هو شهر الإمام السيد موسى الصدر الحاضر في نهج حركة أمل رغم التغييب، المشع في قلوب محبيه رغم العتمة. وفي الحادي والثلاثين من آب هذا العام كما في كل عام، وعلى مدى أربعة وأربعين من الأعوام، ستكون مدينة الإمام الصدر، مدينة صور، على موعد مع مهرجان مركزي في ساحة القسم لتردد مجددا بلسان صدري خلف حامل الأمانة النبيه أن لا يبقى محروم واحد او منطقة محرومة وأن تعمل لنقل البلد الى مرحلة سياسية مختلفة وصولا الى دولة مدنية، دولة المواطنة.
وعلى مشارف الذكرى الرابعة والاربعين على جريمة تغييب الامام القائد السيد موسى الصدر دعت حركة أمل عبر مكتبها السياسي جماهيرها وعموم اللبنانيين إلى المشاركة في يوم الوفاء لإمام الوطن والمقاومة.
وبعد ستة عشر عاما على الانجاز الوطني الكبير في ردع عدوانية اسرائيل عام 2006 تاكيد حركي على منجزات لبنان بفضل وحدته الداخلية وتمتين عناصر قوة اللبنانيين في مواجهة التحديات والاستحقاقات على مختلف انواعها فيما يستسهل البعض وقوع المؤسسات القيادية في الدولة في حالة الشلل والفراغ ربطا بما يحصل من انهيار طال المؤسسات جميعها وهو يطرق ابواب القطاعات الامنية والعسكرية.
وفي عيد انتقال السيدة العذراء امل ورجاء بانتقال لبنان الى بر امان سياسي ومعيشي وامني بموازاة ما يحيكه العدو الاسرائيلي للبنان للانقضاض على ثرواته وانتقاصا لسيادته عبر اعتداءاته المتكررة على سوريا واستخدامه الاراضي اللبنانية واخرها عدوان الامس على طرطوس السورية والتي لاقت حملة استنكارات وادانات داخلية.
وإلى سوريا زيارة توطئة وتمهيد لعودة النازحين وبحث هذا الملف بين وزير المهجرين اللبناني ووزيري الداخلية والإدارة المحلية السوريين على أن تشهد المرحلة المقبلة إنجازا للمرحلة الأولى من الخطة بعد إنجاز إعداد الإحصاءات اللازمة لعودتهم.
ابعد من لبنان الانظار تتجه الى الردود الحاسمة للمقترح الاوروبي حول الملف النووي الايراني والذي وصل إلى بداية النهاية لإبرام الاتفاق لكن ذلك مرهون بالموقف الأميركي وفق ما اكد وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان فواشنطن وافقت شفهيا على مطلبين من مطالب ايران لكنها يجب ان تتحول إلى نص رسمي واضح وملزم هذا في سيناريو الاتفاق والنجاح اما في سيناريو الفشل فان الولايات المتحدة تتحدث عن خطة بديلة فيما لطهران خطة بديلة أيضا وفق ما اكدت الخارجية الايرانية قائلة: لن تكون نهاية العالم.
وعلى الخط الايراني ايضا عقد المجلس الاعلى للامن القومي اجتماعا استثنائيا برئاسة الرئيس ابراهيم رئيسي قدم خلاله كبير المفاوضين الايرانيين عرضا مفصلا حول مسار المفاوضات.
في العطلة تجمعت الأزمات، علما أنه في الأيام العادية أيضا لا معالجات لها.
أولى الأزمات التي يتوقع أن تستفحل، اقتراب عدم توافر المحروقات لدى المؤسسة العسكرية وقوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة ، فكيف سيتم تأمين الحاجة في ظل غياب الاعتمادات المرصودة؟
ثاني الأزمات البنزين حيث بدأت بعض محطات الجنوب ترفع خراطيمها.
ثالث الأزمات احتمال أن يصل العاملون والموزعون في قطاع الغاز إلى الإضراب في حال لم يصل الحوار مع وزارة الطاقة الى تفاهم، فتاموزعون يشترون المادة من شركات التعبئة بالدولار، والوزارة تفرض عليهم البيع بالليرة، وهناك فارق يرفض الموزعون تحمله ، ويلوحون بالإضراب في حال لم تستجب الوزارة للتسعير بالدولار.
