/ مرسال الترس /
بعد تردد امتد لشهر كامل، حسم رئيس تيار “الكرامة” النائب والوزير السابق فيصل كرامي أمر تقديمه طعناً بالانتخابات النيابية!
طوال الشهر، كان الاعلاميون يمطرون كرامي بالأسئلة حول ما إذا كان سيتقدم بالطعن أم لا، وكان يجيب بمواربة على الأسئلة. كما إنه لمس من “الأصدقاء والحلفاء والمحبين، رغبةً فيها مزيج من البعدين العاطفي والواقعي بضرورة ان يتقدم بطعن”، بالإضافة الى الاستئناس بآراء خبراء وقانونيين وسياسيين. ولذلك كان ينتظر كل المعطيات والوقائع والأدلة لكي تكتمل الصورة. وبالتالي بات واثقاً كل الثقة بأن المسار القانوني والدستوري الطبيعي سيؤكد فوزه المحقق في الانتخابات.
ولأن له الثقة المطلقة بجدارة ونزاهة المجلس الدستوري رئيساً وأعضاء ـ إذا اكتمل انعقاده ـ أراد كرامي، الذي نال 6494 صوتاً، التوجه إليه مقدماً الطعن بوجه كل من: إيهاب محمد مطر (سني) نال 6518 صوتاً، فراس احمد السلوم (علوي) نال 370 صوتاً، من لائحة “التغيير الحقيقي”، رامي سعدالله فنج (سني) نال 5009 أصوات من لائحة “إنتفض للسيادة للعدالة”.
ولكن السؤال الذي طرح نفسه هو عندما نعلم أن هناك 6880 ورقة ملغاة في الدائرة الثانية (التي تضم مدينة طرابلس وقضاء المنية الضنية) بينها 4587 ورقة في مدينة طرابلس وحدها. وعندما نعلم ان الفارق بين لائحة “الإرادة الشعبية” التي تضم كرامي والتي نالت 19965 صوتاً أي بـ 2،343 مقعداً لأن الحاصل الانتخابي استقر على 12.493 ألف و493 صوتاً مع فاصل 334 (12.493,334) وبالتالي حصلت على مقعدين فقط. في حين أن لائحة “التغيير الحقيقي” التي تضم إيهاب محمد مطر وفراس أحمد السلوم قد حصلت على 12751 صوتاً أي 1،347 وحصلت أيضاً على مقعدين والفارق كان فاصل الفاصل، تصبح الملابسات والظروف التي رافقتها ثم عمليات فرز الأصوات في أقلام الاقتراع وعمليات الجمع والاحتساب في لجان القيد، أمر يمكن أن يعاد النظر فيه.
ولذلك نُقل عن لسان وكيل كرامي المحامي وديع عقل، الذي تقدم بالطعن يوم الثلاثاء في 14/6/2022، أي قبل يومين من انتهاء مهلة قبول الطعون، قوله: “في حال عقد المجلس الدستوري جلسة للطعن، فإن أقل من خمسين صوتاً إذا احتُسبت، كافية لإعلان فوز موكلي”.
وفي هذا السياق، يرى الباحث السياسي والخبير في الشؤون الانتخابية الدكتور إيليا إيليا أن “القطبة المخفية هي في وجوب إعادة الفرز للأصوات المعتبرة ملغاة والمحسوبة على لائحة “الإرادة الشعبية”، التي تضم كرامي، لكي يصحّح الخطأ في ما تجنيه هذه اللائحة من حاصل انتخابي زائد عن الحاصل الانتخابي الذي حصلت عليه لائحة “التغيير الحقيقي” التي تضم مطر (بصفر فاصل صفر خمسة لا أكثر) أي 47 صوتاً فقط. لأن الخلل، برأي الدكتور إيليا، لا يحصل في القرى والبلدات في الريف حيث تكون الرقابة دقيقة ومشددة والناس تعرف بعضها جيداً، وإنما في الأقلام الانتخابية في الأماكن المكتظة في المدن، فهناك مجال أوسع لحصول الأخطاء عمداً أو سهواً.
وفي حين تحدّث كرامي في مؤتمره الصحفي عن شوائب كبيرة ومخالفات كثيرة، و”انفاق مالي مسعور”، فإنه أشار الى أنه سمع منذ اللحظات الأولى لإعلان أحد المسؤولين الأميركيين السابقين خسارته بالإسم، مستبقاً انتهاء عمليات الفرز والجمع، ومستبقاً الإعلان الرسمي لوزارة الداخلية.
فهل سيبقى كرامي على قناعة حاسمة بأن المجلس سيكتمل عقده، وبأن الطعون ستأخذ مجراها وفق ما يشتهي الخاسرون في الانتخابات؟