قرارات “ترقيعية” حتى أيلول.. فهل تعّبُر الحلول من بوابة “الترسيم”؟

/محمد حمية/

مُنذ أن تحّولت الحكومة إلى تصريف أعمال وكُلِف رئيسها نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة الجديدة، ولبنان في دائرة الجمود السياسي والحكومي وفراغ دستوري في رئاسة مجلس الوزراء، قد يطول ليلاقي الفراغ في رئاسة الجمهورية إن تعثر انتخاب رئيس جديد.

وتملأ “حكومة التصريف” الفراغ القائم بجملة قرارات ترقيعية على المستويين المالي والاجتماعي والحياتي، للجم “ثورة” الموظفين في القطاع العام، واحتواء الغضب الشعبي العارم في البلد في وجه الأزمات المستفحلة والقاتلة على كل صعيد، في ظل غياب الرؤية والخطط الاقتصادية للحلول الجذرية للأزمات المتراكمة، إذ أن لا طرف سياسي في لبنان يملك رؤية أو خطة أو برنامجاً جدياً وواقعياً لكيفية معالجة الأزمة في لبنان التي دخلت مرحلة الانهيار بشكلٍ فعلي، ونقطة الارتطام أيضاً، وفق توصيف مصدر نيابي وسياسي مطلع.

ويرجح المصدر لموقع “الجريدة” استمرار هذه “المعادلة الترقيعية” المتفق عليها ضمنياً حتى أيلول المقبل، حيث سنكون على موعدين هامين: الأول انطلاق مسار انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظل توجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري للدعوة الى جلسة أولى لانتخاب الرئيس مطلع أيلول، وسيكرر الأمر كل أسبوع، وربما أقل. أما الموعد الثاني، وفق المصدر، فهو بدء الاحتلال الاسرائيلي باستخراج الغاز من حقل كاريش، في ظل سيناريوهات عدة، منها التوصل الى حل يرضي الطرفين اللبناني والاسرائيلي، أو تعثر الحل والذهاب الى حرب وضعها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله نصب عينيه كأحد الخيارات إذا سُدت أبواب الحل.

وإذ يُرجح سيناريو الحل، يتخوف المصدر من المماطلة الأميركية، لا سيما وأن تجربة المفاوضات مع الأميركيين غير مشجعة بسبب أساليب المماطلة والانحياز الدائم الى المصلحة الاسرائيلية. ويكشف أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان خلال الأسبوع المقبل ويحمل معه الرد الاسرائيلي على المقترح اللبناني، (هوف + وحقل قانا ومساحة بين الخطين 23 و29).

ويرى المصدر أن الظروف الدولية وتشابك وتقاطع المصالح الأميركية ـ الأوروبية ـ الاسرائيلية، سيدفع الأمور الى الحل لملف الترسيم في نهاية المطاف، وعلى الأرجح في أيلول المقبل لكي يتسنى للاسرائيليين استخراج الغاز وتصديره الى أوروبا التي تتحرك على كافة الصعد لتسهيل الحل، لضمان حصولها على الغاز من المتوسط قبل فصل الشتاء، وما إعلان شركة توتال عن استعدادها لشراء الغاز اللبناني قبل استخراجه، وفق مصدر أوروبي، إلا دليلاً على الحاجة الاوروبية للطاقة، ما يعني أن لبنان سيكون أمام فرصة ذهبية قد لا تتكرر، وقد تنجح المفاوضات التي يقودها الأميركي، للتوصل الى حل وسطي لأزمة الترسيم يُشرّع بوابة الحل للأزمة الحكومية وباب الانفراج الاقتصادي ويسهل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

تتزاحم الاستحقاقات حتى يفتح باب الحلول في أيلول المقبل من بوابة ترسيم الحدود، وإلى ذلك الحين ستسير الأمور وفق قاعدة “هبة باردة وهبة سخنة” وكر وفر نيابي ـ حكومي على غرار ما يجري من جلسات “الترقيع” الحكومية والهرج والمرج النيابية، لكن الحكومة ستبقى في العناية الفائقة، وتستمر عملية احتواء اللبنانيين بجرعات من “المخدر” لتأجيل الانفجار الاجتماعي والفوضى الأمنية لشهرين مقبلين، عسى ولعلّ الانفراج ينبلج من بحر لبنان، وتعّبُر الحلول من بوابة الحدود الجنوبية.