رابع الأزمات، أزمة في القطاع المصرفي عبر عنها المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان الذي استنكر ما حصل في “فيديرال بنك” في الحمرا، ملوحا بخطوات إذا ما تكرر الحادث ، ولم يفته رفض خطة التعافي الاقتصادي.
خامس الأزمات، شبهات في وزارة الاقتصاد، مردها إلى مماطلة الوزارة في تسليم معلومات، ما يثير الشكوك ويوسع دائرة الشبهة عن حصول توزيع غير عادل للطحين الممدعوم. وهنا تُطرح تساؤلات عما كان يحدث في بعض مديريات الوزارة التي سماهها الوزير بالعصابات ثم تراجع فأمن حماية لها، والسؤال هنا: لماذا يحميها الوزير؟
سادس الأزمات تربوية، وقد بدأت طلائع هذه الأزمة مع بدء التحضير للسنة الدرسية، مدرسيا وجامعيا، وغدا اجتماع بارز في مجلس النواب بين لجنة التربية النيابية ووزير التربية والمدير العام، للبحث في سبل توفير الموازنات للمدارس الرسمية والدعم للمدارس الخاصة.
الجامع المشترك بين كل هذه الازمات، غياب التمويل بسبب عدم وجود الاعتمادات، أما التعويل على قروض صندوق النقد الدولي فدونه عقبات خصوصا أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لم يتحقق بعد، ما يجعب كل هذه الازمات في دائرة المراوحة وليس في دائرة المعالجة.
في ملف النازحين السوريين، يبدو ان حركة وزير المهجرين هي اقرب إلى حركة حزبية منها إلى تكليف رسمي، ومن أوجه هذه المفارقة أن الوزير اصطحب معه إلى دمشق مسؤول الشؤون السورية في الحزب الديموقراطي.
البلد في انهيار، ولا جديد في هذا الخبر.
عالميا، وفي متابعة لقضية الكاتب البريطاني سلمان رشدي، وبعد ثلاثة أيام من الصمت، نفت إيران أي علاقة للجمهورية الإسلامية بمحاولة اغتيال رشدي.
عالميا ايضا، وفي ملف النووي الإيراني، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن بلاده ستقدم بحلول منتصف الليل، مقترحاتها النهائية بشأن إحياء الاتفاق النووي الى الاتحاد الأوروبي، بعد أيام من عرضه على طهران وواشنطن صيغة “نص نهائي” بعد أشهر طويلة من المفاوضات.
العودة الى الداخل، والبداية من عاصمة الشمال والسياحة فيها.
مجددا، ابدع سمير جعجع اليوم. فبكلمتين او ثلاث في مؤتمر صحافي من نصف ساعة تقريبا، اضاف رئيس القوات الى سجله التاريخي الحافل بالشطب، شطب ثمرة نضال سياسي طويل بدأ عام 2005، ولم ينته عام 2016، لتصحيح التوازن الوطني وتكريس الميثاق والشراكة الكاملة والمناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان.
فرئيس الجمهورية اللبنانية، رئيس الدولة المسيحي الوحيد على طول الخط الممتد بين المحيطين الأطلسي والهادئ، اي بين المغرب واندونيسيا، ليس بالضرورة ان يكون للبنانيين المسيحيين اي رأي فيه. فلبنان صار في نظر “حكيم” القوات دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة، ولا طوائف فيها او مذاهب. ولعله اقتنع ان رئاستي مجلس النواب والحكومة في لبنان تحددهما الكفاءة والسيرة الذاتية المهنية فقط، لا التمثيل الشعبي والمباركة المذهبية، فأحب أن يطبق هذا المبدأ على رئيس لبنان المسيحي الماروني.
