إذا كنتِ أماً عاملة وتشعرين بالتوتر نتيجة محاولتك التوفيق بين وظيفتك وأطفالك، فمن المحتمل أنك لست وحدك في هذا الشعور،ذلك أن الأمهات العاملات يشعرن بالذنب أكثر من الآباء بفضل”القوالب النمطية الجنسانية الداخلية”، وفقا لدراسة جديدة.
وقد طلب باحثون من جامعة توينتي في هولندا من 135 أماً و116 أباً تخيل وضع تتعارض فيه حياتهم العملية وحياتهم الأسرية، وفي السيناريو قيل لهم إن لديهم طفلا مريضا، ولكن لا يزال يتعين عليهم الذهاب إلى العمل، بينما كان شريكهم قادرا على البقاء في المنزل.
ثم كان عليهم أن يوضحوا مدى شعورهم بالذنب في هذا الموقف، كما تم استجوابهم حول مدى اتفاقهم مع القوالب النمطية الجنسانية التقليدية التي تربط المرأة بالأسرة والرجل بالعمل، وفي المتوسط، أبلغت الأمهات عن شعور بالذنب أعلى مما عند الآباء خلال هذه المهمة.
وكشف التحليل، الذي نُشر في المجلة البريطانية لعلم النفس الاجتماعي، أنه كلما اتفق الآباء مع القوالب النمطية التقليدية للجنسين، قل شعورهم بالذنب عندما يتداخل العمل مع الحياة الأسرية.
ويفترض الباحثون أن هذا ما يمكن أن يساعد في “حماية” الآباء من الشعور بالذنب، ووجدت دراسة منفصلة شملت 105 نساء لديهن طفل واحد على الأقل دون سن 13 عاما أنهن شعرن بالذنب في الأيام التي عملن فيها لساعات أطول.
وعانت الأمهات اللواتي يحملن وجهات نظر أكثر تقليدية حول “دور” المرأة، أيضا من الشعور بالذنب أكثر من النساء اللواتي لديهن آراء أقل نمطية.
وقالت ليان آرنتزن، الكاتبة الرئيسية للدراسة: “كنا مهتمين بمزيد من فهم السبب في كون الأمهات أكثر عرضة للشعور بالذنب من جراء العمل على حساب الاهتمام بالأسرة من الآباء، خاصة في ما يتعلق بآرائهن الضمنية حول الأبوة والأمومة، ويسلط بحثنا الضوء على كون هذه القوالب النمطية الجنسانية لا تشكل تقييمات للآخرين فحسب، بل تشكل أيضا فكرة حول ما يشعر به الآباء أنفسهم حيال اختياراتهم بين العمل والأسرة، وقد أنبأ الاستيعاب الأقوى للصور النمطية الجنسانية، وربط الأمهات بالأسرة والآباء بالعمل، بازدياد الشعور بالذنب جراء العمل على حساب الأسرة بين الأمهات العاملات وتناقص هذا الشعور بالذنب بين الآباء العاملين، وللوصول إلى المساواة بين الجنسين في أدوار العمل والأسرة، فإن التخلص من الجانب الجنساني للشعور بالذنب عندما يتداخل عمل الوالدين مع مهام الأبوة والأمومة يعد خطوة أولى مهمة”.