وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، أنّ تعرّض الجلد لتركيزات النيكوتين الناتجة عن “اليد الثالثة للتدخين” (THS) وتسرّبات السجائر الإلكترونية، قد يضرّ الجلد.
ويشير مصطلح “اليد الثالثة للتدخين”، الذي يعدّ النيكوتين عنصراً رئيسياً منه، إلى الدخان والروائح التي تبقى في مكان التدخين، عند تراكم الدخان المنبعث من السجائر المحترقة على الأسطح مثل الملابس والشعر والأثاث والسيارات.
وبالتالي فإنّ “اليد الثالثة للتدخين” (THS) تشير إلى المخلّفات التي يتركها التدخين.
وتعكس تسربّات السجائر الإلكترونية، تسرّبات “السوائل” الإلكترونية التي قد تحدث بسبب انسكاب منتجات السجائر، أو عندما يخلط المستهلكون والبائعون السوائل الإلكترونية للسجائر القابلة لإعادة التعبئة.
هذه الدراسة أُجريت باستخدام “EpiDermTM”، وهو نموذج ثلاثي الأبعاد لبشرة الإنسان، وخلايا كيراتينية بشرية مستنبتة.
وقام الباحثون بتعريض “EpiDermTM” لمدة 24 ساعة، لتركيزات مختلفة من النيكوتين، التي تتواجد عادة في بيئات “اليد الثالثة للتدخين” وتسربات السجائر الإلكترونية.
وقالت جيوفانا بوزويلوس، الحائزة على الدكتوراه في علم الأحياء الخلوي والجزيئي والنمائي، إنّ “التلامس الجلدي مع النيكوتين قد يُضعف التئام الجروح، ويزيد من قابلية الإصابة بالتهابات الجلد بسبب انخفاض الاستجابة المناعية”.
وأضافت أنّه “يسبب الإجهاد التأكسدي في خلايا الجلد خاصة عند الأطفال الصغار والرّضع، الذين يميلون إلى الزحف على الأسطح الملوثة أو الذين يلامسون بشكل متكرر الأسطح الداخلية، كذلك يمكن أن يتعرّض أصحاب العمل الذين يعملون في بيئات شديدة التلوث بمواد اليد الثالثة للتدخين، حيث يُسمح بالتدخين في الأماكن المغلقة لأشهر أو حتى سنوات”.
ووفقاً لبوزويلوس، فإنّ أكثر الأفراد عرضة للإصابة، هم الذين يعانون من أمراض جلدية، مثل القرحة المرتبطة بمرض السكري أو القرحة الشريانية.
وشرع الباحثون في تحديد العمليات والمسارات التي تغيرت بسبب التعرّض، ودرسوا تأثير النيكوتين على العضيات الخلوية والميتوكوندريا والبيروكسيسومات، وهي عضيات تحتوي على إنزيمات تشارك في العديد من التفاعلات الأيضية.
ولحسن الحظ، فإنّ التغييرات في الميتوكوندريا للخلايا الكيراتينية البشرية المعرضة للنيكوتين لمدة 24 ساعة، قابلة للعكس.
وقال المؤلف المشارك برو تالبوت، أستاذ بيولوجيا الخلية المشارك في الدراسة، إنّه “قد يتعافى الجلد عن طريق تجنب التعرض المستمر للبيئات الملوثة باليد الثالثة للتدخين، والتعامل بشكل صحيح مع السوائل المستخدمة في السجائر الإلكترونية”.
وأضاف: “من المهم ملاحظة أن التعرض القصير نسبياً، 24 ساعة في دراستنا، كافٍ للتسبب في تلف الجلد”.
وشددت بوزويلوس على أنّ شدة تلف الجلد، تعتمد على كل من مدة التعرض وتركيز النيكوتين.
ولفتت إلى أنّ “كل من تسربات اليد الثالثة للتدخين والسجائر الإلكترونية، يمكن أن تكون ضارة، وقد يكون التعرض لليد الثالثة للتدخين مزمناً لشخص يعيش في منزل ملوّث بهذه التراكمات، وكذلك البائعين والمستهلكين الذين يتعاملون مع هذه السجائر”.
ونصحت بوزويلوس المستهلكين والبائعين الذين يتعاملون مع السجائر الإلكترونية، بتقليل ملامسة الجلد عن طريق ارتداء معدّات واقية مناسبة، وتنظيف المناطق الملوّثة بشكل صحيح.
وقالت إنّه “يجب تنفيذ القيود المفروضة على التدخين الداخلي والتدخين الإلكتروني، وسياسات معالجة البيئات الملوثة”.