وفي المؤتمر الصحافي اليوم، رفض المبدع اياه اي حوار مع الممثل الاول للمسلمين الشيعة في لبنان، اي حزب الله، حول الاستحقاق الرئاسي، كما رد بالرفض المسبق على اي دعوة من البطريرك الماروني الى حوار بينه وبين رئيس التكتل النيابي المسيحي الاكبر، اي جبران باسيل، ليضاف هذان الرفضان المستحدثان على العلاقة المنعدمة بينه وبين اي مكون سني كبير، فضلا عن الافتراق الواضح بينه وبين وليد جنبلاط في الملف الرئاسي على الاقل، ناهيك عن بعض نواب التغيير او مجموعة ال13 الذين لوح لهم بتهمة الخيانة اذا لم يلتفوا حول طرحه الرئاسي.
ولم يفت جعجع كذلك اليوم ان يجدد ابداعه في قراءة نتائج الانتخابات الاخيرة. فعاد الى نغمة فوز القوات وحيدة بمقاعدها النيابية، قبل ان يستدرك بالاشارة الى تحالفه مع جنبلاط في الشوف وعاليه، متناسيا عمدا ما سبق واعلنه هو بالذات عن دور الناخب السني في تأمين فوز نوابه في طرابلس وزحلة والبقاع الشمالي وبيروت الاولى وجزين وغيرها من المناطق.
حقا، ابدع سمير جعجع اليوم. اما مغارة علي بابا التي كان حليفها اللصيق بين عامي 2005 و2019، وصار يرجمها بالحجارة اليوم، فكفيلة بأن تكرس القوات ورئيسها جزءا لا يتجزأ من المنظومة، ولو حاول ان يميز نفسه عنها شكلا ومضمونا اليوم.
في محاولة لتخفيف الاثقال عن الجسد اللبناني العليل، حمل وزير المهجرين عصام شرف الدين الخطة اللبنانية لاعادة النازحين الى دمشق، وأجرى لقاات في العاصمة السورية تمحورت حول كيفية معالجة هذا الملف.
الطرفان بحثا بندا بندا خارطة طريق العودة، وأعربت سوريا عن استعدادها للتعاون الى أقصى حد، وتحدث وزير الإدارة المحلية السوري حسين مخلوف عن أن العدد مفتوح لمن يرغب بالعودة أيا يكن الشخص العائد، وأيا يكن العدد الراغب بالعودة الامنة.
فهل تنجو الخطة اللبنانية من القيصر الاميركي؟ ام هل يستحدث لها قانون أميركي جديد يعيقها بوشاية من منتحلي السيادة في لبنان الذين تستفزهم زيارة وزير الى دولة شقيقة، فيما منسوب السيادة يتدنى الى الصفر، كلما استخدم العدو الصهيوني الاجوا اللبنانية منطلقا لقصف سوريا كما حدث الليلة الماضية ، فيما كان الاميركيون يعترفون بعد ساعات بتعرض قاعدتهم في التنف لهجوم بالمسيرات، وقال ما يسمى التحالف الدولي بقيادة واشنطن ان قواته تصدت لهجوم بطائرات بدون طيار فاعترضت إحداها وفجرت أخرى في المنطقة الواقعة جنوب شرق سوريا.
الى الجنوب اللبناني حيث لا تزال المسيرات تلقي بثقلها على المشهد الصهيوني، فقد كشف المراسل العسكري لصحيفة معاريف الاسرائيلية أن الجيش الصهيوني اجرى تدريبات بالقرب من الساحل اللبناني لاختبار منظومة الدفاع المحيطة بمنصة الغاز في حقل كالريش استعدادا لاحتمالية شن حزب الله هجوما ضد المنصة مع قرب استحقاق ايلول.
الى استحقاق فيينا، ساعات حاسمة تنتظر مصير الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة أربعة زائد واحد، الامر متوقف على المرونة الاميركية اللازمة يؤكد الايرانيون، فطهران لا تريد تكرار التجربة السابقة، فهي لا تبحث عن تعهدات اوروبية، بل تريد ضمانات اميركية بعدم نقض العهود كما حصل سابقا.
