خاص “الجريدة”: توصيف “أبو رِغال” يسخّن الاشتباك.. ويهدّد استحقاقات لبنان؟

/ خلود شحادة /

أوحت تغريدة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بعودة الاشتباك إلى سخونته بين المملكة العربية السعودية وإيران، وبالتالي مع “حزب الله” في لبنان، ما يؤشّر إلى مرحلة بالغة التعقيد مقبلة على لبنان، وتنذر بأن مصير الاستحقاقات الدستورية سيكون في مهبّ عاصفة الاشتباك المتجدّد، إذا لم تكن هذه الاستحقاقات قد “طارت” فعلياً وأصبحت في المجهول.

وقد غرد السفير السعودي ‎وليد بخاري في “تويتر” قائلاً: “أحفاد ‎أبي رِغال العصرِ كائنات مُضرَّة، غايتُها الانتقامُ من ‎الحيَاة”.

وأرفق السفير بخاري ‎تغريدته بهاشتاغ “#آيات_شيطانية”.

و “أبو رغال” هو شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة، حتى كان ينعت كل خائن عربي بـ”أبي رغال”.

وأبو رغال هو الدليل العربي لجيش أبرهة الأشرم حاكم اليمن، الذي أراد هدم الكعبة بجيشه الذي كان يضم الفيلة. ولما كان الحبشيون لا يعرفون مكان الكعبة، ورفض كل من يعرف الكعبة من العرب أن يعملوا لديهم كدليل للطريق إلى الكعبة، قبل هذا العمل شخص يدعى “أبو رغال”. ومن ذلك الحين، يطلق العرب على كل خائن لقب “أبو رغال”.

يذكر أن السفير السعودي كان أطلق في 3 كانون الثاني الماضي، اي قبل نحو 10 أشهر ونيّف، هذه التسمية على الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بسبب خطاب له آنذاك هاجم فيه السعودية وحكامها.

وتؤشّر التغريدة الجديدة للسفير السعودي إلى عودة السخونة إلى الاشتباك السعودي ـ الإيراني، خصوصاً أن البخاري أرفق تغريدة بإشارة واضحة إلى إيران عندما أطلق هاشتاغ #آيات_شيطانية.

ومع أنه لم يعرف سبب مباشر لتغريدة السفير البخاري الجديدة، إلا أنه يبدو أن خلفية هذا التسخين السعودي للإشتباك مع إيران و”حزب الله”، ينطلق من خلفيتين:

ـ المشهد العراقي الذي بدأ تظهيره في مصلحة إيران، وإخراج السعودية من المعادلة السياسية فيه، عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية قريبة من الولايات المتحدة الأميركية، وتكليف شخصية لرئاسة الحكومة غير بعيدة عن إيران.

ـ استشعار سعودي بمحاولة تنظيم الوضع اللبناني على وقع ما حصل في العراق، تتزامن مع تعديلات في “اتفاق الطائف” بكل ما يعنيه على المستوى السعودي، وهو ما دفع السفير البخاري إلى “الاستنفار” لاحباط مشاريع خرجت ملامحها من السفارة السويسرية في لبنان بدعوة ممثلي عدد من القوى السياسية إلى مائدة السفيرة، كمقدمة للدعوة إلى حوار لبناني في سويسرا، على غرار مؤتمرات الثمانينيات في جنيف ولوزان والتي لم تنجح بانهاء الحرب في لبنان، إلى أن حصل مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب ووضع نظاماً سياسياً جديداً للبنان من وحي التوازنات التي كانت قائمة آنذاك. وتدرك السعودية أن التوازنات الحالية في لبنان ستؤدي حتماً إلى تغييرات كبيرة في دستور الطائف، إما تشكّل في بعضها عودة إلى الوراء، أو تؤدي إلى إدخال تعديلات تخلق صيغة معدّلة لنظام الحكم في لبنان.

في مطلق الأحوال، يبدو أن البلد مقبل على معارك سياسية عنيفة، كانت بدأت ملامحها قبل أيام بعودة بعض الشخصيات إلى إطلاق تصريحات تتضمّن مواقف حادة، بعد أن غابت هذه الشخصيات عن المشهد خلال الفترة الماضية.

أما على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد بدأت الحرب فعلاً بين “الجيوش الالكترونية” تحت ظل هاشتاغ يشكل كل منها عنواناً لـ”المعركة المقدّسة”. فأنصار السعودية في لبنان أطلقوا هاشتاغ #الاحتلال_الايراني، بينما أطلق أنصار “حزب الله” هاشتاغ #سفير_الفتنة، بينما كانت مناسبة لأنصار تيار “المستقبل” لإطلاق هاشتاغ #سعدـالحريري.

الحرب الالكترونية اندلعت، هل تتمدّد خارج الفضاء الافتراضي؟