/ مرسال الترس /
أربعة أسابيع ونيف مرّت على تكليف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الرابعة له، من دون ظهور أية مؤشرات أن هناك نية جدية لديه بتأليف هذه الحكومة، والتي سيختتم بها رئيس الجمهورية ميشال عون ولايته التي ستنتهي منتصف ليل الحادي والثلاثين من تشرين الأول المقبل.
وإذا كانت هناك شكوك بنوايا ميقاتي في الحصول على ثقة مجلس نواب 2022، فإن الأمر نفسه ينسحب على “الجنرال”، والذي نقل عنه زواره منتصف هذا الأسبوع تأكيده أنه لا يوجد تواصل مع ميقاتي، وقال: “لم أناقش تشكيلته كما تقتضي الأصول والقواعد وضرورات الشراكة!”، مشيراً إلى أن الرئيس ميقاتي اتصل به قبل سفره وأبلغه بانه سيزوره فور عودته، إلا أن هذا الأمر لم يتم ولم يحصل حتى الآن أي تواصل.
هذا الأمر صدم المواطنين الذين لم بعد بمقدورهم تعداد الأزمات التي تنهال عليهم يومياً ومن كل حدب وصوب. كيف يتعاطى كبار المسؤولين في الدولة، مع مسألة محورية تشكّل متنفساً للمواطنين المغلوب على أمرهم بالأزمات، لجهة قيام حكومة تستطيع اتخاذ قرارات تؤدي إلى حلول، ولو لجزء من تلك الأزمات المتفاقمة والولاّدة ساعة بعد أخرى.
ومع استنكاف ميقاتي عن التواصل مع بعبدا، نتيجة خطأ بروتوكولي، أو تسريبات يعتبرها هو مقصودة ومدبرة بعدم الرد على طلب موعد، فما هو ذنب الناس التي تنتظر تشكيل حكومة تعمل على تأمين الخبز للمواطنين، أو بضع ساعات من التغذية بالتيار الكهربائي، الذي تنتهي كميات الفيول منه قبل الوصول الى شواطئ دير عمار او الزهراني، فما أن يتم الإعلان عن وصول إحدى البواخر حتى يتم الإعلان ان الكميات قد نضبت، وبات العديد من المواطنين يتساءلون عما إذا كان هناك قساطل مخفية لتسريب الفيول كما كُشف مرة في معمل دير عمار الحراري!
كلام الرئيس عون، فتح الباب أمام جملة تساؤلات لجهة: كيف يمكن تشكيل الحكومة في ظل انعدام التواصل بين بعبدا والسراي؟ هل هناك قطبة مخفية بين مقري بعبدا والسراي الحكومي، تساعد الطرفين على تمرير المرحلة بأقل الخسائر الممكنة؟
النائب اللواء أشرف ريفي وفي تعليق على ما يحصل قال لموقع “الجريدة: “بعبارة بسيطة، انهما ليسا من طينة رجال الدولة الذين يفعلون المستحيل من أجل أن لا يتركوا شعبهم يجوع، ويقف صفوفاً طويلة بالطوابير للحصول على رغيف خبز، أو ليتر من المحروقات أو ما شابه”.