أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ضرورة إسراع المجلس النيابي “باختيار من يراه مناسباً لتشكيل الحكومة الجديدة، وأن يتم تشكيل الحكومة من دون شروط وتعقيدات يضعها أي فريق في وجه الرئيس المكلّف”.
ورأى ميقاتي أن الانتخابات الرئاسية “قد تتأخر ولكنها ستحصل”.
وكان ميقاتي لبّى دعوة “معهد السياسة والمجتمع” في العاصمة الأردنية عمان، لعقد لقاء حواري، بحضور الرئيس الفخري للمعهد الشريف شاكر بن زيد، رئيس مجلس الأمناء عزمي محافظة، وأدار الحوار الإعلامي والمحلل السياسي عمر كلاّب.
ميقاتي انطلق في تشخيصه للحالة اللبنانية، من السياقات التاريخية والسياسية خلال العقود الماضية، وصولاً إلى الانتخابات الأخيرة، والسيناريوهات المتوقعة على صعيد تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية والعلاقات بين القوى السياسية المختلفة.
وقال: “لقد بات لبنان على مفترق طرق، ومن المستحيل أن نستمر على النهج ذاته الذي كان سائداً، من هنا يجب الانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه، وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه”.
وشدد على أهمية اللامركزية الواردة ضمن اتفاق الطائف، “باعتبارها خياراً مناسباً في المرحلة المقبلة، للتعامل مع الأوضاع السياسية والإدارية، بما يحفظ وحدة الدولة اللبنانية ضمن تنظيم للمقيمين فيها”.
أضاف رداً على سؤال: “المقصود باللامركزية، كل ما هو مطلوب لتوفير مساحات من الحريات والخصوصيات، للمكوّنات المختلفة في الحالة اللبنانية، ومحاولة تخفيف الاحتكاكات المستمرة يومياً”.
واعتبر أن “علينا الوصول الى طاولة حوار وطني للبحث في أي لبنان نريد”. كما ركّز على ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الطائف، “لجهة إلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس الشيوخ، وإقرار قانون جديد للانتخابات على أسس وطنية”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، لفت ميقاتي الى “حجم الأزمة الاقتصادية وخطورتها”، لكنه أكد “أن لبنان سيعبر هذه المرحلة الصعبة، إذا سار على الخط المرسوم من خلال تطبيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، واجراء الاصلاحات الاساسية التي تضع لبنان على سكة التعافي”.
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية أكد “الحرص على حل الخلاف عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين”، لافتاً إلى “تشديد جميع المعنيين، على أولوية الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان”.
وعن الملف الحكومي وإمكان تكليفه مجدداً، قال: “في المبدأ يتهيّب كل مطّلع على الوضع اللبناني، وأنا منهم، صعوبة المرحلة وتعقيداتها، ولذلك فإنني أقول أنني لست ساعيا إلى هذا الأمر، وأتمنى أن يسرع المجلس النيابي في اختيار مَن يراه مناسبا، وأن يكون التشكيل الحكومي سريعاً، من دون شروط وتعقيدات يضعها أي فريق في وجه الرئيس المكلّف”.
وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية رأى ميقاتي أنه من خلال تركيبة المجلس النيابي الجديد، بات من الصعب على أي فريق أن يعطّل الانتخابات، وبالتالي فإن امكانية إجراء الانتخابات، باتت أكثر احتمالاً مما كانت عليه قبل أشهر”.
وتابع، رداً على سؤال: “قد تتأخر انتخابات الرئاسة ولكنها ستحصل”.