غيّب الموت فجر اليوم الأربعاء 3 آب 2022، المايسترو إحسان المنذر، بعد صراعٍ طويل مع المرض، عن عمر يناهز الـ75 عاماً.
وُلِد المنذر في بيروت العام 1947، برزت ميوله الموسيقية في عمرٍ صغير (عند السابعة من عمره)، وفي عمر الـ12 عاماً، وبناءً على نصيحة صديقٍ بلجيكي لأبيه، دخل الكونسرفاتوار الوطني، ليتعلّم البيانو.
سافر إلى القاهرة بهدف التحصيل الأكاديمي، التحق بجامعة عين شمس لدراسة العلوم النفسية والاجتماعية، لكنه، بعد سنة واحدة، استصعب دروس الفلسفة فيها فأشاح والتحق بـ”كونسرفاتوار الهرم”.
في العام 1967 عاد إلى بيروت، والتحق بكلية الحقوق في الجامعة اللبنانية لدراسة السياسة والاقتصاد. لكنه بعد سنتين أشاح عن الدراسة الجامعية بعدما وجد هويته الحقيقية في الموسيقى، فسافر إلى إيطاليا (1970) ملتحقاً بمعاهد خاصة في جنوى وميلانو ليدرس التأليف الموسيقي.
في إيطاليا عزف البيانو وغنّى (بستّ لغات)، في الفنادق والحفلات الخاصة، وعمل مترجماً في القنصلية اللبنانية (ميلانو).
عاد المنذر إلى بيروت في العام 1979 يعزف ويغنّي في فندق كومودور، حيث اتفق ذات مساء أن حضر المخرج سيمون أسمر (ومعه المخرج روميو لحود) وكان يجهّز لبرنامجه “استديو الفن 1980” فاتفق معه على قيادة أوركسترا البرنامج.
في العام 1985 ترأّس الدائرة الموسيقية في الإذاعة اللبنانية.
ومنذ مطلع الثمانينات بدأ الجمهور الواسع يعرفه ملحناً وقائد أوركسترا. بدأت رحلته مع التلحين، أول عملين له كانا “نبع المحبة” و “ما حدا بعبّي” لماجدة الرومي، (من كلمات مارون كرم)، ومع التوزيع ابتدأ لماجدة الرومي أيضاً مع “خدني حبيبي” و “عم يسألوني عليك الناس” (تلحين نور الملاح)، فكان طليعة التوزيع الأوركسترالي لألحان سواه.
ومع بدايات راغب علامة (بعد نجاحه في استوديو الفن 80) تولّى تلحين بعض أغانيه (الكتب العتيقة، بكرا بيبرم دولابك، عن جد بقلك عن جد، لو شباكك ع شباكي، برافو عليكي..).
وبعدها راحت أعماله اللحنية تنتشر وتشيع: أسطوانة أطفال في خمس أغنيات لماجدة الرومي. (إحداها: طيري يا عصفورة، من شعر جوزف أبي ضاهر، انتقل لحنها إلى إيطاليا وانتشرت بالإيطالية وفازت بالجائزة الأولى في مسابقة بولونيا سنة 1989)، ومنها أيضاً “كلمات” (لماجدة الرومي من شعر نزار قباني)، و “قف يا زمان” لجوليا بطرس (شعر ليليا أبو شديد).
واحتلت ألحانه المراتب الأولى طوال التسعينات (توزعت ألحانه على أصوات مكرسة أخرى: صباح، وليد توفيق، سميرة السعيد، آنوشكا، نجوى كرم، باسكال مشعلاني، علاء زلزلي، ميشلين خليفة…).
في العام 1992 أنشأ الاستديو الخاص به (وجهّزه بتقنيات تقليدية وحديثة) وراح يسجّل فيه أعماله وأعمال سواه، ومنها القسم اللبناني من “الحلم العربي” (لطيفة، ميشلين خليفة…).
نال جوائز عدة، منها: الجائزة الأولى من تونس في العام 1994 في مهرجان “الميكروفون الذهبي” على أغنية “لا أريد اعتذاراً” (بصوت سمية بعلبكي)، والجائزة الثانية في العام 1996 في مهرجان القاهرة على أغنية “نهر الأيام” بصوت لور عبس (شعر إيليا أبو شديد).
إحسان المنذر 1947 ـ 2022.