سلام ينافس ميقاتي على “التكليف”.. وباسيل “بيضة القبان”!

/محمد حمية/

يومان حاسمان في تحديد مسار استحقاق التكليف، إن بقيت الاستشارات النيابية الملزمة المقررة في بعبدا على موعدها ولم يبادر رئيس الجمهورية ميشال عون إلى تأجيلها، في ظل المواقف الضبابية والرمادية لمختلف الكتل النيابية حتى مساء الغد.

أجواء سلبية وضبابية تُخيّم على المشهد الحكومي تنذر بانفجار سياسي، إن سارت الأمور باتجاه سيناريوهات تصعيدية من خارج التوافق الداخلي والمعادلة السياسية ـ الطائفية.

الكتل النيابية، حركة أمل وحزب الله والنواب الـ13 الذين اجتمعوا في منزل بلال بدر وبعض نواب قوى التغيير، لم تحسم مواقفها. الحزب التقدمي الاشتراكي انتظر مساعي القوات اللبنانية مع قوى التغيير للاتفاق على اسم السفير السابق نواف سلام لمعرفة ما إذا كانت أصوات كتلته كفيلة بإيصاله للتكليف، ثم أعلن أنه سيسمي سلام، وكذلك فعلت كتلة الكتائب، فيما بقية الكتل تنتظر ما ستفضي إليه مساعي السفارة السعودية لتمرير تكليف السفير السابق سلام.

وحده السفير السعودي في لبنان وليد البخاري “يخيط” بمسلته ثوباً حكومياً في ديوانية السفارة التي تحولت الى خلية نحل نيابية لتجميع الكتل، بهدف تأمين أكثرية نيابية لتكليف المرشح الأميركي ـ السعودي نواف سلام.

يُحاول البخاري، وفق مطلعين، تعويض نكسة الانتخابات النيابية وانتخابات نيابة رئاسة المجلس وهيئة مكتب المجلس، بإيصال رئيس للحكومة من الصنف السعودي كإنجاز لفريقه السياسي وكهزيمة لحزب الله، ولو لم يؤدِ هذا التكليف الى تأليف حكومة، لا سيما وأن البخاري يدرك أن حزب الله وضع “فيتو” أكثر من مرة على اسم سلام.

وفق المتداول، فإن السفارة السعودية تضغط على معظم النواب السنة لتجميع أكثرية لتسمية نواف سلام، أو في الحد الأدنى حرمان الرئيس نجيب ميقاتي من الميثاقية السنية.

وفي زيارة مفاجئة، ومن خارج جدول المواعيد المقررة، وقبل أقل من يومين من موعد الاستشارات، حط السفير البخاري في عين التينة التي أكدت مصادرها لموقع “الجريدة” أن لا علاقة للزيارة بالاستشارات، وأنه لم يتم التطرق الى التسميات والملف الحكومي.

لكن أوساطاً متابعة لفتت الى أن الزيارة تهدف الى محاولة استمالة الرئيس نبيه بري لدعم نواف سلام وتقديم تطمينات بأن سلام ليس مرشحاً تصعيدياً في وجه بري. إلا أن المصادر أكدت أن بري لن يذهب إلى الاستشارات من دون تنسيق الموقف مع حزب الله.

أما التيار الوطني الحر فيواجه اختباراً قاسياً، فالاصطفاف مع خيار نواف سلام لن “يُبلع” في الضاحية الجنوبية، وسيشكل نكسة جوهرية لتحالف “مار مخايل”، عدا أن “التيار” بدعم سلام سيكون خاسراً لسببين:

الأول، أن تكليف سلام معناه أن الحكومة لن تبصر النور بسبب المقاطعة الشيعية، وسنكون أمام اشكالية الميثاقية، وإن تم توزير شخصيات شيعية من خارج التمثيل النيابي الذي يحظى به الثنائي أمل وحزب الله.

الثاني، بحالة تكليف سلام لن يستطع التيار الوطني الحر احتكار أغلب التمثيل الوزاري المسيحي، بل ستدخل القوات شريكاً مضارباً في الاستيلاء على حوالي نصف الحصة المسيحية، أما مع خيار تكليف ميقاتي فسينال التيار الحصة المسيحية الأكبر.

أما حزب الله فلا يزال يلعب دور المراقب لتطور مواقف الكتل ولحركة السفير السعودي، ولكنه “لن يسمح بتسلل موظف سعودي الى رئاسة الحكومة، لا سيما بعدما فشلت السعودية بنيل الأكثرية النيابية في الانتخابات الأخيرة”، بحسب مصادر مطلعة.. سيناريو سلام يرى فيه الحزب تكراراً لمرحلة فؤاد السنيورة، لذلك لن يسمح بمرشح 7 أيار جديد، وكذلك لن يدخل في أي حكومة يرأسها سلام.

براي المصادر المطلعة، “هذه الخطة السعودية ليست بعيدة عن التوجهات الأميركية – السعودية منذ سنوات لتقليص نفوذ حزب الله في الحكومة، لتمرير ملفات وتنازلات في ملفات أساسية ومصيرية، لا سيما ترسيم الحدود البحرية، وبالتالي لن يكون الحزب شاهد زور في الحكومة”.

ويكشف المطلعون أن حزب الله يعمل على خط توفير تفاهم الحد الأدنى على خط ميقاتي – النائب جبران باسيل للتوصل الى اتفاق مؤقت يمرر التكليف ويربطه بالتأليف.

ووفق الحسابات النيابية، فمن المتوقع أن ينال ميقاتي 55 نائباً من دون التيار الوطني الحر ويصل الى 73 نائبا مع التيار.

والكتل الداعمة لميقاتي هي: التنمية والتحرير التي تجتمع غداً وتعلن تسمية ميقاتي (15 نائبا)، والوفاء للمقاومة (15 نائبا) التي عادة لا تفصح عن موقفها إلا في يوم الاستشارات، لكن الاتجاه نحو تسمية ميقاتي.

“مجموعة الـ 13 نائباً” التي تضم تكتل إنماء عكار والشمال والنواب الذين يجتمعون في منزل النائب بلال بدر، وكتلة الأرمن 3، وكتلة جمعية المشاريع الخيرية 2، وكتلة المردة 3 إضافة الى النواب المستقلون حسن مراد وجهاد الصمد وميشال الضاهر وميشال المر.

أما نواف سلام فالمتوقع أن ينال حوالي 50نائباً، عبارة عن أصوات القوات والكتائب والاشتراكي وقوى المجتمع المدني وبعض المستقلين، ويرتفع الى 68 نائباً اذا ما صوت له التيار الوطني الحر، لذلك سيكون التيار بيضة القبان، وستميل الكفة أينما مال بين ميقاتي وسلام.