لا مستلزمات طبية في السوق. فكيف استحصل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على إبرة في العضل؟ واتخذ من عيد انتقال السيدة العذراء يوما للتحدي، والانتقال بالجسد إلى مرحلة “طلوع الروح” الرئاسية وإن كان للضرورة أحكامها بحسب جعجع، فإن الضرورات لا تبيح المحظورات، في الظرف العصيب الذي تعيشه بلاد مربوطة بصاعق اجتماعي على شفا الانفجار والطريق إلى قصر بعبدا يلزمها شهران قمريان للوصول إليها. لكن من شب على شيء شاب عليه فالحكيم وعلى مدى حروب الإلغاء التي خاضها مع الخصم العوني، لم يكتسب الحكمة في عدم استثمار من تبقى من المسيحيين في حروبه السياسية مثله كمثل الخصم الذي يريد إلغاء الجميع والإبقاء على منافس أوحد على الساحة كسبا لدعم الفريق الممانع وما ينطبق على الأصيل ينسحب على الوكيل الذي غادر قصر بعبدا بغارات جوية واليوم إذا استعصى على الكرسي سيغادره بغارات أرضية.
بين سبت باسيل الأسود وإثنين التحدي في معراب، كان أحد البطريرك الراعي والمطران عودة حدا فاصلا في السباق إلى الرئاسة بإسقاط مواصفات على رئيس متزن، معتدل، نظيف الكف، لا تنطبق على أي من طرفي حلف “أوعا خيك” المنهار. في مؤتمره الصحافي الطارئ لم يكن ينقص جعجع إلا أن يحمل السيف والترس، وهو يطالب برئيس يبارز باسيل وحزب الله و”يكون رجال وسيادي”.
وبمفعول رجعي عن الشعار الانتخابي “نحنا بدنا وفينا، قال جعجع: “بدنا رئيس جديد لأنو الرئيس العتيق وصلنا على جهنم” متسائلا: إذا لم نأت برئيس يتحدى سياسات النائب جبران باسيل وحزب الله فكيف سيتم الإنقاذ؟
وحالة “الالزهايمر” السياسية حذفت من ذاكرة رئيس القوات أنه شرب أنخاب انتخاب عون رئيسا، تنفيذا لمفاعيل اتفاق معراب سيئ الذكر على المسيحيين، وعن أي إنقاذ مبني على التحدي والمواجهة يتحدث جعجع؟ اللهم إلا إذا أراد أن يكرر سيناريو الترشح ستا وأربعين مرة لتعطيل البلد المعطل أصلا.
أما عن لقاء حزب الله جنبلاط “فعود على بدء” بحسب جعجع الذي يقف ضد الحوار بالتحدي، اللغة الوحيدة التي يتقنها فيما التلاقي بين أي مكون أكثر من ضرورة للتفاهم على رئيس إصلاحي تصالحي وبالإجماع.
تحدي الحكيم جاء غداة استباحة إسرائيل للأجواء اللبنانية مجددا وفي ذكرى الرابع عشر من آب عام ألفين وستة تاريخ سريان مفعول القرار 1701 خرقت الصواريخ الإسرائيلية خطوط الترسيم الجوية التي أرساها القرار الدولي وأضافت إلى عداد التجاوزات غارتين جديدتين استهدفتا ريف دمشق وطرطوس حيث القاعدة البحرية الروسية.
الرسالة بالبريد الطيار الإسرائيلي وصلت إلى أي جهة مستهدفة إن على أبواب الصراع الروسي الأميركي أوعلى مسافة ليلة حاسمة تعلن فيها إيران موقفها النهائي من النص الأوروبي حول الاتفاق النووي مسبوقة بتصريح وزير الخارجية حسين عبد الأمير اللهيان عن بداية النهاية وموافقة واشنطن الشفهية.
وإلى أن تنتهي ليالي التفاوض في فيينا فإن المفاوضات اللبنانية السورية على خلفية ملف النازحين خطت أولى خطواتها نحو تطبيق خطة العودة بلقاء وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين ووزير الإدارة المحلية السوري حسين مخلوف والاتفاق على آلية التنفيذ بعد إعلان الجانب السوري أن أبواب العودة مشرعة ويبقى وفق المصادر المشاركة في اللقاء أن يصدر موقف علني من المنظمات الاممية تعلن خلاله استعدادها لاتخاذ اجراءات العودة والدعم المادي للعائدين إلى سوريا والتعاون لإعادتهم. ومن ليالي فيينا إلى ليالي الشام در.