بعد أن كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأوفر حظاً لتأليف الحكومة الجديدة، طرأ تطور أمس تمثّل في اتفاق نواب التغيير على تسمية السفير نواف سلام، بحسب ما سُرّب عنهم، وذلك في موازاة تكثيف السفير السعودي في بيروت وليد البخاري نشاطه الهادف إلى خلق بلوك نيابي سنّي يصوّت لشخصية غير الميقاتي، من دون أن يتّضح اسم البديل الذي يطرحه.
ورأت “الأخبار” أن إبراز اسم نواف سلام من جديد يشكّل جرس إنذار بأن ثمة من يٌقارب الملف الحكومي من باب المواجهة، وسيتأكد ذلك إذا عاودت الرياض تبنّيه وإرغام كل من الحزب “الاشتراكي” و”القوات” على الالتزام به.
وعلى ضفة التغييريين، لا يزال اسم السفير سلام متقدماً، ولا سيما بعد إصدار حزب “تقدم” الذي يمثّله في البرلمان النائبان مارك ضو ونجاة عون صليبا، بياناً أمس أعلن فيه تسميته لتشكيل الحكومة.
وأكدت مصادر مطّلعة على أجواء نواب التغيير لـ”الأخبار” أن “خطوة تقدّم مؤثرة ولا شك أنها ستكون دفعاً للآخرين، مع ذلك، لا بد لنا من الانتظار قليلاً حتى يتم الانتهاء من التشاور”، مؤكدة أن “الساعات المقبلة ستكون حاسمة، والأرجح ستصبّ في مصلحة نواف سلام”.
أما على صعيد النواب المستقلين، وهم غالبيّتهم من السنّة، فقد انتهى اللقاء الذي انعقد أمس في منزل النائب نبيل بدر على توافق في شأن تسمية الرئيس نجيب ميقاتي للمهمة. وقالت مصادر المجتمعين لـ”الأخبار”، إن “النواب الذين شاركوا هم 11 من أصل 13، إذ تغيّب عن الحضور النائبان وليد البعريني وسجيع عطية لارتباطهما باجتماع آخر، فيما اتفقا مع الحاضرين هاتفياً على توحيد موقفهما بشأن تسمية ميقاتي، من دون أن يكونوا في مجموعة واحدة في القصر الجمهوري”.
ونفت المصادر أن يكون لتيار “المستقبل” علاقة بفرض رأي في ما له صلة بالتسمية على اعتبار أن معظم النواب المجتمعين محسوبون عليه.
في سياق آخر، قالت أوساط مطلعة إن “يوم الخميس قد يشهد مفاجآت، وخاصة أن لقاءات السفير السعودي تشمل النواب السنّة المستقلين، وقد يتراجعون عن تسمية ميقاتي في حال طلب البخاري منهم ذلك”. وهو ما دفع المصادر إلى توقّع أن “يعتذر ميقاتي عن عدم التكليف في حال كانت أصواته محصورة بثنائي حزب الله وحركة أمل وتيار المردة”.