/ خلود شحادة /
قبل ستة عشر عاماً، نفّذ “حزب الله” عملية عسكرية نوعية، أسر خلالها جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية من جنود الاحتلال.
أنجزت عملية “الوعد الصادق” في 12 تموز 2006…
كان الهدف، التفاوض للإفراج عن مئات الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعن جثامين الشهداء الذين سقطوا على أرض فلسطين، في الحرب المفتوحة بين الاحتلال والمقاومة.
تطوّرت تداعيات هذه العملية إلى حرب مفتوحة استمرت 33 يوماً، حاول فيها العدو الإسرائيلي استعادة “شرفه”، فقد تعرّض لإذلال كبير وتاريخي، واستشرس في تدمير كل شيء في لبنان، وهو يفتّش عن الجنديين الأسيرين، من دون نتيجة، إلى أن تعرّض لضربة أقسى في وادي الحجير عندما تحوّلت دباباته إلى ركام محترق.
بعد 16 عاماً، من تلك الحرب الضروس التي شنّها العدو الإسرائيلي على لبنان، ثمة خلاصات اجتهد في قراءتها كثر، بين من يعتبر أن لبنان انتصر، وبين من يعيش فكرة الهزيمة، بعد أن تمنّاها وتبنّاها. لكن الخلاصة الأكيدة التي لا يمكن لأحد القفز فوق حقيقتها، أن العدو الإسرائيلي بات يحسب آلاف الحسابات قبل أن يفكّر بتكرار عدوان تموز، وهو ما يؤكّده خبراؤه وكبار ضباطه، وكل المسؤولين الذين عاشوا حالة الهزيمة في عدوان تموز وتمرّغت أنوفهم بالتراب.
بالدليل الواقعي، ما بعد عدوان تموز، على مدى 16 عاماً، ليس كما قبله بالنسبة للعدو الإسرائيلي…
وبالدليل الواقعي أيضاً، ما بعد تموز ليس كما قبله بالنسبة للمقاومة، ومسيّرات “كاريش” ليست آخر الأدلّة.
أطلقت مجموعة من المقاومين بقيادة بلال خير الدين، رشقات غزيرة من الرشاشات الثقيلة على مركبة الـ”هامر” الخلفية، كذلك أصابت القذائف المضادة للدبابات هذه المركبة إصابة قاتلة ودقيقة. قتل سائقها سريعاً، قفز جنديان محاولين الهرب، فرُميا بالرشاشات، ليسقطا أرضاً.
عندها، فجّرت مجموعة الهندسة السلك التقني وفتحت ثغرة بعبوة خاصة، ليعبر المقاومون منها إلى الأراضي المحتلة. وهنا، جاء دور قوة الانقضاض. تقدم الشهيد حمزة حيدر وستة من رفاقه المجاهدين، وانطلقوا باتجاه الهامر الأول وسط تأمين ناري كثيف. تقدموا بسرعة في الوقت الذي حاول فيه جنديان إسرائيليان الهرب باتجاه الشجيرات القريبة، لكن الشهيد عباس كوراني (المناطة به مهمة القنص) سرعان ما رماهما. أصاب الاثنين، فأردى الأول قتيلاً، وجرح الثاني الذي استطاع سحب نفسه مبتعداً عن موقع العملية”.
وصلت مجموعة الانقضاض إلى الهامر الأول الذي كان قد بقي فيه الجنديان إيهود غولد فاسر وإلداد ريغيف. سحبهما المقاومون، وركضوا بهما نحو السياج، وبقي مجاهد أخير، وضع عبوة داخل الهامر، ثم فجرها بصاعق.