/ مرسال الترس /
هل هو قدر الموارنة، ولاسيما قياداتهم الدينية والدنيوية، أن يكونوا متباعدين؟
في المطلق، ربما هي لعنة السلطة.. أو الصراع على السلطة!
منذ الاستقلال وحتى اليوم، لم تكن العلاقة بين رئاسة الجمهورية، التي يشغلها ماروني حصراً، وبين الصرح البطريركي الماروني “سمناً وعسلاً”، إلاّ فيما ندر، طوال أربع وسبعين سنة من عمر رئاسة الطائفة المارونية للجمهورية، إنطلاقاً من الاستقلال الذي انتزعوه مع شركائهم في الوطن من الاستعمار الفرنسي. أي، بين ثلاث عشرة شخصية مارونية تبوأت هذا المنصب، وبين خمسة بطاركة تسلموا زمام بكركي.
يردّد عضو لجنة الحوار الإسلامي المسيحي الأمير حارث شهاب “إن العلاقة بين البطريركية المارونية ورئاسة الجمهورية، مرتبطة بتمسك بكركي بهدفين أساسيين، هما: العيش الواحد المسيحي ـ الإسلامي، والمحافظة على الحرية. بالتالي، بقدر ما يتحقق هذان الهدفان ويلتزم بهما الرؤساء، تكون بكركي راضية، أما إذا أزاح الرؤساء عن هذه الأسس، فعندها يكون التحفظ من قبل البطريركية المارونية”.
وارتكازاً إلى ان البطريركية مرجعية وليست زعامة، وهي متشبثة بشعار “ان مجد لبنان قد اعطي لها”، كان واضحاً عدم الاستقرار في العلاقة بين الموقعين:
* البطريرك أنطون عريضة والرئيس بشارة الخوري على خلفية تفشي الفساد.
* البطريرك بولس المعوشي والرئيسان كميل شمعون وفؤاد شهاب على خلفية العلاقات مع العمق العربي.
* البطريرك نصرالله صفير والرئيسان الياس الهراوي وآميل لحود على خلفية العلاقة مع سوريا.
واليوم، المواقف “الحادة” والمتكررة التي يعلنها البطريرك بشارة الراعي تجاه المسؤولين في لبنان، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والمرتبطة بالمواقف من الغرب وسوريا و”حزب الله”، الأمر الذي عرضه مؤخراً لانتقادات كادت تخرج عن المألوف من ناشطي “التيار الوطني الحر”، بسبب دعواته في أكثر من محطة لـ “إجراء انتخابات الرئاسة في موعد مبكر”، والى إنتخاب” رئيس ينتشل لبنان من القعر”. وصولاً أخيراً الى دعم بكركي الواضح لتوجه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وليس لرئيس الجمهورية، الأمر الذي أشعل جمهور التيار ودفعه إلى تخطي “المحرمات”.
وفيما يعوّل كل من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، باعتبار انهما يرأسان أكبر تكتلين نيابيين مسيحيين، على اعتماد القاعدة التي وضعت في العام 2016 في بكركي للوصول الى بعبدا، ألا وهي “الرئيس القوي”، والتي سهلّت اختيار العماد عون آنذاك باعتباره رئيس أكبر كتلة نيابية. فإن البطريرك الراعي يتحدث عن “الرئيس المتجرّد”، مما يوحي بأنه لم يعد متمسكاً بالآلية التي صيغت قبل ست سنوات. وهو ما زاد في طين التهجم على المرجعية المارونية بلّة.
هل ستستعير بكركي العبارة التي قالها البطريرك المعوشي في الستينات “انا الثابت وهو العابر”، وكان يقصد الرئيس فؤاد شهاب حينها؟














