بيان سعودي ـ أميركي مشترك: لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي

أعلنت السعودية والولايات المتحدة الأميركية بياناً مشتركاً عقب انتهاء الاجتماع الرسمي الذي عقده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بحضور كبار المسؤولين من الجانبين في جدة.

واستعرض الاجتماع، جوانب الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية خلال العقود القادمة، بهدف تعزيز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام.

ووفقاً للبيان المشترك، فقد استعرض الجانبان “العلاقات التاريخية والشراكة بين الرياض وواشنطن”، وأشارا إلى أن “البلدين يتشاركان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار”.

وقد استعرض الجانبان أوجه التعاون والمنجزات في المجالات التالية:

ـ الأمن والدفاع: أكد الرئيس بايدن على التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية.

وأشار الجانبان في البيان إلى “ضرورة ردع التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول، ودعمها للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وجهودها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ومنعها من الحصول على سلاح نووي”.

ـ التعاون في مجالات تقنيات الجيل الخامس والسادس وشبكة وصول الراديو المفتوحة، والأمن السيبراني، واستكشاف الفضاء.

ـ جزيرة ثيران: رحب الرئيس بايدن بترتيبات السعودية بشأن خروج القوة متعددة الجنسيات والمراقبين (MFO) من جزيرة ثيران، بما في ذلك خروج القوات الأمريكية الموجودة هناك كجزء من مهمة القوة.

ـ عبور الأجواء: أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة أنه تقرر فتح الأجواء لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة العامة للطيران المدني لعبور أجواء المملكة.

وناقش الجانبان واقع عددٍ من الدول والقضايا الإقليمية والدولية، وأعلنا في البيان ما يلي:

ـ القضية الفلسطينية: أجمع الجانبان على “الالتزام الدائم بحل الدولتين، بحيث تعيش دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافياً جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبما يتفق مع الأطر المقرّة دولياً ومبادرة السلام العربية”.

ـ سوريا: الالتزام بالحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها.

ـ اليمن: الدعم الثابت للهدنة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة، وتحويلها إلى اتفاق سلام دائم.

ـ العراق: رحّب الرئيس بايدن بالدور الريادي الذي تقوم به المملكة في تعزيز العلاقات مع جمهورية العراق.

ـ لبنان: عبّر الجانبان عن “دعمهما المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلّحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية”.

كما أشار الجانبان إلى أهمية “تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوّله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة”، مشددين على أهمية “بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها”.

ـ أوكرانيا: شدد الجانبان على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي ووحدة الأراضي والسيادة الوطنية. وأكدا التزامهما لتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للشعب الأوكراني، وضمان تصدير الحبوب والقمح دون عوائق، للتخفيف من حدة الأزمات الغذائية العالمية.

كما ناقش الجانبان قضايا متعلّقة بالسودان، ليبيا، وأفغانستان، إضافة إلى قضايا متعلّقة بمكافحة الإرهاب و”التزامهما المستمر بمواجهة تنظيمي القاعدة وداعش، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، ومكافحة الدعاية المتطرفة العنيفة، وقطع قنوات تمويل الإرهاب”.

وقرّر الجانبان توسيع وتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات التي نوقشت في هذا الاجتماع ، وذلك قبل الحوار الاستراتيجي السنوي المقبل بين السعودية والولايات المتحدة، والذي سيعقد في السعودية في وقت لاحق من هذا العام.