يعاني الكثيرون من اضطراب الشخصية الحدية (BPD)، وهي الحالة تكون مصحوبة بتقلبات شديدة في المزاج، والاندفاع وعدم الاستقرار في العلاقات الشخصية.
وأعادت الإعلامية المصرية ياسمين الخطيب، التي كشفت أن “معاناتها مع هذا المرض كان وراء إقدامها على الانتحار، عبر تناول كميات كبيرة من الأدوية المخصصة لعلاجها النفسي”، إلى الواجهة اضطراب الشخصية الحدية، والذي يمكن أن يكون الكثيرون مصابين به، دون أن يدروا.
وبحسب “كليفلاند كلينك”، فإن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يعانون من خوف شديد من الهجران ويواجهون صعوبة في تنظيم عواطفهم، وخاصة الغضب.
كما يميل هؤلاء أيضاً إلى إظهار السلوكيات المندفعة والخطيرة، مثل القيادة المتهورة والتهديد بإيذاء النفس. كل هذه السلوكيات تجعل من الصعب عليهم الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
واضطراب الشخصية الحدية، هو إحدى المجموعات من الحالات التي تسمى اضطرابات الشخصية، وهو “المجموعة ب”، والتي تنطوي على سلوكيات درامية وغير منتظمة.
اضطرابات الشخصية هي أنماط سلوكية مختلفة مزمنة،غير مرنة ومنتشرة وتؤدي إلى مشاكل اجتماعية.
كثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية، لا يعرفون أنهم مصابون به وقد لا يدركون أن هناك طريقة صحية للتصرف والتواصل مع الآخرين.
ما هو الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية والاضطراب الثنائي القطب؟
بينما يتميز الاضطراب الثنائي القطب أيضا بتقلبات واسعة في المزاج والسلوك، إلا أنه يختلف عن اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
في اضطراب الشخصية الحدية، يتغير المزاج والسلوك بسرعة استجابة للضغط الكبير، خاصة عند التفاعل مع أشخاص آخرين، بينما في الاضطراب الثنائي القطب، تكون الحالة المزاجية أكثر استدامة وأقل تفاعلاً.
يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب الثنائي القطب أيضا من تغيرات كبيرة في الطاقة والنشاط، على عكس المصابين باضطراب الشخصية الحدية.
على من يؤثر اضطراب الشخصية الحدية؟
تبدأ معظم اضطرابات الشخصية في سنوات المراهقة، عندما تتطور شخصيتك وتنضج. نتيجة لذلك، فإن جميع الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية تقريبا هم فوق سن 18 عاما.
على الرغم من إمكانية إصابة أي شخص باضطراب الشخصية الحدية، إلا أنه أكثر شيوعاً إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض. الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات الأكل، هم أيضا أكثر عرضة للإصابة.
وما يقارب 75% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب الشخصية الحدية هم من الإناث. إلا أن الأبحاث تشير أيضا إلى أن الذكور يتأثرون بشكل متساو باضطراب الشخصية الحدية، ولكن قد يتم تشخيصهم بشكل خاطئ باضطراب ما بعد الصدمة ( PTSD) أو الاكتئاب.
ما مدى شيوع اضطراب الشخصية الحدية؟
اضطراب الشخصية الحدية نادر نسبيا. ما يقرب من 1.4% من سكان الولايات المتحدة البالغين مصابون باضطراب الشخصية الحدية.
يمكن أن تتراوح الأعراض من يمكن التحكم فيها إلى شديدة جدا ويمكن أن تشمل أياً مما يلي:
الخوف من الهجر: من الشائع أن يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بعدم الارتياح لأن يكونوا بمفردهم. فعندما يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية، أنه تم التخلي عنهم أو إهمالهم، يشعرون بالخوف الشديد أو الغضب. وقد يتتبعون مكان أحبائهم أو يمنعونهم من المغادرة.
العلاقات غير المستقرة والمكثفة: يجد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية صعوبة في الحفاظ على علاقات شخصية صحية لأنهم يميلون إلى تغيير وجهات نظرهم عن الآخرين بشكل مفاجئ ودرامي. يمكنهم الانتقال من إضفاء الطابع المثالي على الآخرين إلى التقليل من قيمتهم بسرعة، والعكس صحيح. غالبا ما تكون صداقاتهم وزيجاتهم وعلاقاتهم مع أفراد الأسرة فوضوية وغير مستقرة.
الصورة الذاتية غير المستقرة أو الإحساس بالذات: غالبا ما يكون لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية صورة ذاتية مشوهة أو غير واضحة وغالبا ما يشعرون بالذنب أو الخجل ويرون أنفسهم على أنهم “سيئون”.
وقد يغيرون أيضا صورتهم الذاتية بشكل مفاجئ وبشكل كبير، والتي تظهر من خلال تغيير أهدافهم أو آرائهم أو وظائفهم أو أصدقائهم فجأة.
كذلك فإنهم يميلون إلى تخريب تقدمهم. على سبيل المثال، قد يفشلون في الاختبار عن قصد، أو يفسدون العلاقات أو يُطردون من الوظيفة.
تغيرات مزاجية سريعة: قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من تغيرات مفاجئة في شعورهم تجاه الآخرين وأنفسهم والعالم من حولهم.
تتغير المشاعر اللاعقلانية – بما في ذلك الغضب والخوف والقلق والكراهية والحزن والحب الذي لا يمكن السيطرة عليه – بشكل متكرر وفجائي. عادة ما تستمر هذه التقلبات لبضع ساعات ونادرا ما تزيد عن بضعة أيام.
السلوك الاندفاعي والخطير: تعتبر نوبات القيادة المتهورة والقتال والقمار وتعاطي المخدرات والأكل بنهم و/أو النشاط الجنسي غير الآمن شائعة بين الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية.
تكرار إيذاء النفس أو السلوك الانتحاري: قد يقوم الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بجرح أو حرق أو جرح أنفسهم (إيذاء النفس) أو التهديد بالقيام بذلك.
الشعور المستمر بالفراغ: يشعر الكثير من المصابين باضطراب الشخصية الحدية بالحزن أو الملل أو عدم الرضا أو “الفراغ”. كما أن مشاعر انعدام القيمة وكراهية الذات شائعة أيضا.
مشاكل إدارة الغضب: يواجه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية صعوبة في التحكم بغضبهم، وغالبا ما يصبحون غاضبين بشدة. قد يعبرون عن غضبهم بسخرية لاذعة أو مرارة أو عبارات غاضبة. وغالباً ما يتبع ذلك الشعور بالذنب.
لا يعاني كل شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية من كل هذه الأعراض. تختلف شدة وتكرار ومدة الأعراض من شخص لآخر.
ما الذي يسبب اضطراب الشخصية الحدية؟
يعتقد مقدمو الرعاية الصحية أن اضطراب الشخصية الحدية ناتج عن مجموعة من العوامل، بما في ذلك:
سوء المعاملة والصدمات في مرحلة الطفولة: ما يصل إلى 70% من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، من الممكن أنهم تعرضوا للإيذاء الجنسي أو العاطفي أو البدني عندما كانوا أطفالا.
الوراثة: تشير الدراسات إلى أن اضطراب الشخصية الحدية ينتشر في العائلات. إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، فمن المرجح – ولكن ليس مؤكدا- أن تُصاب بهذه الحالة.
تغيرات الدماغ: في الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، فإن أجزاء الدماغ التي تتحكم في المشاعر والسلوك لا تتواصل بشكل صحيح. تؤثر هذه المشاكل على طريقة عمل عقولهم.