كشفت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” عن معطيات جديدة تتعلق بفقدان الاتصال بمسبارها المريخي “مافن”، الذي انقطع عن التواصل منذ 4 كانون الأول/ديسمبر الجاري، بعد نحو أسبوعين فقط من رصده لـ”لجسم البينجمي” 3I/ATLAS القادم من خارج المجموعة الشمسية.
ويُعد مسبار “مافن” (MAVEN)، الذي يدور حول كوكب المريخ منذ عام 2014، حلقة وصل أساسية بين الأرض والمركبات الجوالة على سطح الكوكب الأحمر. وكان المسبار يتتبع هذا الزائر الغامض، الذي تصنفه ناسا كمذنب، قبل أن يختفي خلف المريخ بشكل مفاجئ.
وعند الموعد المتوقع لعودته إلى نطاق الاتصال مع الأرض، لوحظ توقفه عن الإرسال وبدء دورانه بصورة غير طبيعية، إضافة إلى تغير في مداره حول المريخ، وهي مؤشرات تدل على حدوث خلل تقني كبير.
وأفادت ناسا بأن فرقها تعمل حالياً على تحليل البيانات المحدودة المتوافرة لمحاولة فهم طبيعة العطل، مشيرة إلى أن تحديد أسباب التغير في المدار بدقة لن يكون ممكناً إلا بعد استعادة الاتصال بالمسبار.
ويأتي هذا التطور بعد أن التقط “مافن” في تشرين الأول/أكتوبر الماضي صوراً للجسم الغامض أثناء مروره على مسافة نحو 18 مليون ميل من المريخ، إلا أن هذه الصور قوبلت بانتقادات واسعة بسبب ضعف جودتها، ما فتح باب التساؤلات والشكوك.
ورغم تأكيد “ناسا” عدم وجود أي صلة بين فقدان الاتصال بالمسبار ومرور الجسم البينجمي، إلا أن الحادثة أثارت موجة من النظريات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع اقتراب موعد مرور 3I/ATLAS بأقرب نقطة له من الأرض في 19 كانون الأول/ديسمبر.
وذهب بعض المستخدمين إلى اتهام الوكالة بإخفاء معلومات أو صور حقيقية عن طبيعة الجسم، بينما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، مرجحين من دون دليل أن يكون الجسم مركبة فضائية تسببت عمداً بتعطيل المسبار.
في المقابل، شددت “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية على التفسير العلمي القائل إن الجسم هو مذنب قادم من نظام نجمي بعيد، مؤكدتين أن فقدان الاتصال بـ”مافن” يخضع للتحقيق التقني المعتاد، فيما يبقى توقيت الحادث مثار جدل علمي وإعلامي واسع.
