لم تنته قضية معمل بولس أرقش الكهربائي فصولاً، فبعد اقتحام عدد من المواطنين من إقليم الخروب، المعمل، يوم السبت الماضي، أثار الموضوع حفيظة بلديات جزين.
ومحطة معمل أرقش تحتوي على محولين، قدرة الواحد منهما 20 MVA، أحدهما مصنع عام 1982 (أصبح عمره الفني 40 سنة) ويغذي خط جزين (رقم 1). أما الآخر فمصنع عام 2010 ويغذي خطي جون وإقليم التفاح (رقم 2 و3). كما تحتوي على 3 خلايا 15 ك.ف. بقدرة إسمية 400 أمبير للخطوط رقم 2 و 3 وقدرة إسمية 600 أمبير للخط رقم 1. لكن الحمولة الحالية على هذه الخطوط خلال ساعات الذروة بلغت على خط جزين (رقم 1) 660 أمبير، وخط جون (رقم 2) 340 أمبير وخط إقليم التفاح (رقم 3) 400 أمبير.
ومن خطوط التوتر المتوسط 15 ك.ف. المغذاة من محطة معمل الأولي أي معمل بولس أرقش يتبين أن خط رقم1 يغذي جزين- جبل الريحان- زحلتي- جباع والشوف الأعلى حتى جبل نيحا. وخط رقم 2 يغذي بسري- مشموشة (جزين)- الشوف- اقليم الخروب حتى المغيرية. وخط رقم 3 يغذي صفاريه- عين المير- اقليم التفاح. إلا أن هذه الخطوط العائدة لمؤسسة كهرباء لبنان أصبحت بحالة فنية سيئة بسبب مساراتها الطويلة في الأودية والجبال والأحراج، فأصبحت مع تفرعاتها تفوق مئات الكيلومترات، ناهيك عن الحمولات الكهربائية الكبيرة التي تتخطى القدرة التجهيزية لهذه الخطوط.
واستناداً إلى قيود أجهزة المراقبة والحماية في معمل الأولي، تتعرض هذه الخطوط سنويًا إلى عدد كبير من الأعطال التي تتسبب بتشغيل أجهزة الحماية وتعزل هذه الخطوط. وقد بلغت الأعطال وفقًا لمصلحة الليطاني على كل من الخطوط الثلاثة على الشكل التالي: خط رقم واحد 521 عطلًا سنويًا، خط رقم اثنان 480 عطلًا سنويًا وخط رقم ثلاثة 600 عطل سنوياً.
لذلك اقترحت مصلحة الليطاني حلًا فنيًا على مؤسسة كهرباء لبنان، يقضي بتجديد خلايا محطة الأولي وتركيب خلايا جديدة لستة خطوط بدلًا من ثلاثة. وبناء عليه تم وضع دفتر شروط خاص لهذه الغاية، بالتعاون ما بين المصلحة والمؤسسة، وأطلقت مؤسسة كهرباء لبنان المناقصة بتاريخ 10/10/2019، لكنها لم تؤد إلى نتيجة إيجابية ولا زالت المناقصة مطروحة حتى تاريخه من دون تقدم أي ملتزم.
ورأى رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين خليل حرفوش، أن “الحل بتأمين بضعة ساعات من الكهرباء يومياً، لا يكون باقتحام مرفق عام ما زال يعمل وينتج كهرباء وقطع الكهرباء عن بعض المناطق لا سيما منطقة جزين، بل بإيجاد تمويل لإنشاء خلايا جديدة تؤمن توزيع أوسع”.
كلام حرفوش جاء تعقيباً على اقتحام معمل بولس قرقش نهار السبت الماضي، من قبل بعض المواطنين من إقليم الخروب.
وأكد حرفوش في بيان له، أن “المشكلة تقنية صرف، وهي بعيدة كل البعد عن الطائفية والمناطقية”، لافتا الى أن “الخطوط الحالية تواجه مشكلة انقطاع مستمر بسبب الضغط الزائد عليها”.
وشكر “كل المراجع السياسية في الشوف على تجاوبها، وسحب المتظاهرين وإعادة تشغيل المعمل”، مثمناً “جهود كل من مؤسسة كهرباء لبنان و مصلحة الليطاني على تعاونهما في سبيل الاستمرار في إنتاج وتوزيع الكهرباء على مناطق جزين(باستثناء ٨ بلدات) الريحان (باستثناء بلدة واحدة)، قسم من الشوف، قسم من إقليم التفاح وقسم من إقليم الخروب. هنا تجدر الإشارة أن منطقة جزين تسدد 100% من فواتير جباية الكهرباء”.
وأوضح أن “المعمل الكهرمائي يتغذى من مياه الشلال وبحيرة القرعون، وهو واقع في قضاء جزين على تخوم الشوف وهو يُزوِد قضاء جزين بالكهرباء منذ إنشائه أي منذ سنة 1964 ثمّ تمت إضافة مناطق أخرى له لاحقاً”.
ودعا حرفوش “جميع الأفرقاء المعنيين الذين يستفيدون من المعمل والذين يودون الاستفادة منه للعمل سوياً على تأمين التمويل اللازم من منظمات غير حكومية لإنشاء خلايا جديدة مما يسمح بتوزيع كهرباء لبلدات جديدة وذلك حسب قدرة المعمل على الإنتاج ونحن بدأنا إتصالاتنا في هذا الإطار”.