كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أنه عقد “اجتماعًا مهمًا في غرفة التجارة مع الشركات العالمية، التي كانت ترددت في تصدير الأدوية إلى لبنان، بعدما فاقت ديونها أربعمئة مليون دولار، ما أدى إلى انقطاع الدواء في السوق اللبناني”.
في مؤتمر صحافي، لفت الأبيض إلى أن “اللقاء المباشر مع ممثلي شركات الأدوية شكل مناسبة للتذكير بالقرار الأخير الذي اتخذته الحكومة في جلستها الأخيرة، والمتعلق بتأمين تمويل الدواء من حقوق السحب الخاصة في الأشهر الأربعة المقبلة. وأمام الشرح المستفيض، أبدت الشركات تفهمها للآلية الجديدة مؤكدة قرارها بإعادة تصدير الأدوية”.
وأعلن الأبيض أنه “بناء عليه، تم تحضير كميات الأدوية التي سيستوردها لبنان، لمدة ثلاثة أشهر متتالية، بدلاً من أن يكون ذلك لشهر واحد، ما سيضمن استمرارية أكبر لتأمين الدواء للمريض اللبناني”، لافتاً إلى “اجتماع عقد أمس في مصرف لبنان لتأكيد تغطية الاتفاق والبدء بتحويل الأموال”.
وأشار إلى أن “أن المبلغ المرصود لاستيراد أدوية الأمراض السرطانية يبلغ عشرين مليون دولار، بينما كان المبلغ لدى بداية ترشيد الدعم بحدود ثلاثة عشر مليون دولار”، مضيفاً: “إننا ماضون قدمًا في تنفيذ خطتنا في زيادة الدعم لأدوية الأمراض السرطانية، حيث يتم التركيز على دعم المريض”.
كما أفصح عن “توقيع على اتفاقية مع جمعية ANERA، لإرسال مساعدات وأدوية إلى لبنان، منها أدوية أمراض سرطانية، وقد تم بالفعل تسلم أول شحنة في هذا المجال”.
وأوضح الأبيض أن “ميزانية الدواء التي كانت تبلغ شهرياً مئة وأربعين مليون دولار تقلصت إلى خمسة وثلاثين مليونًا. لذلك، يتم اللجوء إلى المساعدات وإلى البحث عن اتفاقيات تخفف من كلفة الدواء، والتركيز في شكل أساسي على أدوية السرطان، لتغطية النقص”.
كما أعلن أن “موضوع الرعاية الصحية الأولية كان قد ورد في البيان الوزاري للحكومة من ضمن الخطة الإستراتيجية لوزارة الصحة العامة، التي تركز على الرعاية الأولية، باعتبارها خطوة في اتجاه تأمين الرعاية الصحية الشاملة للمواطن اللبناني”، لافتاً إلى أن “التمويل، الذي كان واحدًا من العوائق لتنفيذ خطة الوزارة في توسيع التغطية الصحية للمواطن، شكل محور البحث في الاجتماع الذي عقد في البنك الدولي، إضافة إلى الإستفادة من تجارب الدول الأخرى في مجال توسيع خدمات الرعاية الأولية، وذلك في موازاة التحضير لمشروع مع الوكالة الأميركية للتنمية USAID بالتعاون مع بعض المؤسسات الأكاديمية في لبنان”.
وشدد الأبيض على “ضرورة عدم الإكتفاء بالعمل على المدى القصير، بل على المديين المتوسط والبعيد للتمكن من الخروج من الأزمة”.
واعتبر أن “المغتربين اللبنانيين هم السلاح السري للبنان في أزمته الحالية، نظراً لما تبديه هذه الجاليات من مستوى عالٍ من الإلتزام ولديها اهتمام كبير بمساعدة لبنان في المجالات كافة ولا سيما المجال الصحي”.
كذلك أعلن الأبيض عن “مؤتمر صحافي في بداية الأسبوع المقبل، سيكون مخصصًا للوبائيات (كورونا – جدري القردة – إلتهاب الكبد الفيروسي)، محذراً من “الارتفاع في أعداد الإصابات بكورونا”.