قبل نحو 3 أسابيع من ذكرى مرور سنة على جريمة تفجير التليل في عكار، أصدر المحقق العدلي القاضي علي عراجي، قراره الاتهامي في الجريمة الكارثة التي ذهب ضحيتها نحو 35 شخصاً مدنياً وعسكرياً وأكثر من 120 جريح بإصابات متعددة وحروق من درجات مختلفة.
وأحال القاضي عراجي، بموجب القرار الاتهامي، ثمانية من المتهمين والاظناء امام المجلس العدلي للمحاكمة طالباً لأربعة منهم عقوبة تصل الى الإعدام، وللآخرين ظن بهم بجرم التسبب بالإيذاء وتهريب الوقود والاسمنت من والى سوريا ونقل سلاح حربي دون ترخيص.
واتهم القاضي عراجي المدعى عليهما ريتشارد إبراهيم و جرجي إبراهيم بجناية المادة 314 من قانون العقوبات معطوفة على قانون الإرهاب الصادر في العام 1958، وكذلك بجناية المادة 549 من قانون العقوبات، وتصل العقوبة في هذه المواد إلى الإعدام. كما اتهم مالك الأرض جورج إبراهيم و علي الفرج بجناية المادة 550 من قانون العقوبات، وهي جناية التسبب بالقتل، وتصل العقوبة إلى 7 سنوات أشغالا شاقة. وظن بهما وبالمدعى عليهما هويدي وباسل الأسعد بجنح مواد التهريب والغش والإحتكار والتهرب الضريبي وتبييض الأموال. وظن بالمدعى عليهم ريتشارد إبراهيم وبيار إبراهيم بجنحة المادة 72 أسلحة. وطلب إحالة الجميع إلى المجلس العدلي لمحاكمتهم. كما طلب الإدعاء على بعض الشهود بالإفادة الكاذبة وعلى أكثر من عشرة أشخاص بجنح التهريب و الاحتكار و التهرب الضريبي وتبيض الأموال.
وكانت الحادثة قد وقعت فجر 15 آب من العام الماضي 2021، بعدما اقدم جورج إبراهيم وعلي الفرج وهويدي الاسعد، على تخزين البنزين بشكل غير آمن ما تسبب بقتل العشرات من مدنيين وعسكريين وإصابة ما يفوق المئة بحروق مختلفة، حيث قام ريتشارد إبراهيم بتسليم قداحة لجرجي إبراهيم الذي يعمل لدى جورج وأمره بإحراق المتجمهرين، وقام بالفعل بإشعال النار قصدا في البنزين المتدفق من احد الخزانات المكشوفة، إثر خلاف مع المتجمهرين بالمئات الذي تنادوا الى المكان ليلا للحصول على البنزين.
وأشار القرار الى ان جورج إبراهيم وعلي الفرج وهويدي الاسعد وباسل الاسعد، قاموا باحتكار مادتي البنزين والمازوت وبيعها في السوق السوداء وتهريبها الى سوريا عن طريق الهرمل، حيث كان الاوّلان إبراهيم والفرج يقومان بتخزينها في محلة التليل مكان وقوع الانفجار بعد نقلها من قبل هويدي وباسل الاسعد، كما كان يتم تخزينها في محلتي خط البترول ووادي خالد.
وفي وقائع القرار، فانه مع ابلاغ الجيش عن تخزين بنزين في بؤرة تعود لجورج إبراهيم في بلدة التليل، توجهت قوة الى المكان قوامها أربعين عنصراً وضابطاً، فتجمهر المئات للحصول على البنزين، بعد ان قام الجيش بسحب حمولة صهريج منها ونقلها الى عرمان لتوزيعها على المواطنين.
وبعد ان واكبت قوة من الجيش الصهريج، بقي في المكان حوالي العشرين عنصراً، حين احتشد المواطنون وبحوزتهم غالونات. حيث قاموا بفتح الخزان ليتدفق البنزين على الأرض ما أحدث فوض عارمة لم يستطع الجيش ضبطها.
وعلى الأثر حصل اشكال بين متظاهرين حضروا الى المكان ورجال جورج إبراهيم، ما لبث ان احتدم وتخلله توجيه شتائم طلب على اثره ريتشارد من جرجي إبراهيم العامل لدى والد جورج تسليمه قداحة لإشعالها،.وبالفعل قام جرجي المذكور بالدخول بين الجموع مهددا بإشعال القداحة، وهذا ما حصل بالفعل.