تعرفوا على الزعيم الجديد لألمانيا..

أصبح أولاف شولتس رابع مستشار لألمانيا من الحزب الاشتراكي بعد فيلي برانت وهيلموت شميت وغيرهارد شرودر، ومع انتخابه اليوم الأربعاء، عاد المنصب للحزب الاستراكي الديمقراطي،  بعد 16 من فقدانه لصالح المسيحيين الديمقراطيين بقيادة أنجيلا ميركل.

وولد أولاف شولتس في مدينة أوسنابروك في 14 يونيو 1958 في ألمانيا الغربية، وكان والده تاجرا ووالدته ربة منزل.

أصبح عضوًا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في السبعينيات وكان عضوًا في البوندستاغ من 1998 إلى 2011.

خدم في حكومة هامبورغ تحت إشراف العمدة الأول أورتوين روند في عام 2001، قبل انتخابه أمينًا عامًا للحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2002، وعمل إلى جانب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي والمستشار غيرهارد شرودر.

بعد تنحيه عن منصب السكرتير العام في عام 2004، أصبح رئيسًا لحزبه في البوندستاغ، ثم انضم لاحقًا إلى حكومة ميركل الأولى في عام 2007 وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية. وبعد أن ترك الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحكومة بعد انتخابات عام 2009، عاد شولتز لقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في هامبورغ، وانتخب أيضًا نائبًا لقائد الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

قاد حزبه للفوز في انتخابات ولاية هامبورغ عام 2011، وأصبح أول عمدة، وشغل هذا المنصب حتى عام 2018.

بعد دخول الحزب الاشتراكي الديمقراطي حكومة ميركل الرابعة في عام 2018، عين شولتز وزيرا للمالية ونائبا للمستشار الألماني.

وفي 2018 ومع توليه وزارة المالية، أصبح شولتس نائبا لميركل. وحسب وسائل إعلام ألمانية، كان شولتس يستلهم من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلدها في الإيماءات، خصوصا إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة “تاغس تسايتونغ” اليسارية وصفته بأنه نسخة “متحورة” من ميركل!

واتبع شولتس كوزارة المالية، نهجا ماليا صارما، لكن بعد تفشي جائحة كورونا لم يتردد في الخروج عن بنود الميزانية معتمدا السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية، وجعلته سياساته الناجحة في التعامل مع الأزمة أحد السياسيين الأكثر شعبية ومصداقية، ووضعته في قلب المشهد ومقدمته.

خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة، ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه لاستعادة المستشارية.

ويصف المراقبون شولتس بأنه من مؤيدي “سياسة معتدلة” تجاه روسيا.

يعرف شولتس بانتقاده لسياسات موسكو تجاه شبه جزيرة القرم والأحداث في شرق أوكرانيا. ومع ذلك، في مايو 2021 دعم مشروع “السيل الشمالي “2 وانتقد العقوبات الأمريكية ضد الشركات المشاركة فيه، واصفا إياه بـ “التدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا وأوروبا”.

وأشارت وسائل إعلام ألمانية إلى أن شولتس لن يقيم “علاقة خاصة” مع موسكو على عكس غيرهارد شرودر الذي ترأس الحكومة الألمانية بين عامي 1998 و2005.

ووفقا لصحيفة “بيلد”، صرح شولتس خلال الحوار الألماني الروسي بطرسبورغ عام 2016، أنه لا يوجد أي سيناريو “معقول” تتمتع فيه روسيا بعلاقات جيدة مع ألمانيا وعلاقات صعبة مع الاتحاد الأوروبي في آن واحد.

يعتزم شولتس مواصلة التعاون مع روسيا في القضايا مثل مكافحة الوباء وتغير المناخ، ويقترح النظر في مسألة رفع تأشيرة الدخول للروس الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، وتوسيع الفرص أمام الروس للدراسة والعمل في ألمانيا.

أما بالنسبة لأوكرانيا، فلا يرى شولتس في المستقبل القريب إمكانية لانضمامها إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، كما أنه يعارض توريد الأسلحة إلى كييف.

وفي شأن السياسة الداخلية يدعو برنامج حكومة شولتس إلى التخلي عن استخدام الفحم حتى عام 2030، وبناء محطات طاقة حرارية جديدة تعمل بالغاز الطبيعي.

بالإضافة إلى ذلك، تعتزم حكومة شولتس تبسيط إجراءات الحصول على الجنسية، وخفض مدة الإقامة المطلوبة لذلك إلى خمس سنوات، والسماح بالجنسية المزدوجة، بالإضافة إلى إجازة بيع الماريجوانا ورفع الحد الأدنى للأجر بالساعة من 9.6 يورو إلى 12.5 يورو.

ويؤيد شولتس التطعيم الإجباري ضد كورونا ولا يستبعد اعتماد تدابير أكثر صرامة فيما يتعلق البوباء، حيث أكد أنه “لم يعد هناك خطوط حمراء لحكومته في مكافحة الجائحة”.

يلقي شولتس خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب “شولتسومات” (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه “يضحك أكثر مما يعتقد الناس”.

وفي 2017، نشر شولتس كتابا تحت عنوان “أرض الأمل” (Hoffnungsland)، ركز على جملة من القضايا مثل أزمة الهجرة ومستقبل أوروبا والصراعات الإقليمية.

والمعروف  عن شولتس أنه شخص يتحكّم بنفسه بشكلٍ كامل ويدأب على تكرار نفس العبارات التكنوقراطية حتى في لحظات الفرح.

تعرض لبعض الهزاّت في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي “وايركارد” و”كوم إكس” لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه.

وشولتس لا يعتنق أي ديانة، ومتزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما)، التي يصفها بأنها “حب حياته”.

وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال.