/ مرسال الترس /
أسئلة كثيرة تدحرجت في الأيام القليلة الماضية من معراب باتجاه زغرتا، وترافقت مع الزيارة التي قام بها النائبان اللواء أشرف ريفي وفؤاد مخزومي الى رئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوض، وحديثهما عن كتلة نيابية سيادية يجري الإعداد لتركيبها في المرحلة القليلة المقبلة.
اللافت أولاً، أن ريفي، الذي خاض الانتخابات النيابية بتحالف وثيق مع حزب “القوات اللبنانية” في الدائرة الثانية في الشمال، واستطاع تمثيل “القوات” ولأول مرة بتاريخها بمقعد نيابي في عاصمة الشمال كان بالنسبة لمعراب أشبه بالحلم، وهي أن تستطيع الدخول من الباب الواسع الى أهم المدن السنّية في لبنان، وكذلك ان تستطيع إدخال ممثل لها عن الطائفة المارونية تحديداً الى الندوة النيابية ممثلاً للفيحاء.
بعد ان حققت المبتغى، ابتعد الحليف الطرابلسي ليتجه الى زغرتا، المدينة الجارة للفيحاء، وقرينتها في السراء والضراء.
اللافت ثانياً، أن ريفي ابتعد عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، المرشح منذ سنوات لرئاسة الجمهورية، واتجه الى مرشح آخر هو معوض، ويتحدثان علناً عن تأليف كتلة نيابية تحت عنوان سيادي، قوامها أربعة نواب، مع فؤاد مخزومي وأديب عبد المسيح، وهناك طموح وسعي جدي أن يرتفع العدد الى تسعة في أدناه وإلى 14 ربما، الأمر الذي يتيح لـ “حصان طروادة” أن يعبر أسوار بعبدا بدفع متعدد الجوانب الإقليمية والدولية التي تتلاعب بالساحة المحلية، ليس على طريقة الشطرنج المعقدة وإنما بأسلوب “الداما” السهلة التنقل.
فهل تخلى جعجع عن طموحه الرئاسي ليفرّط بأسماء نيابية داعمة له من الطائفة السنية، أم انه لمس ان الظروف لم تعد مؤاتية لخوض هذه المغامرة؟ أم أن ريفي قد وصلته مؤشرات أو إيحاءات شجعته على تبديل مساره، وبخاصة أن معوض وجعجع لم يعودا حليفين كما كانا في مراحل سابقة، بل باتا على تباين واضح في مقاربة القضايا المحورية، وتحولا الى منافسين في أكثر من استحقاق مضى، كالانتخابات النيابية او البلدية والاختيارية، أو استحقاقات لاحقة وأبرزها الانتخابات الرئاسية، لاسيما وأن المفاضلة بينهما لم تعد “من العب للجيبة” بل قد تخلق أجواء تنافر قابلة للتصعيد!
موقع “الجريدة” استوضح النائب ريفي أسباب هذا “الانتقال ـ الانقلاب” فأكد ان ذلك حصل ليس بسبب خلاف أو تناقض مع حزب “القوات اللبنانية”، وإنما بهدف تكوين كتلة نيابية تؤسس لجبهة سيادية وطنية.
وعما إذا كانت الكتلة المشار إليها ستتجه لترشيح النائب ميشال معوض في انتخابات رئاسة الجمهورية، أجاب النائب ريفي: “بعد بكير”. وعندما قلنا له أنه من المتعارف عليه ان كل ماروني مرشح للانتخابات الرئاسية ضحك وقال: “كل شي بوقته حلو، وإن شاء لله خير”.