رأت مصادر متابعة عبر “اللواء” ان هناك نقمة عارمة من التعاطي الرئاسي اللامسؤول بعملية تشكيل الحكومة الجديدة، وصلت الى حدود اللامبالاة في الاهتمام بمشاكل الناس وهمومهم ومعاناتهم الصعبة جراء ضغوطات الأزمات المتعددة التي تواجه اللبنانيين، وتقديم مصالح الفريق الرئاسي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، على كل أمر آخر بعملية التشكيل، واستهلاك ما تبقى من أيام العهد الأخيرة، هباء، بل بالحاق مزيد من الضرر والخراب بحق الناس والوطن كله.
وقالت المصادر لا يجوز لاي مسؤول كان، وفي أي موقع او رئاسة، ان يتعاطى بهذه الخفّة، بإدارة السلطة، ان كان بما يتعلق ملف تشكيل الحكومة العتيدة، وترك الأمور على غاربها، ويضع مصير الناس والوطن على حافة الخطر، في اصعب ازمة يمر بها البلد، لان مجريات الامور لا تتناسب مع تطلعاته ومصالحه الشخصية، في الوقت الذي كان بالإمكان التعاطي مع هذا الملف، بالانفتاح واحترام الدستور وتحسس الأوضاع الكارثية التي وصلت اليها الدولة ومؤسساتها، والمباشرة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الدولة.
واستبعدت المصادر تحقيق انفراجات ملموسة في ملف تشكيل الحكومة الجديدة، حتى ولو اعيدت حركة الاتصالات والمشاورات مجددا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي في الأيام المقبلة، بناء لايحاءات بعبدا، بعدما فشلت كل محاولات والاعيب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران، في ان يكون هو المعبر الإجباري لعملية تشكيل الحكومة، كما حصل بالحكومة المستقيلة، لأنه لم يعد هناك متسع من الوقت الفاصل عن الدخول في موعد الانتخابات الرئاسية مطلع شهر ايلول المقبل، وبعدما لوحظ تسليم جميع الاطراف بأن الحكومة الجديدة لن تتشكل، بسبب حدة الخلافات القائمة حولها، وبات الاهتمام بالانتخابات الرئاسية يتقدم عليها.
وقللت المصادر من أهمية ما تردده مصادر “التيار الوطني الحر” من سيناريوهات يجري التحضير لها باروقة قصر بعبدا، في حال انتهت ولاية الرئيس ميشال عون، ولم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية المحددة، ومن بينها، بقاء عون في سدة الرئاسة تفاديا للفراغ بوجود حكومة تصريف الأعمال، او استقالة الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية وغيرها، بانها من أساليب التهويل الهزلية التي يمتهنها باسيل، لإعطاء نفسه الدور الأساس والفاعل بتشكيل الحكومة الجديدة، ولكن كل هذه المحاولات لم تلق التجاوب او التعاطي معها بجدية، لأنها غير قابلة للصرف، دستوريا وسياسيا، واي استباق للامور ليس في محله، لان عون، سيغادر قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، ولن يستطيع البقاء فيه، والتحجج بالفراغ في غير محله، لان الحكومة هي التي تتولى مهمات رئيس الجمهورية استنادا للدستور.
واضافت المصادر ان التهويل بالفراغ الرئاسي اصبح ممجوجا، لأن الرئيس نبيه بري، كما نقل عنه انه سيبادر فور حلول موعد الانتخابات الرئاسية، الى دعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضمن المهلة الدستورية ،وتوقعت انتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستورية، واستبعدت حدوث فراغ رئاسي، استنادا الى رغبة جميع الاطراف السياسيين الأساسيين بانتخاب رئيس جديد.
ورصدت المصادر تركيز “حزب الله” على مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل”، وعلى مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، التي كانت حاضرة في السابق بكل خطابات ومناسبات الحزب، واصبح التركيز الان على تظهير أهمية دخول مسيّرات الحزب فوق المناطق المتنازع عليها، في تسريع الاستجابة الإسرائيلية للاتفاق مع لبنان قبل مباشرة استخراج الموارد النفطية من باطن البحر، نظرا لأهمية هذا التوظيف المبالغ فيه، بمواجهة الانتقادات المعارضة لوجود سلاح “حزب الله” الايراني خارج سلطة الدولة من جهة، ولتوظيفه اقليميا لصالح ايران، ولفتح قنوات اتصال مع اكثر من دولة خارجية مؤثرة بالملف اللبناني، لاظهار مدى التعاون والانفتاح من قبل الحزب في التخفيف من التوتر والمساعدة باستخراج النفط والغاز في مصلحة لبنان ودول المنطقة، من جهة ثانية، بينما يعلم الجميع ان مسار حل مشكلة الخلاف على ترسيم الحدود البحرية، قطعت شوطا كبيرا باتجاه التوصل الى تسوية بين البلدين، قبل اطلاق مسيّرات حزب الله.