اغتيال مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في قوات “الأمن الوطني الفلسطيني” في لبنان العميد سعيد علاء الدين الملقب بـ”أبو نادر العسوس” في عين الحلوة، أثار قلق القوى الفلسطينية ومخاوفها من بدء مرحلة جديدة من الاغتيالات الدموية، لذلك تسارعت التحقيقات الأمنية لكشف ملابساتها ودوافعها ولوضع الجريمة في اطارها السياسي او الأمني او الانتقامي او غيرها.
وأوضح قائد “القوة المشتركة الفلسطينية” في المخيم العقيد عبد الهادي الاسدي لـ”نداء الوطن” ان “الجهود تتركز على التحقيقات الأمنية لكشف ملابسات الجريمة النكراء وتحديد هوية المجرمين، وتمت مراجعة كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة حيث وقعت الجريمة في حي صفوري وهناك تعاون من مختلف القوى الفلسطينية ومع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب”، معتبراً أن “الهدف محاولة توتير الوضع الأمني وإيقاع الفتنة”، مؤكداً ان “لا عودة لسياسة الاغتيالات في ظلِّ ما يشهده المخيم من توافق بين جميع قواه الوطنية والإسلامية”.
وفي التحقيقات الأولية ووفق روايات شهود العيان، فان الجريمة وقعت اثناء قيام العميد “العسوس” بأداء صلاة العشاء قرابة التاسعة و5 دقائق من ليل الاثنين، حيث دخل مجهول مقنع باحة منزل صديقه حيث كان يوجد، واطلق عليه رشقاً نارياً من سلاح حربي، فأصابه بـ 3 طلقات بالرأس والعنق والكتف، بينما اصابت 4 طلقات الجدار قربه، قبل ان يفر الجاني الى جهة مجهولة ويتوارى عن الأنظار.
وبحسب “نداء الوطن”، “شكلت جريمة اغتيال العسوس صدمة في الأوساط الفلسطينية كافة في توقيتها في ظل أجواء الوحدة التي جسدها عين الحلوة وقواه في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة ومشاركة حركة فتح في الوقفات التضامنية الشاجبة، وفي أهدافها لجهة محاولة توتير الوضع الأمني في المخيم بعد مرحلة من الهدوء والاستقرار الأمني، وخلط الأوراق مجدداً وايقاع الفتنة، وفي استهدافها لجهة اختيار العسوس الذي يحظى بمحبة واحترام كافة القوى السياسية الوطنية والإسلامية على حد سواء، ويتمتع بشبكة علاقات واسعة من دون ان تكون له خصومة سياسية مع أحد.