/ مرسال الترس /
في الظاهر، تتمحور الاهتمامات الرئاسية في لبنان حول تشكيل الحكومة المقبلة، والتي يوحي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لمتابعيه أنه لا يغمض له جفن قبل إتمام المهمة التي أُسندت إليه.
في الباطن، ينصب كل الجهد على الانتخابات الرئاسية، والتي لم يعد يفصل عن انطلاقها سوى شهر ونصف الشهر.
بالنسبة للموضوع الحكومي، يقول وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري إنه لا يرى إمكانية لتشكيل حكومة جديدة في خلال هذه الفترة القصيرة، لأن الحكومة الجديدة ستكون انتقالية، وبالتالي ستكون هناك صراعات بين مختلف الأفرقاء عليها. أما في الموضوع الرئاسي فالبحث جارٍ في العمق، وبعيداً عن الأضواء اللبنانية، لرسم صورة الرئيس الجديد، على الأقل بقلم الرصاص قبل مرحلة تلوينه بالحبر الجاف.
يكشف أحد الخبراء في الشأن السياسي، أن هناك ستة عناصر قد تم التواصل بشأنها، عبر أقنية سرية جداً، بين الأميركيين والإيرانيين، وعلى هامش الحوار القائم حول الاتفاق النووي، وقد أفضت تلك العناصر إلى “رسم تشبيهي” لرئيس الجمهورية المقبل.
ما هي العناصر التي تبادلتها واشنطن وطهران، لشخصية الرئيس المقبل؟
يحدّد “الخبير” المطلع، هذه المواصفات الستّة، بالعناوين التالية:
* شخصية لا تُغضب “حزب الله”.
* شخصية منفتحة على دول الخليج والغرب.
* شخصية متفهّمة لكيفية إخراج ملف الترسيم البحري وما يرتبط به من النفط والغاز.
* معالجة الأزمة الاقتصادية من دون تحديات.
* عدم التماهي كثيراً مع النظام في سوريا.
* قادر على القيام بإصلاحات سياسية وبنيوية في النظام.
تحت هذا السقف، تبدو هذه المواصفات تعجيزية بالنسبة للعديد من الأسماء المتداولة في بازار الترشيحات الرئاسية للوصول الى قصر بعبدا، ولاسيما رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وغير ملائمة كثيراً لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وقائد الجيش العماد جوزف عون (إذا تم تعديل قانون الموظفين لترشيحه)، والوزير السابق زياد بارود، ورئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض، ولكنها متماهية في مساحة كبرى منها مع رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، باستثناء بندها الخامس.
فهل يعمد أهل الحل والربط إلى إعادة “تخصيب” البند الخامس بمواد تصبح ديناميكية أكثر مع الواقع الجغرافي السوري اللبناني، أم يصار الى استنباط فكرة تتيح الخروج من “الموحلة” اللبنانية؟
يقول الخبير السياسي الذي يملك أذرعاً فعالة في التواصل مع أوساط إقليمية ودولية فضلاً عن المحلية، أن الاحتمال الثاني وارد جداً، بخاصة أن معطياته تقول بأن الفريق الأميركي قد أبلغ قوى 14 آذار، مجتمعة ومتفرعة، بالشروط الستة التي تحولت إلى شبه وصايا للاستحقاق الرئاسي المقبل.