة الراعي الذي يرعى هذه المبادرة من أجل حسم الخيار بين المرشحين اللذين تصدّرا نتائج الإنتخابات التمهيدية التي تضمّنتها جولته على الكتل النيابية، وسط تأكيده غياب أي ضمانات تلزم النوّاب بمواقفهم والمشاركة في العملية الإنتخابية بعيداً عن العودة إلى تعطيل النصاب على غرار ما شهدته الجلسات الإحدى عشرة في ساحة النجمة، وذلك وسط تلميحه إلى أن من بين الأسماء التي تقاطعت بكثرة في لقاءاته من يتطلب إيصالها إلى بعبدا تعديلاً دستورياً.