/ إيناس القشّاط /
الشغب الرياضي أو العنف الرياضي، “وباء” اجتاح المستديرة الخضراء، وبلغ ذروته مؤخراً، ليُحوّل المباريات الرياضية الى معارك، والملاعب الى ساحات حرب.
“التعصّب الأعمى” بات عنواناً لصيقاً بالأنشطة الرياضية، وتحوّل مبدأ “الروح الرياضية”، إلى شعارٍ رنانٍ ليس إلا. حتى صار العنف والشغب حاضرين دائمين في الملاعب، وعلى الرغم من تواجد عناصر الأمن، إلا أن رهبة وجودهم لم تعد تردع “مثيري الشغب”.
تطلّ ظاهرة العنف، بعد كلّ مباراة رياضيّة بين مؤيّدي الفرق الرياضيّة المختلفة، من اعتداء بالضرب وتحطيم سيارات، إلى تكسير المدرّجات، وصولاً إلى رمي زجاجات مياهٍ على اللاعبين أو مشجعي الفريق الآخر. ولا يقتصر العنف على أرض الملعب فقط، إنما خارجه أيضاً، ما يؤدي إلى نتائج وخيمة تشوّه حياة كرة القدم.
هذه الظاهرة، أصبحت تهدّد مختلف ملاعب العالم، وباتت كل الاستحقاقات والبطولات الرياضية في خطر.
هل ستنجح قطر في استضافة مونديال 2022؟
في ظل تصاعد مظاهر الشغب، ومخاطر الإرهاب في المحافل الرياضية، يتخوّف العالم اليوم، من ظاهرة العنف المستشرية هذه، لا سيما ونحن على أبواب “مونديال” 2022، الذي يقام للمرة الأولى على أراضي قطر العربية، التي سعت بكل ما أوتيت من قوة، لتنظيم نسخة “مونديالية” غير مسبوقة على مستوى البنية التحتية، كما المستويات الفنية والتنظيمية. منذ نيلها شرف الاستضافة.
ولهذا، أبرمت الدولة الخليجية، اتفاقيات أمنية مع دول إقليمية ودولية، من بينها تركيا وفرنسا وبريطانيا وأميركا، لضمان خروج البطولة العالمية على أكمل وجه، و”بلا أي ثغرة أمنية”.
وبالرغم من تلك الإجراءات الأمنية الصارمة، الا ان هناك تخوّف من بعض مشجعي كرة القدم المشاغبين، الذين حجزوا تذاكرهم لكأس العالم قطر 2022. وبحسب إحصاءات الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، فقد تم بيع 1.8 مليون تذكرة للمونديال، قبل الجولة التالية من مبيعات التذاكر، والتي ستنطلق في 5 تموز. كما يتوقع متحدث باسم “الفيفا” بيع ما يصل إجمالاً إلى ثلاثة ملايين تذكرة خلال البطولة.
ما يشهده العالم اليوم، من تطورات وخاصةً على الصعيد الصحيّ والإجراءات الخاصة بمكافحة انتشار فيروس “كورونا” كما “جدري القرود”، يجد المتابعون لهذا الحدث من جهة، ومحبّو كرة القدم من جهة ثانية، أنفسهم أمام تساؤلاتٍ كثيرة تطرح نفسها، علماً أن قطر عانت كثيراً من محاولات سحب رخصة تنظيم واستضافة البطولة، ومع تأكيد الجهات الرسمية القطرية بنجاح البطولة.. فهل ستنجح قطر فعلاً باحتواء أكبر بطولة عالمية تُنتظر كل أربع سنوات؟
بعد قطر.. العنف يهدّد ملاعب كأس العالم 2026
نشرت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية تقريراً، تحدثت فيه عن العنف، وبشكل خاص في المكسيك.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي 21″، إن المكسيك التي تستعد لاستضافة كأس العالم 2026، شهدت في 6 آذار، ليلة من العنف في المباراة التي جمعت بين كويريتارو وأطلس. وبحسب تقديرات الحكومة، أسفرت ليلة العنف في تلك المباراة، عن سقوط 22 جريحاً اثنان منهم في حالة حرجة.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، تعرف المكسيك بأنها بلداً عنيفاً للغاية، حيث يطغى جو عام من العنف، والملاعب ليست بمعزل عن باقي المجتمع.
وبحسب عالم الاجتماع المتخصص في كرة القدم، المحلل فيرناندو سيغورا، تعود جذور العنف في كرة القدم المكسيكية، إلى أوائل العقد الأول من القرن 21، عندما تبنّى المشّجعون الأسلوب الأرجنتيني لدعم فريقهم. وليس هذا السبب الوحيد، إذ أن هناك أيضاً ثقافة المواجهة أو ما يعرف بثقافة التأييد الرجولية في كرة القدم، في أميركا اللاتينية، وهي تشبه إلى حد ما ثقافة المشاغبين، حيث يتعيّن عليك إظهار رجولتك وجسدك.
واعتبر سيغورا أن مجموعات الألتراس بشكل خاص، هم جمهوراً ذكوريّاً، وتكون أكثر ميلا لإظهار مدى تفوقها على الخصوم، ويكون ذلك من خلال العنف وإظهار العضلات. وأوضح أن هذه الثقافة نشأت في الأرجنتين، وانتشرت من هناك، ورسّختها الأغاني التي غالباً ما تستحضر فكرة القتل، وذبح الخصم، وأحياناً يقوم المشجعون بتجسيد ذلك.
وفيما يتعلق بمدى تأثير ظاهرة العنف في الملاعب على سمعة المكسيك، التي من المقرر أن تستضيف مباريات كأس العالم 2026، أوضح الخبير، أن الدولة قادرة على تشديد الإجراءات الأمنية، مشيراً الى أن الملاعب المدرجة في كأس العالم، هي ملاعب مونتيري ومكسيكو سيتي وغوادالاخارا، وهي آمنة تماماً وخاضعة للمراقبة.
ما هي أسباب العنف في الملاعب؟
من جملة الأسباب الدافعة والمغذية لظاهرة العنف في الملاعب، أولها انتشار ظاهرة العنف في المجتمع بصفة عامة، فقد أصبح العنف في الوسط العائلي والمدرسي، ومن خلالهما يكتسب الفرد تنشئته الاجتماعية.
ومن الأسباب أيضاً، عدم وعي الشباب بأهمية الرياضة، كما غياب وضعف الأمن الرياضي داخل المنشآت الرياضية، الى جانب التعبئة أو الشحن الإعلامي السلبي للجماهير، والتعصب والانجراف العاطفي والحماس الزائد.
وتعد تصريحات التحدي والوعود من قبل الإداريين، والطاقم الفني والمدربين، كما اللاعبين، الحقنة الأكبر للعنف، كما استفزاز المشجعين من قبل بعض اللاعبين.