بالفيديو: رسائل “الحرب الباردة”.. من الجنوب إلى الجليل!

/ حوراء زيتون /

حربٌ باردةٌ تشهدها حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، منذ دخول السفينة اليونانية “إنرجين باور” إلى المنطقة البحرية القريبة من الخط 29، الذي يعتبره لبنان حدوده البحرية، في السادس من حزيران الحالي.

كيان الاحتلال يمارس “استفزازه” بترقّبٍ ارتفعت وتيرته بعد كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله الأخيرة. استقدَم تعزيزاتٍ عسكرية إلى منطقة التنقيب، دمَجَ القبة الحديدية بالكامل في السفن الحربية التابعة للبحرية الإسرائيلية “لحماية منصّات الغاز من أي هجوم”، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

جيش الاحتلال يأخذ تهديد “حزب الله” على محمل الجد، ويُدرِك جيداً أنه حين يقول السيد نصر الله أن المقاومة قادرة على إيقاف عملية التنقيب، فهذا يعني أن المقاومة قادرة على ما هو أبعد من هذا بكثير.

أمس، تخرج إلى العلن تصريحات رئيس هيئة أركان الاحتلال، أفيف كوخافي، التي تحمل تهديداً واضحاً للبنان بحربٍ “لم تشهدها المناطق اللبنانية من قبل”، على حد تعبيره.

يشرح كوخافي، بدقّةٍ مقصودة، الأهداف المحتملة “لهجمات” جيش الاحتلال في الحرب المقبلة، ويحذّر اللبنانيين علناً، مقدّماً لهم “نصيحة” أن يغادروا المناطق “الأهداف” حتى “قبل إطلاق الرصاصة الأولى”.

تتلقّف بيئة المقاومة تهديدات العدو وكأنها إشارة الهزيمة، باتت تُتقن ترجمة التهديدات جيداً، تعرف أن ما خلف التهديد والوعيد، كيان متزعزع وإن زعم العكس.

فالجبهات الكثيرة المفتوحة في وجه “إسرائيل” (وهو ما يعترف به العدو)، باتت تربكه، لا سيّما مع انفجار الداخل الفلسطيني، وما يشكّله هذا الانفجار من إرباكٍ متصاعد للكيان.

لا شكّ أن الكيان ـ بحكومته وجيشه ومستوطنيه ـ يرفض فكرة أن الأرض التي اغتصبها، قد تُسحَب يوماً من بين يديه بالقوّة، ليُستردّ الحقّ لأهل الحق. ويبدو أن وهم “الجيش الأقوى في العالم” ما زال يرافقه.

في الجبهة المقابلة، ثمة خلايا تعمل بصمتٍ غير مطبق وبوحٍ غير تام، ليظهر إلى العلن بعض خفايا ما يتم التخطيط له، ويبقى “ما خفي” أعظم.

ينتشر مقطع فيديو، يعيد إلى الذاكرة تهديد السيد حسن نصر الله لإسرائيل بتحرير الجليل المحتل، يبدو المقطع ـ وإن كان لا يُنسَب رسمياً للحزب ولا إلى إعلامه الحربي ـ إشارة، أو تذكيرٌ توقيته محسوب، وترتفع دلالات المقطع مع لقطته الختامية، حيث تظهر الأعلام الثلاثة: العلم اللبناني والعلم السوري وعلم “حزب االله”، مصفوفةً جنباً إلى جنب، في دلالةٍ إلى جبهةٍ موحّدةٍ.

مشغل الفيديو
1.
0:27

على الرغم من مرور أحد عشر عاماً على تهديد نصر الله بتوغل المقاومة في الجليل، لم يُمح هذا التهديد من ذاكرة العدو، قبل الصديق، لا سيّما وأن تهديدات السيد نصرالله لم تُطلَق أبداً جزافاً، ولم تذهب يوماً أدراج الرياح.. وهو ما يدركه الإسرائيلي جيداً، ويتحسّب له، وقد بدأ منذ أيام ببناء جدران اسمنتية حول العديد من المستوطنات في الجليل، وهو ما يؤكّد أن الاحتلال يترقّب أن تترجم المقاومة في يومٍ ما، وربما هو قريب، تهديد نصر الله بتوغل المقاومة في الجليل المحتل.

هل نحن فعلاً أمام لحظة مفصلية في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي؟ وهل حان فعلاً أوان تحقيق وعد الأمين العام لـ”حزب الله”؟

من الواضح أن التوتر المتصاعد ينذر بانتهاء مفاعيل وقف إطلاق النار وفق القرار 1701 الصادر قبل 16 سنة، بعد عدوان تموز في العام 2006.. فهل إسرائيل مستعدة للمغامرة بحرب ستكون أشرس من حرب 2006، وهي تدرك جيداً أن تداعياتها عليها ستكون موجعة جداً؟

على وقع هذا التوتّر، يحاول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين استثمار التهديدات الإسرائيلية في التفاوض مع لبنان، وفي المقابل، في يد المسؤولين اللبنانيين تهديد المقاومة بأنها لن تسمح لإسرائيل باستخراج الغاز قبل لبنان.

الأيام المقبلة، ستكون حافلة بالسخونة والتوتّر، قبل أن يغادر هوكشتاين بيروت وفي جعبته خلاصة ينقلها لمسؤولي العدو الإسرائيلي.. وبعدها يمكن معرفة مسار الأمور بين خطي التصعيد والتهدئة، والخطين 23 و29.